الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عزة الشرقاوي قلب كبير بدرجة منقذ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مامن نعمة ينعم الله علينا بها بعد أهلنا سوى نعمة الأصدقاء. فالصداقة هي حائط المحبة  الذي يسند ظهورنا حينما تسقطنا النوائب، والشجرة التي تنمو مع الأيام أصلها في القلب وفروعها تمتد بامتداد أعمارنا، فتعلو وتزهر وتثمر والأهم من كل ذلك، أنها تظلنا في أوقات الهجير وما أكثرهافي حياتنا. الأوقات تعن لنا فجأة، ودونما إنذار توشك أن تبتلع روحنا وتسلم قلوبنا لتفترسها الأحزان. والأجمل  من كل ذلك هو المحبة الخالصة والنجدة والعطاء. ليس مهما أن نلتقي كل يوم، ليس مهما أن نتحدث كل يوم. المهم هو شعورك الدائم بالأمان، أن هناك من يهتم لأمرك، ويشاركك الفرح والحزن، يشعر بك وهو بعيد، وحينما تحتاجه يكون أقرب إليك من يدك وقدمك في الحركة والسعي والنجدة. حينما أتأمل كل هذه المعاني الجميلة والنبيلة يشع وجه صديقتي الجميلة عزة الشرقاوي. بابتسامتها الحنون ووجهها المشرق وصوتها الهادىء في النقاش الحازم في الملمات وأخذ الحق ونصرة المظلوم. أشبهها في حياتي بالإسعاف( 122 ). مكالمة تليفونية أفاجئها بها حين تغلق الأبواب النوافذ في وجهي في أي وقت فترد ولا تتأخر في الاهتمام بالأمر. مكامة أخرى بصوت غاضب من أجل ظلم وقع لى أو لأحد الفقراء أو الضعفاء فتستمع بقلبها الكبير، ثم تتحول إلى زعيمة وتأمرني أن أغلق الخط لتتصرف من تلقاء وفورا تحل الأمر، أو تسهم في توجيهنا إلى الوجهة الصحيحة هكذا ببساطة، دون أن تنتظر مكالمة مني لأشكرها أو أثني عليها ولا تغضب أبدا لأن سعادتها في إسعاد من حولها. في إغاثة الملهوف وحل المشكلات والعطاء. هكذا الأشجار لا تنتظر شكرا من أحد وتعلو كل يوم أكثر. عزة التي سخرها الله لخير جميع من حولهاو جملها بسماحة أم وعطاء عارف وصمت قديس. تتجسد أمامي دائما كلما قرأت الحديث النبوي عن أبي موسى الأشعري قال: إن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً متفقٌ عَلَيهِ. ومعنى  إمَّا أن( يُحذيك) يعني: أن يُعطيك، وإمَّا أن تبتاع منه، وإمَّا أن تجد منه ريحًا طيبةً، أمَّا جليس السّوء فهو مثل نافخ الكِير، إمَّا أن يحرق ثيابَك، وإمَّا أن تجد منه ريحًا مُنتنةً.  كهذا دوما منن الله. فمن كان له في الصداقة منة من الله فليشكرها ويدعو لها بالبقاء ويذكر محاسنها لنفرح جميعا ونثق أن لنا بالحياة أشجارا تظل وتثمر ولنا حوائط تسندنا وتستر، في الدنيا والآخرة، فقد قال الله عزَّ وجلَّ في حديث قدسي  (  المتحابونَ في جلالي لهم منابرُ من نورٍ يغبطُهم النَّبيُّونَ والشهداءُ)1"

 

[1]قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: المتحابُّونَ في جلالي لَهُم منابرُ مِن نورٍ يغبطُهمُ النَّبيُّونَ والشُّهداءَ.

الراوي: معاذ بن جبل المصدر: الصحيح المسند