الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

الإسماعيلية --القطار يدهس قلب المدينة مطالبات بنقل السكة الحديد قبل أن تموت بـ"السكتة المرورية"

القطار يدهس قلب المدينة
القطار يدهس قلب المدينة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

المدينة التى تأسست على يد مهندسين فرنسيين، وتألقت بين المدن حتى أن البعض أطلق عليها اسم «باريس الصغرى»، ها هى اليوم فى غرفة الإنعاش وفى حاجة ضرورية إلى مشروع قومى كبير يعيد إليها مجدها، لتتدفق فى شرايينها الحياة.
بالرغم من حظ الإسماعيلية الوافر فى عدد من المشروعات الكبرى التى افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلا أن الإسماعيلية القديمة تموت ببطء بعد أن تشوهت ملامحها بالقتل العمد لشارع الثلاثينى وذبحه من منتصفه بغلقه تماما، فصارت المدينة أربع جزر منفصلة يشقها بالعرض القطار القادم من القاهرة المتجه إلى بورسعيد ويشقها بالطول شارع الثلاثينى صاحب الحظ السيئ، ليتحول القطار والثلاثينى من نعمة إلى نقمة على المدينة.
تعطلت أنشطة التجار فى شارعى مصر وسعد زغلول، وصارت المواصلات والحركة المرورية كما الدوران حول رأس الرجاء الصالح.
وحتى لا تموت الإسماعيلية بالسكتة المرورية تعددت المبادرات وتنوعت المطالبات بضرورة نقل شريط السكة الحديد من وسط المدينة إلى خارجها، والاستفادة من الشريان الجديد كطريق أساسى فى المدينة، وهذه ليست بدعة فقد سبقتها محافظة السويس فى تنفيذ فكرة خروج القطار من المدينة.
وحتى نقترب أكثر من التفاصيل، «البوابة» التقت خبير الطرق المهندس جورج خلة الذى أعد دراسة فنية حول الموضوع، فيقول جورج: «مشروع نقل خط السكة الحديد إلى خارج الكتلة السكنية بالإسماعيلية هو مشروع قومى بامتياز، وحددت الدراسة التى رفعتها لمحافظ الإسماعيلية السابق بداية ونهاية الخط».
ويواصل خبير الطرق فكرته بقوله إنه من السهل أن يبدأ الخط الجديد المقترح من منطقة الفردان وينتهى عن مدينة المستقبل بالإسماعيلية، مضيفًا أن المشروع تمت دراسته وأثبت جدواه الاقتصادية وضرورته وأهميته وسهولة تنفيذه، حيث يتحدد المسار من الفردان مرورا بمنطقة كيلو ١١ ومنها يعبر طريق بورسعيد وترعة الإسماعيلية ليمر بعدها بأرض جمعية العاشر ويستقر فى محطته النهائية فى محطة جديدة وحديثة بمدينة المستقبل ليلتقى الخط مرة أخرى بالخط القديم إلى الزقازيق والقاهرة.
وعن الجدوى الاقتصادية والكلام ما زال للمهندس جورج خلة يقول: «بعد رفع الخط القديم وإخلاء المنطقة من الإشغالات ومساكن السكة الحديد القديمة (الدريسة) يكون لدينا طريق جديد بعرض يقترب من 80 مترا يتم إعداد هذا الطريق ورصفه فى الاتجاهين ليربط شرق المدينة بغربها» وفى محاولة لتقريب الصورة يقول جورج.. سيكون الطريق الجديد نسخة كربونية من طريق صلاح سالم بالقاهرة».
انتقلت «البوابة» لتستمع إلى صوت آخر حتى نتأكد من أن الفكرة تمثل مطلبًا عامًا وكان صوت عضو مجلس النواب السابق النائب أشرف عمارة الذى قال: إن الطرق والمواصلات يمثلان مشكلة كبيرة لشعب الإسماعيلية ويتفق عمارة مع ما طرحه خبير الطرق جورج خله، مؤكدًا أن الإسماعيلية بالفعل فى حاجة إلى تنفيذ مثل هذه الفكرة التى ستغير وجه المدينة تمامًا.
