الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

تفاصيل تحركات طالبان لإطلاق خطة "التمكين" في الصومال

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يتفق المراقبون على خطورة ما يجري في أفغانستان، على الأمن والسلم الدوليين، ليس فقط لكون حركة طالبان، التي أصبحت حاليا السلطة الرسمية والفعلية، في تلك الدولة القابعة وسط قارة آسيا، وإنما أيضا لامتلاك هذه الحركة عددا من الأهداف الأصولية المدمرة، وأهمها تصدير الإرهاب، والعمل على دعم الحركات المتطرفة المتفقة معها في الأفكار، أيا كان مكانها في العالم.
ويبدو أن حركة طالبان، قررت مبكرا البدء في التحرك من أجل تنفيذ خطة مؤدلجة لتمكين الجماعات التي تمثل فروعا لتنظيم القاعدة الإرهابي في العالم، حيث تم رصد اتصالات بين طالبان، وحركة الشباب الإرهابية في الصومال، لتنفذ الأخيرة خطة معدة سلفا، للاستيلاء على الحكم في مقديشو، باستخدام السيناريو ذاته الذي نفذ في أفغانستان.
ويرجع المراقبون اختيار الصومال، للبدء بها في تنفيذ خطة التمكين، إلى التشابه الأوضاع فيها مع أفغانستان، في ظل القوة التي تتمتع بها حركة الشباب الإرهابية، بالإضافة إلى عدم وجود بديل معتدل يمكن تقديمه لقيادة الدولة، بالإضافة إلى الترتيبات التي تجري حاليا، لسحب القوات الدولية الموجودة هناك، وتسليم المهام الأمنية للحكومة الصومالية. 


أزمات بالجملة
 

ويرى الدكتور فتحي العفيفي، أستاذ الفكر الاستراتيجي بجامعة الزقازيق، العالم أصبح يواجه مشكلة خطيرة، بسبب ضوء حالة التوهج التي تعيشها حركة طالبان، وما تلقي به من ظلال تحيي طموحات باقي الحركات المشابهة، خاصة تلك التي تمتلك علاقات قوية مع طالبان.
وقال: "استيلاء طالبان على الحكم في أفغانستان، يصدّر للعالم جملة من الأزمات الأمنية العنيفة، ليس فقط لوجود الحركة كشوكة في ظهر العالم، وإنما لاقتناع قادتها بضرورة تصدير فكرة التمكين إلى باقي الجماعات المتطرفة في العالم".
وأضاف: "الأوضاع في الصومال تنذر باحتمالات تكرار ما جرى في أفغانستان، خاصة إذا كرر المجتمع الدولي خطأه، وسلم الأمن الداخلي للقوات الحكومية، كما فعل في أفغانستان"، مشددا على أن تسليم الأمن الداخلي في الصومال للقوات الحكومية، يستدعي اختبار هذه القوات لمدة عامين على الأقل، قبل انسحاب القوات الدولية، حتى يمكن التأكد من قدرتها على فرض السيطرة الأمنية، على جميع أرجاء الدولة.
وأضاف: "يمكننا الاعتراف بأن حركة الشباب لا تمتلك نفس القوة العسكرية ذاتها، التي تمتلكها طالبان، لكن ضعف القوات الحكومية، يجعل ما تملكه من قوة وعتاد، كافيا جدا لتحقيق هدفها، ولو كان السيطرة على الحكم.
وألقى العفيفي الضوء على ما تعد له حاليا حركة الشباب، من أجل الهيمنة على المجتمع الصومال، مضيفا: "الحركة تحاول حاليا فرض مناهج دراسية تروج لأفكارها المتطرفة، في مراحل التعليم الأساسي، داخل مدارس العاصمة مقديشو، وذلك يشير إلى أن الرغبة في التمكين موجودة لديها، وأنها ستنشط لا محالة بعد ما جرى في أفغانستان".
وتابع: "فكرة التمكين التي يجري التخطيط لها حاليا، من قبل طالبان، ترتبط أيضا بهدف استراتيجي للحركة، وهو إلهاء العالم، أو بمعنى أوضح فتح بؤرة جديدة للصراع مع الإرهاب، بشكل يخفف الضغط عن الحركة في أفغانستان، ويشتت جهود وقف تمدد الفكر الأصولي المتطرف، حتى تجد طالبان فرصة لالتقاط الأنفاس.