الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

خاص|إبراهيم كابان: واشنطن لن تكشف عن نواياها تجاه شمال سوريا إلا بعد انتهاء المشهد فى أفغانستان

الباحث الكردى ومدير
الباحث الكردى ومدير شبكة الجيوستراتيجى للدراسات إبراهيم كابا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أثار الانسحاب الأمريكى المفاجئ من أفغانستان مخاوف عدة وتساؤلات حول ما هو الموقف فى شمال سوريا خصوصا، وكان ألكسندر لافرنتييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسى إلى سوريا، قد أكد أن الأكراد فى سوريا يعولون حاليا على التعاون مع الولايات المتحدة التى تتواجد قواتها فى مناطقهم.
ويقول الباحث الكردى ومدير شبكة الجيوستراتيجى للدراسات إبراهيم كابان إن الحديث عن انسحاب الولايات المتحدة من شمال شرق سوريا أمر لن تكشف عنه إلا على أقل تقدير بعد عدة أشهر بعد أن تقرأ وترى الموقف فى أفغانستان، فأى تكرار للسيناريو فى سوريا سيشكل صدمة جديدة فى الأوساط السياسية الداخلية فى أمريكا.
وأضاف «كابان» فى تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»: «قوات سوريا الديمقراطية تدرك تماما أن الوجود الأجنبى مؤقت لمكافحة الإرهاب - داعش - ومن ثم سينتهى هذا الوجود، ولكن هناك عددا من الأطراف الإقليمية الفاعلة التى تجمعها علاقات متينة بقوات سوريا الديمقراطية».
وتابع «كابان»، أن قوات سوريا الديمقراطية أصبحت لا تعول كثيرا على الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا وأن الأخيرة قد تخلت عن مناطق حيوية لصالح تركيا مثل تل أبيض ورأس العين فى عهد الرئيس الأسبق دونالد ترامب.
وأكد «كابان»، أنه إذا نوت واشنطن للإنسحاب سيكون هناك ضغط محتمل من فرنسا على الولايات المتحدة لضمان استمرار دعمها لصالح قسد.
فيما اتفق «كابان» مع ما قالة نواف خليل أن ما حدث فى أفغانستان اليوم وانسحاب واشنطن المفاجئ يختلف كليا عن حلفاء واشنطن فى سوريا، كما أن الولايات المتحدة وعلى حسب زعمة وقت ما تقرر الإنسحاب لن تأذن لتركيا بالتمدد أكثر فى المناطق التى تقع تحت سيطرة قسد فليس من المنطق أن تجهز واشنطن نحو مائة ألف عسكرى بسلاح أمريكى وتسلمه إلى الروس، على حسب قوله.
أعتقد الصورة فى أفغانستان تختلف كثيرا عن سوريا فالوضع لدينا جديدا من نحو 2015 على عكس أفغانستان فالوضع قديم وله أبعاد أخرى، وحتى الوجود العسكرى أيضا مختلف تماما.
وأكد «كابان»، أنه فى الماضى كان هناك تحالف بين الولايات المتحدة وبين حركة طالبان لمحاربة السوفيتين، وأضاف: «ومن ثم تحولت الولايات المتحدة الأمريكية إلى محاربة حركة طالبان بعد تفاعل القاعدة مع الأخيرة، ولذلك دعمت الولايات المتحدة الأمريكية الحكومة الأفغانية وشكلتها ودعمت قواتها للوقوف فى وجه طالبان وتنظيم القاعدة، لذا أعتقد أنه من الخطأ أن نقارن بين الظروف فى افغانستان وسوريا، فالأمر مختلف تماما سياسيًا ومنطقيًا، فالوجود الأمريكى أساسًا فى سوريا هو لمحاربة الإرهاب فقط، ولم نشاهد الأمريكيين فى أى مواجهات مع الأتراك حينما احتلوا بعض المناطق الكردية فى سوريا وأيضًا نفس الشىء بالنسبة للتواجد الروسى فى سوريا وهناك تفاهم روسى أمريكى على تقاسم المناطق ودعم المناطق فى سوريا».
وتابع «كابان»: «بالإضافة إلى ذلك صدمة الخروج من أفغانستان كان له تأثير كبير على إدارة بايدن ولا أعتقد أن الإدارة الأمريكية قادرة على أن تدعم خروج أى قوات أمريكية من منطقة أخرى لأنه سيتسبب فى إحداث ضرر كبير جدا على السياسات الأمريكية الخارجية، فإذا انسحبت من سوريا أو بالتالى هى قد قررت الانسحاب من العراق فستتعرض المصالح الأمريكية الاستراتيجية فى المنطقة لخطر كبير جدا لهذا أنا أعتقد أن السياسات الأمريكية كانت واضحة فى أمر خروجها من أفغانستان فهى خرجت لاتفاق مباشر مع حركة الطلبان وحصلت هناك اجتماعات مباشرة فى قطر القاعدة الأمريكية فى قطر والسفارة الأمريكية».
وأضاف بشأن تلك التفاهمات: «أعتقد أن حركة طالبان أيضا اليوم تتحرك وفق استراتيجية التقرب من أمريكا والتحالف الدولى بشكل عام وهى تحاول أن تغير من سلوكياتها».