الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

الأطباء يطالبون بوضع ميثاق شرف لعمليات توزيع لقاحات كورونا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

طالب الدكتور فايد عيطة، باحث فى الفيروسات الطبية، الشركات الكبرى المنتجة للقاحات كورونا بإعادة النظر فى تسعير وخطط توزيع اللقاحات لوصولها للدول الأكثر فقرًا لا سيما فى أفريقيا ودول الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية ودول آسيا الوسطي.

وقال الباحث فى الفيروسات الطبية فى تصريحات لـ«البوابة نيوز»، إن حرمان أو تقليل التلقيح فى أى دولة سيؤدى إلى زيادة واستمرارية الوباء فى المدة، حيث إن العالم أصبح قرية صغيرة فى ظل التقدم التكنولوجى فى وسائل المواصلات، وتلقيح الدول المتقدمة لا يقضى على الوباء حيث إن شعوب الدول النامية تهاجر إليها للعمل أو الاستثمار مما يجعل الوباء ينتقل بصورة مستمرة.

ولفت «عيطة» الى أن استمرار وجود وباء كورونا وانتشاره إلى ظهور متحورات وطفرات جينية جديدة للفيروس ستكون أكثر خطورة مثلما حدث متأخرًا، مشددًا، على عدالة التوزيع بين الدول لأنه أصبح وباء عالميا دون تمييز، ويجب على منظمة الصحة العالمية أن تنادى بهذا الأمر فهناك دول فى أوروبا وأمريكا وصل إليها ملايين الجرعات وعلى الجانب الآخر معظم الدول النامية لم يصل إليها جرعة واحدة، وهذا الموضوع يقع على عاتق الشركات المصنعة وعليها مراعاة العدالة فى التوزيع لتلاشى خطر يهدد العالم أجمع.

ووصفت الدكتورة نجوى الشافعي، وكيل مجلس النقابة العامة للأطباء، عضو مجلس الشيوخ، فى تصريحات لـ«البوابة نيوز»، العالم الآن كما يقولون أصبح قرية صغيرة وما يحدث فى أى جزءٍ منها يؤثر سلبا أو إيجابًا على بقيته، فمن دواعى المنطق والإنسانية العالمية أن يراعى مصلحة الجميع فى درء الخطر ويراعى عدالة توزيع اللقاحات على دول العالم فقيرها وغنيها، وقالت إن الدول الفقيرة لا ذنب لها فى الوباء متساءلة ما ذنبها فى عدم حصولها على اللقاح بالرغم من أن مصالح الدول المتقدمة فى اقتلاعه من جذوره حتى تعيش الكرة الأرضية فى سلام بعيدًا عن تهديدات الأمراض.

فيما قال الدكتور إيهاب الطاهر، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، فى تصريحات لـ«البوابة نيوز»، فى حالات الأوبئة لا يمكن أن يكون هناك أى مجتمع بأمان إلا إذا كان الجميع بأمان، حيث عدم تمكن الدول الفقيرة من الحصول على اللقاح معناه زيادة الانتشار فى هذه الدول، بالإضافة إلى ظهور متحورات جديدة من الممكن أن تكون مقاومة للقاحات، مع وجود احتمالات مرتفعة لانتقال هذه المتحورات إلى الدول الغنية التى احتكرت التطعيمات لنفسها ويترتب عليه انتشار الوباء من جديد، 

واشار إلى أن هذا الوباء عالمى ويجب التفكير فى حل مشكلته بشكل عالمى دون محاولة احتكار أو أنانية وإلا ستكون النتائج وخيمة على الجميع.

جدوى الإغلاق

وقال الدكتور أبوبكر القاضى عضو لجنة كورونا باتحاد المهن الطبية، أن اللقاح لن يأتى بثماره دون تطعيم نحو ٧٥٪ من العالم، وأصبح من الضرورة القصوى أن يتوفر اللقاح فى كل دول العالم بجميع الفئات الفقيرة والغنية حتى يمر العالم بسلام من هذه الأزمة.

وأضاف عضو اتحاد المهن الطبية فى تصريحات لـ«البوابة نيوز»، أنه لن تستطيع دولة أن تغلق على نفسها حيث إن كل الدول فى حاجة إلى بعضها البعض، والفيروس متحور وأصبح يتطور كل فترة، وحتى نسيطر عليه ويضعف نحتاج إلى تطعيم كل الدول وبالأخص الدول الفقيرة لأنها لا تسطيع تطبيق الإجراءات الاحترازية فتصبح بؤر عدوى وبركانا ينفجر فى أى لحظة فى وجه العالم.

فى نفس المضمون قال الدكتور كريم مصباح، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء ومقرر الفرعيات، إن الدول المتقدمة فى المجال الطبى كان لديها مشكلة وهى تلقيح ٧٠٪ من شعوبها حتى تستطيع أن تنفتح على العالم من جديد بعدما أغلقت لمواجهة المشكلات الاقتصادية، مما أدى لتعارضها مع أن فيروس كورونا مشكلة العالم أجمع، وهذا المعتقد جعل هذه الدول تختار المصلحة الشخصية.

ميثاق شرف وإنساني

وطالب عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، فى تصريحات لـ«البوابة نيوز»، بأن تضع الدول المتقدمة طبيًا بالإضافة للشركات المنتجة للقاح ميثاق شرف إنسانى فى عمليات توزيع اللقاحات، رافضًا، مبدأ تعزيزها لشعوبها بالجرعة الثالثة فى حين أن هناك دولا لم تحصل على جرعة واحدة، وأن هذا الأمر يتسبب فى خلق متحورات جديدة من الفيروس وسوف يكلف العالم نفقات عالية أكثر من ذلك آلاف المرات، وأن هذه الدول قدرها أن تتحمل مسئولية هذا الوباء لأنه يحارب الكرة الأرضية وهم جزء من الجنود ويجب أن يكونوا حائط الصد الأول فى المواجهة.

واختتم «مصباح»، يجب بذل قصارى الجهد والاهتمام بالبحث العلمى فى مواجهة الأزمات العالمية ووضع شروط وقوانين للعمل بها لمعاقبة كل من يخالف أو يتخذ طريقا أحاديا أو يتصرف بأنانية، وإلغاء فكرة تسعير اللقاحات نهائيًا وإخراجها خارج حسابات المكسب والخسارة، حيث إن الدول التى لا تستطيع شراءه قد تلحق الضرر بالدولة المنتجة والعالم كله فى ظل العولمة التى نعيش فيها، ولا يعقل أن يكون التلقيح بدأ من سبتمبر الماضى وهناك دول لم تقم بتلقيح فرد واحد من شعبها، وأنه لا تستطيع أى دولة فى العالم أن تعيش بمفردها دون غيرها، وأعطى مثالًا أن دولة مثل ألمانيا تصنع السيارات ولكن تستورد الإطارات من الهند، فإذا حدثت مشكلات لدى الهند سوف تلحق الخسائر الاقتصادية بألمانيا.