الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الغاز المصري ينقذ لبنان.. خبير اقتصادي: فرصة كبيرة لإظهار قوة القاهرة بالمنطقة العربية وزيادة الصادرات البترولية.. أديب: مصر تدير أوراقها السياسية بشطارة.. والحريري: استخدام الغاز يوفر 60% من التكلفة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وافقت سوريا، أمس السبت على السماح بتمرير الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر أراضيها، وذلك بناء على طلب من حكومة تصريف الأعمال اللبنانية التي تسعى لتأمين إمدادات الطاقة والحد من أزمة نقص الوقود المتفاقمة في البلاد، بحسب الرئاسة السورية. 

وكانت الرئاسة اللبنانية أصدرت بيانًا في 19 أغسطس الماضي، تُوضح فيه وعود واشنطن بالتدخل لحل أزمة الكهرباء في لبنان عن طريق توفير الغاز المصري، حيث أبلغت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، قرار الإدارة الأميركية مساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا عن طريق توفير كميات من الغاز المصري إلى الأردن، تمكّنه من إنتاج كميات إضافية من الكهرباء، لوضعها على الشبكة التي تربط الأردن بلبنان. 

خط الغاز العربي

ويرى الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، أن هذه فرصة كبيرة لإظهار الدور المصري في المنطقة وإبعاد النفوذ الإيراني عن جزء من المنطقة العربية مثل لبنان، فضلاً عن كونها فرصة كبيرة لزيادة الصادرات المصرية من الغاز الطبيعي.

ويقول ل"البوابة نيوز"، إن تصدير الغاز الطبيعي إلى لبنان يمر عبر عدة طرق، حيث سيتم تصديره عبر ما يسمى خط الغاز العربي والذي بدأ العمل به منذ مطلع الألفية، وتم تصدير كميات من الغاز إلى الأردن، لكنها توقفت بعد ثورة 2011، ثم عاودت العمل وتم استئناف العمل مرة أخرى أواخر عام 2018. 

ويُضيف عبده، أن الاتفاقية المصرية الأردنية الموقعة في 2018 اشتملت على تعديلات على اتفاقيات بيع وشراء الغاز الطبيعي بين البلدين وتنص على كميات الغاز التي تصدرها مصر إلى الأردن خلال عام 2019، والتي تعادل نصف احتياجات النظام الكهربائي في المملكة، وبذلك ترتفع امدادات الغاز المصري لتغطي 50% من احتياجات الأردن للغاز الطبيعي، بدلا من 10% خلال عام 2018، بواقع 120 مليون قدم مكعب غاز يوميًا. 

ويُشير الخبير الاقتصادي إلى أن خط الغاز العربي يبلغ طوله الإجمالي 1200 كم بتكلفة قدرها 1.2 مليار دولار، وأن موافقة سوريا على تزويد لبنان بالغاز الطبيعي المصري يمثل تكاملاً عربيًا يأتي في مرحلة حرجة بعدما نفضت العديد من البلدان العربية يدها عن لبنان وبات وضعها حرج. 

رشاد عبده

نمو صادرات الغاز الطبيعي

أوضحت دراسة لمنظمة الدول العربية المصدرة للنفط "أوابك"، أن النمو الأكبر في حجم صادرات الدول العربية جاءت من مصر خلال الربع الثاني من عام 2021، والتي قامت بتصدير نحو 1.4 مليون طن، علما بأنه خلال نفس الفترة من العام السابق 2020 لم تصدر مصر أية شحنات من الغاز الطبيعي المسال بسبب تهاوى الأسعار الفورية في الأسواق العالمية.

وبحسب الدراسة الصادرة في أغسطس الماضي، فإن النمو في الصادرات يعود إلى إعادة تشغيل مجمع الإسالة في دمياط، البالغ طاقته الإنتاجية نحو 5 مليون طن في السنة، بعد توقف دام لنحو 8 سنوات، واستمرار تشغيل مجمع "إدكو" الذي تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 7.2 مليون طن في السنة.

وأضافت الدراسة، أن الربع الثاني من عام 2021 شهد تصدير نحو 7 شحنات من الغاز الطبيعي المسال من مجمع دمياط بإجمالي 0.63 مليون طن، ويصل إجمالي عدد الشحنات المحملة من مجمع دمياط منذ معاودة تشغيله إلى 12 شحنة بإجمالي 0.93 مليون طن. 

عمرو أديب

مصر تُدير أوراقها بشطارة

كما أكد الإعلامي عمرو أديب، على أهمية إمداد لبنان بالغاز الطبيعي المصري من خلال الأراضي السورية، معبرًا عن سعادته بالوصول إلى هذا الاتفاق ذلك لأنه يُحقق مصالح لجميع الأطراف. 

وأضاف أديب، خلال تقديمه برنامج "الحكاية" المذاع إحدى الفضائيات :" أنا سعيد بالكلام ده، ويجب تناولها بكثير من التقدير والنظر، مش لازم نبقى متفقين سياسيًا 100%، لكن ما المانع أن يستفيد الجميع".

وقال أديب، إن مصر تُدير أوراقها السياسية بـ"شطارة" ودون مشاكل ويتضح هذا حين تشاهد في نفس التوقيت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس القبرصي، مشيرًا إلى أن مصر حاولت توقيع هذا الاتفاق في عام 2009 لكنها لم تنجح. 

سعد الحريري

ونقلاً عن سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني السابق، فإنه ناقش في زيارته إلى مصر قبل مدة قضية الغاز، موضحًا أنه حال استخدام محطات الكهرباء اللبنانية الغاز فإنها ستوفّر نحو 60% من التكلفة.

وأضاف الحريري -في فيديو متداول على تويتر- أنه خلال مدة رئاسته للحكومة سعى لإقناع الإدارة الأميركية باستيراد الغاز المصري عبر الأردن وسوريا، من أجل تأمين الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، كما أنه أجرى العديد من المناقشات مع الأردن لتذليل العقبات وإقناع الجانب الأميركي بخطوة استيراد الغاز المصري.