الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

ماذا بعد سيطرة طالبان على أفغانستان؟.. محللون سياسيون: الحركة تسير على نهج حماس وتتحدى المجتمع الدولي

عناصر حركة طالبان
عناصر حركة طالبان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهدت أفغانستان خلال الفترة الماضية أحداثًا كبيرة، حيث سيطرت حركة طالبان على البلاد بعد مغادرة قوات الجيش الأمريكي.

وأعلنت حركة طالبان انتصارًا عسكريًا في أفغانستان بعد تأمين العاصمة كابول، وتسارعت الأمور في غضون أيام مع اجتياح طالبان للأراضي والعواصم الإقليمية، مما صدم العديد من المراقبين.

وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية أن القوات الأمريكية تتولى الآن المسؤولية في المطار، وتعطي الأولوية لمغادرة موظفي السفارة على متن رحلات عسكرية.

وقال الملا بردار أخوند، نائب زعيم طالبان، بحسب بي بي سي: "الطريقة التي انتصرنا بها كانت غير متوقعة". 

ماذا بعد سيطرة طالبان على أفغانستان

وقد عبر محللون سياسيون عن رأيهم بخصوص هذه الأمر، وإلى ماذا ستؤول الأمور في أفغانستان خلال الفترة المقبلة.

وفي هذا، قال محمد حامد، مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات، إنه وبعد سيطرة طالبان على أفغانستان، ستكون في  تحدي كبير أمام المجتمع الدولي، وأمام الشعب الأفغاني الرافض لها.

وأضاف حامد في تصريحات للبوابة نيوز أن المجتمع الدولي يخشى من عجز طالبان على إدارة العلاقات الدولية لأفغانستان، في ظل إقليم مترامي وهو الدولة الأفغانية واشتراكها مع حدود الصين وروسيا القريبة.

وأكد أن الولايات المتحدة قدمت أفغانستان على طبق من ذهب لطالبان وفقًا اتفاقات وتفاهمات بينهما، وثانيًا الوضع الداخلي، فمؤيدي طالبان يتوقعون أن تحسن الحركة في إدارة البلد، وأن تتخلى عن خلافتها، مثلما نجحت حماس في إدارة غزة، والسيطرة عليها منذ 17 عامًا.

وأوضح أن هناك توقعات في سير طالبان على نهج حماس في تسيير الأمور في أفغانستان، وبالرغم من الضربات التي تلقتها الحركة، إلا أنها ما زالت قوية ومسيطرة على تنظيمه ومكاتبه.

وأشار إلى أن الشعب الأفغاني هرب من جحيم حكم طالبان مرة أخرى، وتم حجب صور النساء نهائيًا وللأسف نشهد موجة نزوح جديدة بسبب ما حدث، ولم يتم الانتهاء بعد من موجات النزوح العراقية والسورية.

قال محمد طاهر، الباحث السياسي، إن مستقبل أفغانستان مرهون في كيفية تعامل طالبان مع المجتمع الدولي وقدرتها على احتواء الهواجس والمخاوف بشأن قدرتها على الإنتقال من إدارة المليشيات لإدارة الدولة ومؤسساتها، بالإضافة إلى قدرتها على احتواء باقي القوى السياسية والمدنية والتعامل مع العلمانيين الأفغان.

ستسير على نهج حماس

وأضاف طاهر في تصريحات للبوابة نيوز، أن هذا هو التحدي الأصعب ومفترق الطرق اللي هيحدد مستقبل حكم طالبان وقدرتها على عودة الهدوء والاستقرار السياسي في الدولة، والمجتمع الدولي ينتظر ليرى ما في جعبة تنظيم طالبان ليحدد مدى تقبله للحكومة الجديدة في أفغانستان وبناءًا عليه تطوير العلاقات مع النظام الجديد، أم أن طالبان لن تنجح في التعامل مع التحديات المنتظرة بشكل إيجابي، خاصة في مسائل الديمقراطية وحقوق الأقليات والمرأة وحقوق الإنسان بشكل عام، فكل هذه القضايا جنبًا إلى جنب قدرتها على حفظ الأمن وبسط سيطرتها على كامل الأراضي الأفغانية.

وقال إن الدول الغربية تدرك أن لا يوجد هناك بديل يمكن التعويل عليه في حكم كابول سوى تنظيم طالبان، لذا ترك حلف الناتو والولايات المتحدة الملعب خاوٍ للتنظيم لإستعادة الحكم في البلاد طالما أن التنظيم لن يرعى أي تنظيمات إرهابية تستهدف الدول الغربية كما حدث في السابق في عهدة طالبان عام ٢٠٠١.

فكما أشار أن الأوضاع الميدانية والسياسية أقرب أن تستتب لصالح التنظيم، والمجتمع الدولي يدرك هذا السيناريو، ولكن مستقبل احتواء نظام طالبان داخل المجتمع الدولي مرهون بما سيقدمه التنظيم من نظام حكم على الأقل غير جهادي حتى وإن كان نظام إسلامي، والتأكد من أن أفغانستان لن تحذو حذو النموذج الإيراني في الحكم.