الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

لماذا تهتم القوى العظمى بأفغانستان؟

عناصر حركة طالبان
عناصر حركة طالبان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

غادر الأمريكيون أفغانستان بعد عشرين عامًا من الغزو، وحلّت الحكومة الأفغانية، وأصبحت حركة طالبان الآن مسئولة عن نحو ٤٠ مليون شخص، في واحدة من أفقر البلدان في العالم، التي دمرتها عقود من العنف والاضطرابات.

ويتعين على القوى الأجنبية الآن أن تقرر كيفية التعامل مع منظمة لا تزال مدرجة في قوائم مراقبة الإرهابيين حول العالم.

والسؤال الذي يطرح نفسه؛ هو: ماذا يحدث الآن؟ ولماذا تهتم الدول الأخرى بمستقبل أفغانستان؟،

والجواب يوضح أن هناك ثلاثةُ أسباب رئيسية لذلك؛ هي: مكافحة الإرهاب، ثروة من الموارد الطبيعية، والمساعدات الإنسانية.

فمن مصلحة العالم ضمان استقرار أفغانستان، بحيث لا تصبح مرة أخرى ملاذًا لتنظيم القاعدة، والجماعات الإرهابية المماثلة، كما كان الحال عندما كانت طالبان في السلطة من عام ١٩٩٦ إلى عام ٢٠٠١.

وقامت جماعة إرهابية أخرى، مثل"داعش خراسان"، وهي فرع أفغاني من تنظيم داعش، بتأسيس نفسها خلال الاحتلال الأمريكي، قاتلت مع طالبان، وهاجمت القوات الأمريكية. فهل طالبان قادرة على السيطرة على هذه المجموعة، أم أن ذلك يعد أمرًا مثيرًا للقلق، على نطاق واسع.

سيراقب جيران البلاد، الحكومة التي تقودها طالبان عن كثب، فتشترك الصين في حدود قصيرة مع أفغانستان، والتي كانت تحت حكم طالبان في التسعينيات، بمثابة ملاذ لمقاتلي الأويجور.

وتعتبر باكستان أن أفغانستان، بمثابة حصن استراتيجي ضد الهند، ولها علاقات وثيقة مع طالبان. وتتصارع القوى الأجنبية أيضًا مع الكارثة الإنسانية التي خلفتها وراءها، مما يزيد من احتمالية اندلاع أزمة لاجئين جديدة.

والمعروف أن لدى العديد من البلدان مصالح تجارية، في احتياطيات المعادن المقدرة بـ ٣ تريليونات دولار، في أفغانستان، بما في ذلك الذهب والنحاس والليثيوم.

لكن: ما الذي يجب أن تفعله طالبان لتحقيق الاعتراف الدولي؟؛ لقد حثت الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، طالبان على تشكيل قيادة أكثر شمولًا، تمثل النساء والأقليات العرقية والدينية في البلاد. وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي: "سيتم الحكم على طالبان بناءً على أفعالهم- كيف يحترمون الالتزامات الدولية، التي تعهدت بها الدولة، وكيف يحترمون القواعد الأساسية للديمقراطية وسيادة القانون. "الخط الأحمر الأكبر هو احترام حقوق الإنسان وحقوق المرأة على وجه الخصوص".

وقالت الولايات المتحدة، إنه سيتم الحكم على طالبان بشأن ما إذا كانوا يسمحون بحرية السفر للأفغان، والأجانب الذين يحملون وثائق صالحة، وحقوق النساء والأقليات، وربما الأهم بالنسبة لواشنطن، ما إذا كانت طالبان تمنع الجماعات الإرهابية الدولية، من استخدام أفغانستان، قبل الاعتراف الدبلوماسي، أن يساعد في فتح قنوات مباشرة للمساعدات التنموية، والقروض الكبيرة من البلدان والمؤسسات، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وإذا قلنا: وما مدى النفوذ الذي تتمتع به الولايات المتحدة وحلفاؤها على طالبان؟؛ فالرد أن الاقتصاد الأفغاني، الذي يعتمد بشكل كبير على المساعدات والإنفاق الأجنبي، يتجه نحو التوقف، مع نفاد الأموال، وتوقف الرواتب الحكومية وارتفاع الأسعار بسرعة. في الوقت الحالي، علقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا برامج مساعداتها الكبيرة، كما تم تجميد احتياطيات البنك المركزي الأفغاني، المحتفظ بها في الخارج كلها تقريبًا.