ويضيف عمارة أن نقل السكة الحديد يجعلنا نضع قضية المواصلات على الطاولة كأولوية لتسهيل حياة الناس وفى سبيل ذلك يضيف النائب فكرة جديدة وهى ضرورة الاعتماد مستقبلًا على قطار كهربائى ينقل حركة المسافرين من الإسماعيلية إلى القاهرة وبالعكس وبالتفصيل يشرح فكرته المسافة بين مدينتى الإسماعيلية والقاهرة عبر الطريق الصحراوى تستغرق وقتا قرابة ساعة ونصف لو تم توفير القطار الكهربائى فهذا سوف يوفر اقتصاديًا والمستفيد هو المواطن حتى أصحاب السيارات الملاكى سوف يتركونها ليستخدموا وسيلة حضارية فى سفرهم إلى القاهرة.
وأشار إلى أنه عندما كان نائبا فى الدورة السابقة قدم اقتراحا بضرورة تأسيس مشروع مواصلات عامة مكيفة ومجهزة بكل السبل تليق بالمواطن الإسمعلاوى بدلًا عن المواصلات الداخلية الرديئة المستخدمة حاليا، لافتا إلى أن هذا الاقتراح حصل على موافقة ولكنه فى انتظار أن تقوم الحكومة بخطوة نحو تحقيق ذلك على أرض الواقع.
أما النقابى والقائد اليسارى محمد حلمى غريب، فأوضح أن المعارضة الوطنية لا تتصادم أبدًا مع المشروعات القومية الكبرى بل تؤيدها وتدعمها.
وعن نقل شريط السكة الحديد، يقول: «نحن مع ذلك بالطبع بل وسبق لنا أن تناولنا هذه الفكرة عندما بدأت المحافظة فى غلق شارع الثلاثينى واستبدلته بعدد من الأنفاق، ويدلل على ذلك بملف موسع تم نشره بجريدة أهالينا التى عبرت عن اليسار فى الإسماعيلية فى مرحلة ما، وقد تناول الملف أفكارنا بشكل واضح ووصلت إلى المحافظ الأسبق عبدالجليل الفخرانى، ويرى حلمى أن إحياء هذه الفكرة قد يعيد الأمل لنا، فالمشكلة ليست فى إنتاج أفكار من خارج الصندوق كنقل شريط السكة الحديد ولكن المشكلة هى عدم الاستماع لمثل هذه الأفكار».
وأبدى النقابى والكادر اليسارى محمد حلمى تعجبه من أن مدينة الإسماعيلية كلها تعتمد على محورين عرضيين فقط هما الطريق الدائرى وشارع محمد على، لذلك يدعم فكرة نقل شريط السكة الحديد كمحور عرضى أساسى فى المدينة.
وبشكل عملى، طالبت النائبة السابقة ماجدة النويشى النواب الحاليين بالتنسيق مع محافظ الإسماعيلية وترتيب لقاء عاجل مع اللواء وزير النقل الحالى كامل الوزير، وترى النويشى أن استجابة الوزير ممكنة لأنه يعرف خريطة الإسماعيلية جيدا، وتضيف إذا لم نتمكن من إدراج الإسماعيلية فى مشروع القطار الكهربائى يكون أمامنا أضعف الإيمان وهو نقل السكة الحديد إلى خارج المحافظة مع ضرورة ربط الإسماعيلية بمدينة العاشر من رمضان بقطار جديد حيث تنشط حركة العمال والموظفين بين الإسماعيلية والعاشر.
كان لنا عودة مع المهندس جورج خله خبير الطرق لنسأله عن الدراسة الفنية ومصيرها قال لنا، الدراسة تم إعدادها بمعرفته وشاركه فيها عدد من المهندسين بحزب المصريين الأحرار كما ساهم عدد من الخبراء من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وأضاف جورج الدراسة فنية بالأساس تضم الجانب الهندسى من حيث المسارات والتكلفة والاتجاهات.
أما عن مصيرها فيقول، وضعناها أمانة بين يدى ياسين طاهر محافظ الإسماعيلية السابق، الذى عقد بالفعل اجتماعا بحضورنا ومشاركة وكيل وزارة النقل لبحث جدوى الفكرة، وأثنى المشاركون عليها ولكنهم طلبوا تأجيل التنفيذ لحين انتهاء عدد من المشروعات الكبرى التى كانت الإسماعيلية منشغلة بها فى حينها.
 

خبير الطرق المهندس جورج خله -الاسماعيليه
خبير الطرق المهندس جورج خله -الاسماعيليه
النائبة ماجدة النويشي  الاسماعيلية
النائبة ماجدة النويشي الاسماعيلية
محطة مدينة الإسماعيلية الرئيسية
محطة مدينة الإسماعيلية الرئيسية