الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

وكالة فرنسية تكشف كواليس جديدة عن أسباب إسقاط نظام القذافي

القذافي
القذافي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشف تقرير إخباري نشرته وكالة الأنباء الفرنسية الرسمية، عن تطلع مجموعة دول إلى الظفر بمشروعات البنية التحتية المحتملة في ليبيا، والتي تقدر بمليارات الدولارات.
وأوضح التقرير أن الاستيلاء على الثروات الليبية، لا سيما النفط والغاز، كان السبب الأول وراء السعي لإسقاط نظام القذافي، أملا في تنصيب حكومة موالية للغرب بدلا من الزعيم التاريخي لليبيا، إلا أن التطورات واندلاع الحرب الأهلية حال دون ذلك، لتجد الدول المخططة لضرب ليبيا نفسها أمام حالة فريدة من الفوضى.
التقرير الفرنسي أشار أيضا إلى أن الثلاثي تركيا وإيطاليا وفرنسا منذ عهد نيكولا ساركوزي، يسعون للاستفادة من الاستقرار المرتقب، بعد عقد من انزلاق ليبيا الغنية بالنفط للفوضى. 
ونقل عن خبراء الاقتصاد قولهم إن حملة إعادة الإعمار ستكون من أكبر حملات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ووفقا للتقرير فإن ليبيا بحاجة إلى أكثر من 100 مليار دولار لإعادة البناء بعد أن عانت من أعمال العنف والاضطرابات منذ سنة 2011، بينما من المتوقع أن تحصل كل من إيطاليا ومصر وتركيا على نصيب الأسد من صفقات اعادة الإعمار.
وتحدث التقرير عن عشرات الرافعات المعطلة والمباني غير المكتملة المنتشرة على الواجهة البحرية في العاصمة طرابلس شاهدة على مئات المشروعات المهجورة بمليارات الدولارات، التي تم التخطيط لها ضمن مشروع "ليبيا الغد"، لسيف الإسلام القذافي، فضلا عن المشروعات التي تم إطلاقها في عهد القذافي بين العامين 2000 و2010، ولم تكتمل، مؤكدا أن العديد من القادة الغربيين والإقليميين الذين زاروا ليبيا مع وفود تجارية كبيرة مؤخرا يستهدفون الحصول على عقود اقتصادية.
ومن أبرز نماذج المطامع والأجندات التي ساقها التقرير، "زيارة وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو التي رافقه فيها رئيس شركة الطاقة الإيطالية العملاقة إيني إلى ليبيا فيما توافق رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة مع رئيس وزراء إيطاليا ماريو دراغي خلال زيارة الأول لروما على توسيع التعاون في مشاريع الطاقة".
فضلا عن ذلك فإن إيطاليا تدافع عن مصالحها التجارية في ليبيا التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في إفريقيا وهو قطاع كانت إيني اللاعب الأجنبي الرائد فيه منذ العام 1959 حيث تسعى الشركة لاقتراح بناء محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في الجنوب.
وبيّن إن إسبانيا هي الأخرى مهتمة على ما يبدو بالحصول على قسم من مشاريع إعادة الإعمار في ليبيا شأنها شأن فرنسا في وقت تتنافس فيه تركيا ومصر وتونس والجزائر على عقود مربحة فيما تسعى روسيا للبحث عن مزيد من مشاريع التنقيب.


مؤامرة ثلاثية


وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تعليقا على ما ورد بالتقرير الفرنسي: "من المعروف أن ليبيا تعد مطمعا للقوى الكبرى، منذ ثمانينيات القرن الماضي، وهو ما فجر معارك كبيرة بين معمر القذافي وعدد من دول العالم، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في عهد رونالد ريجان، الذي حاول الاستيلاء على خليج سرت النفطي الليبي، في 19 أغسطس 1981".
وأضاف: "ليبيا تعرضت لمؤامرة ثلاثية من تركيا وإيطاليا وفرنسا، وباركتها الولايات المتحدة، على أمل خلع القذافي، واستبداله بحكومة موالية لهذه الدول، تحول ليبيا إلى بقرة حلوب تدر النفط والغاز، وتسلمه إلى أوروبا، وأمريكا، لكن ما جرى كان مخالفا للتوقعات، حيث أدت الحرب الأهلية التي اندلعت هناك لتعطيل هذا الحلم الإمبريالي.