الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

باحث إسلام سياسي: تاريخ الإخوان فى المغرب حافل بالمؤامرات

علم المغرب وليبيا
علم المغرب وليبيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اعتادت جماعة الإخوان على تخريب المجتمعات التى تعيش فيها، وكذلك العلاقات بين الدول، تطبيقا لمبدأ "فرق تسد" الاستعمارى البغيض.

ويتفق المحللون على أن قرار الجزائر الأخير، بقطع العلاقات مع المغرب، تأسيسا على اتخاذ الرباط إجراءات تضر بأن الدولة الجزائرية، يبدو من الأمور التي يقف وراءها التنظيم الدولى للإخوان، الذى يتمتع بمكانة كبيرة داخل المملكة المغربية. ويرجع المحللون أسباب العبث بالعلاقات المغربية مع الجزائر، للحد الذى أغضب الأخيرة، ودفعها إلى اتخاذ هذا القرار العنيف دبلوماسيا، إلى رغبة الإخوان فى عزل المغرب عن محيطها الإقليمى، بحثا عن إيجاد مناخ يسمح للجماعة بالبقاء في منطقة الشرق الأوسط عبر البوابة المطلة على المحيط الأطلسى، بعد أن انهار وجودها أو كاد في جميع دول المنطقة تقريبا.

ويصف عمرو فاروق، الباحث فى شئون الجماعات المتطرفة، قرار الجزائر بقطع العلاقات مع المغرب، بأنه محزن لكنه ليس مستغربًا؛ مشيرا إلى أن تاريخ الإخوان فى المغرب حافل بالمؤامرات السياسية.

وقال"فاروق":"النشاط الإخوانى فى المغرب ليس جديدا، بل إن هناك وثائق تؤكد وجود هذا النشاط، وانتشاره وتوغله، بل وتكشف أهدافه أيضًا".

وأضاف:"جماعة الإخوان حاولت فى فترة من الفترات تدبير انقلاب على الملك السابق، الحسن الثاني، بعد سلسلة من فتاوى تكفير النظام السياسى فى المملكة".

ولفت"فاروق"،إلى أن الجماعة سعت، خلال عقد التسعينيات من القرن الماضى، إلى تكوين جناح مسلح، مدعوم بمشروع مخابراتى لاختراق المؤسسات المهمة فى الدولة المغربية.

وتابع:"ولا يمكن نسيان الوثائق التى أعلن عنها خلال السنوات الماضية، التى تتضمن بالتفصيل خطة الجماعة لاختراق مؤسسات الدولة فى المغرب، والسيطرة عليها، عن طريق تطبيق فكرة الأخونة، التى فشلت فى مصر".

وأوضح الباحث عمرو فاروق، أن الخطة الإخوانية، استهدفت تحقيق غايتين الأولى: اختراقمفاصل الدولة والسيطرة عليها، والثانية: عزل المملكة عن محيطها بضرب علاقتها مع دول الجوار، بحيث لا تجد لنفسها متنفسا عندما يبدأ الإخوان في التحرك لنشر الفوضى، والسيطرة على المجتمع.

وشدد"فاروق"،على أن جماعة الإخوان لا تمل البحث تنفيذ المؤامرات التى تمكنها من تحقيق غايتها العظمى، وهى التمكين؛ مشيرًا إلى أن تحقيق هذا الغرب في المغرب، ينقذ الجماعة من الفناء على الأقل داخل منطقة الشرق الأوسط، وهو ما تأبى قيادات التنظيم الدولي حدوثه، لأن الوطن العربي هو مهد الجماعة، وهو الهدف الأسمى لدولتها المزعومة.

ومضى عمرو فاروق فى كشف كواليس خطة الجماعة لعزل المملكة المغربية، قائلا: "خطط التنظيم الدولى التى جرى كشفها، توضح أن أول أهداف العزل هى تهيئة المجتمع المغربى للتغيير، عن طريق التأثير فى اعتقاداته الفكرية والسياسية، بحيث يتم تكوين ما يشبه المجتمع الموازى داخليًا.

وبمرور الوقت تثير الاختلافات بين المجتمعين فتنة، قادرة على إثارة الفوضى، فيما يشبه ما أرادت الجماعة تطبيقه بين المسلمين والمسيحيين داخل مصر، الأمر الذي يمهد بالتالي لنشأة أجيال متطرفة تستطيع الجماعة استقطابها فكريا وعقائديا.

وكشف"فاروق"،عن وجود رسائل متبادلة بين قيادات التنظيم الدولي للجماعة، يتم خلالها وصف المجتمع المغربى بـ"جحافل الجاهلية والتكفير"،وتدعو إلى التواصل بشكل يسمح بتغيير هذا المجتمع عبر الأدوات التى لا تثير صداما صريحا بين الجماعة وبين الدولة، مع التمهيد لإنشاء قوة مسلحة كجزء أصيل من الكيانات الإخوانية، التى تستهدف السيطرة على المجتمع، ومناهضة الدولة.

ولفت فاروق إلى أن وثائق التنظيم الدولي للإخوان، بشأن المغرب تكون صورة واضحة لرؤية الجماعة للمملكة المغربية، حيث تعتبرها حاضنة جيدة لنشر الفكر الإخواني، عبر اختراق المجتمع ودفعه نحو إنشاء عداوة وهمية مع أصحاب المذهب الصوفى، لإيجاد صراع يمكن من خلاله هدم الوعى الشعبى ونشر الفتنة المجتمعية.

الوثائق الإخوانية حددت بشكل قاطع أهداف المرحلة، وطريقة الوصول إلى التمكين، ومنها: إيجادكيان دعوي يكون قادرا على التوغل من أجل نشر الفكر الإخواني، وجذب الأتباع.