الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

“قبل النهاية بقليل” رواية للمغربية سلمى الغزاوي في معرض عمّان للكتاب

غلاف الرواية
غلاف الرواية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تصدر خلال أيام رواية "قبل النهاية بقليل.. حيث كل شيء مُمكن" للروائية والمُترجمة المغربية سلمى الغزاوي عن دار فضاءات الأردنية، لتكون من ضمن فعاليات معرض عمّان الدولي للكتاب الذي ستنعقد دورته الجديدة في الثاني والعشرين من الشهر الجاري. 

وتُعد هذه الرواية هو التعاون الأول بين الروائية والدار، بينما أكدت فضاءات أن ثمة تعاونات أخرى مُستقبلية بينها وبين الكاتبة سواء في مجال الرواية المُؤلفة، أو الترجمة من الفرنسية إلى العربية.
تدور أحداث الرواية في نهاية العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين، في بلد مُتخيل تمزقه منذ ست سنوات حرب ضروس، ويئن تحت وطأة الفقر، الجوع، الأوبئة، انعدام الأدوية، انقطاع الكهرباء والإنترنت، وشح المياه..إلخ شأنه شأن بلدان أخرى، كما سنكتشف مع أول فصل من الرواية، على لسان الصحفي نوح، الذي يخبرنا بأن العالم شرع في التداعي قبل سنوات، واندلعت حروب طاحنة في دول شتى، ونضبت مصادر الطاقة، ودخل العالم في أحلك أزماته الاقتصادية، البيئية، الاجتماعية والتجارية، ولم يزدهر أي شيء عدا صناعة وتجارة الموت بكل أشكاله.
ينتقل السرد إلى الجندي قيصر، الذي يسترجع ذكريات ما قبل الحرب، وكذا ما عاينه وعاناه فيها، لما يربو عن الست سنوات، إلى أن تم إعفاؤه من الخدمة العسكرية إثر إصابته في إحدى المعارك، ثم نتعرف على الراوية ناردين، والتي هي أرملة فقدت كل شيء، وأكبر مخاوفها ألا تجد ما تسد به رمقها ورمق طفلتها الصغيرة، أو أن تتعرض للاغتصاب والقتل على يد أحد جنود الاحتلال الغاشم، وبعدها يحل دور الراوي الرابع يعقوب، والذي يعمل تاجرا في السوق السوداء، ويعاني من فقده لابنه الوحيد في الحرب.
يعود الجندي قيصر إلى مسقط رأسه، ليجد اليباب يطوقه، ويصاب بصدمة كبيرة بعدما يتناهى إلى علمه أنه قد فقد والديه وحبيبته، وينهار لأيام بعد أن يدرك أنه قد خسر كل من قاتل من أجلهم، لكنه يتقبل الحقيقة في النهاية ويتعافى بعد أن يقرر كتابة نهاية مُختلفة له، ولبعض الناجين من أبناء بلدته الغارقة في الظلام.
تتوالى الأحداث ونرى عبر أعين الأبطال ما يحدث في هذا العالم الجنوني، الذي يسير بخطى ثابتة نحو هاوية العدم، ونتقاسم معهم آلامهم، أحزانهم، وآمالهم في العيش بأمان وسلام حتى النهاية، إذ رغم خسارتهم لكل ما كانوا يملكونه، ورغبتهم في الموت/ الخلاص من هذا العالم البرزخي، غير أنهم يستمرون في محاولة العيش رغم كل اليأس الذي تفشى في دواخلهم، يأس سينجلي عندما سيعلمون أن الجندي قيصر قد حَوَّلَ إحدى القلاع المهجورة بمدينة نوكتورنوم (أي مدينة الظلام)، إلى ملاذ آمن للناجين والناجيات، وهو ملاذ شعاره: "حيث كل شيء مُمكن"، ليصير قيصر المٌخَلِّص والسيد المُختار الذي نجح في إحياء جذوة الأمل في نهاية أفضل داخل الناجين الذين كانوا على وشك الاستسلام لظلمات اليأس، وإنهاء حيواتهم التعيسة كما فعل العديد من الناجين اليائسين من قبل، لأنه بالنسبة إليهم، في بلدهم الغارق في العتمة والدم، كل الطرق تؤدي إلى الموت.
ينضم البطل نوح والبطلة ناردين إلى مُجتمع الناجين الذي أسسه الزعيم المُختار قيصر بمُساعدة يعقوب، وهو مُجتمع طوباوي يؤمن أفراده وأتباعه بأنه لا يزال الأمل والحلم مُمكنين، في زمن اللامُمكن، لكن السؤال هو: هل بالإمكان كتابة نهاية مُغايرة قبل النهاية الحثيثة، أم أن ما يبدأ كحلم كثيرا ما يستحيل كابوسا؟ 
يُذكر أن سلمى الغزاوي سبق أن صدر لها روايات "تيلاندسيا" 2017م، و"ذاكرة قاتل" 2018م، و"أوركيديا سوداء" 2019م، ولها مجموعة قصصية بعنوان "في غفلة الانتظار" 2019م،  كما قامت بترجمة رواية "آخر يوم لمحكوم بالإعدام" للروائي الفرنسي فيكتور هيجو 2018م، والترجمة الكاملة لديوان "أزهار الشر" للشاعر الفرنسي شارل بودلير 2020م، كما قامت بترجمة الكتاب الفكري "عن القراءة" للكاتب الفرنسي مارسيل بروست 2021م، وهي الترجمة الأولى إلى العربية لهذا الكتاب.