وحجب صندوق النقد الدولي ٤٠٠ مليون دولار، كان من المقرر تسليمها للحكومة القديمة هذا الشهر. ويقول مسئولون أمريكيون وحلفاؤهم إنهم يريدون الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية، بغض النظر عن النظام السياسي الذي يظهر في أفغانستان. أقوى رافعة تمتلكها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد طالبان هي عقوبات الإرهاب، التي تحظر المساهمة بالمال والسلع والخدمات.

وواشنطن تكشف إمكانية مساعدة «الحركة» الإرهابية لمواجهة داعش

تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على إعادة تقويم علاقتهم مع طالبان- وهى جماعة لا تزال مدرجة فى قوائم مراقبة الإرهابيين فى جميع أنحاء العالم، حتى وهي تستعد لتشكيل حكومة أفغانية جديدة- وسط تدهور الوضع بشكل مطرد لشعب أفغانستان.

فى الأسابيع الأخيرة، ووفقا لما نشرته النيويورك تايمز، تعاونت الولايات المتحدة مع الجماعة لضمان إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص من مطار كابول، وقال مسئولون دفاعيون إن هناك احتمال أن يتطلب التهديد الذى يشكله تنظيم داعش فى خراسان تعاونًا فى المستقبل.

وقد تدفع الأزمة الإنسانية والاقتصادية المتزايدة المزيد من الأفغان إلى البحث عن مخرج؛ بعدما ارتفعت أسعار معظم الأطعمة الأساسية، مثل البيض والدقيق.

ومن المتوقع أن تنفد المواد الغذائية الطارئة التى توزعها الأمم المتحدة على مئات الآلاف من الأفغان المحتاجين بحلول نهاية الشهر، لكن المساعدات الخارجية جفت الآن. يوم الأربعاء الماضى، أعرب كبار مسئولى الدفاع الأمريكيين عن قلقهم، بشأن مواصلة العمل مع قادة طالبان، الذين كانوا متعاونين أثناء الإجلاء.

وقال وزير الدفاع لويد جيه أوستن للصحفيين، إنه بينما عملت الولايات المتحدة مع طالبان على مجموعة ضيقة من الأولويات، "من الصعب التنبؤ إلى أين سيذهب هذا في المستقبل فيما يتعلق بطالبان".

ووصف الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، طالبان بأنها "جماعة لا تعرف الرحمة"، لكنه أضاف، "فى الحرب، عليك أن تفعل ما يجب عليك القيام به. عندما سُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتعاون مع طالبان ضد تنظيم داعش فى خراسان، وقال الجنرال ميلى إن هذا احتمال.

وأصبحت مسألة ما إذا كانت طالبان قادرة على السيطرة على الجماعة مصدر قلق دولي كبير، بعد أن أعلن تنظيم داعش في خراسان مسئوليته عن هجوم على مطار كابول أسفر عن مقتل ١٧٠ مدنيًا و١٣ عسكريًا أمريكيًا فى الأيام الأخيرة من الإجلاء الأمريكي.

وتعمل دول أخرى على رسم طريقة للمضى قدمًا فى التعاون مع حركة طالبان أو الشركاء الإقليميين، لإخراج المدنيين الباقين الذين يرغبون فى مغادرة البلاد. كان وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، فى الدوحة، بقطر، الخميس، يلتقى بالقادة القطريين لبحث الوضع في أفغانستان وكيفية تأمين ممر آمن لمن بقى.

واستضافت قطر سابقًا قادة طالبان، وكانت موقعًا لمحادثات السلام بين طالبان والولايات المتحدة. وفى مؤتمر صحفى عقب الاجتماع؛ قال "راب"، إن بريطانيا "لن تعترف بطالبان فى أى وقت فى المستقبل المنظور"، لكنه أضاف:"نحن نرى الحاجة إلى مشاركة مباشرة"، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية فى بيان إن راب تحدث مع القطريين حول ما إذا كانوا يعتقدون أن مطارا فعالا سيكون أمان فى كابول على المدى القصير، مما سيوفر طريقا رئيسيا للأفغان المعرضين للخطر الذين ما زالوا يتطلعون إلى المغادرة.

كما ناقش وزير الخارجية إمكانية توفير ممر آمن للأجانب والأفغان عبر الحدود البرية. وقالت وزارة الخارجية إن سيمون جاس، المبعوث البريطانى الخاص للعملية الانتقالية الأفغانية، أجرى محادثات فى الأيام الأخيرة مع كبار الممثلين السياسيين لطالبان.