الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

ألمانيا تعترف بخطأ توقعات الوضع في أفغانستان.. ومخاوف من أزمة لاجئين جديدة

وزير الخارجية هايكو
وزير الخارجية هايكو ماس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا تزال تطورات الأحداث في أفغانستان تفرض نفسها في الشارع السياسي الألمانى، كما أصبح تردى الأوضاع هناك ومخاوف من كارثة إنسانية كما حدث فى سوريا أصبحت محل قلق ليس فقط الحكومة الألمانية، وإنما كذلك الحكومات الأوروبية، كما أنها أصبحت ملفا مطروحا فى الحملات الانتخابية للمرشحين لخلافة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل، والمقررة 26 سبتمبر المقبل.

من جانبه أكد وزير الخارجية هايكو ماس، أن الحكومة الألمانية وأجهزة المخابرات والمجتمع الدولي ​​أخطأوا في تقدير الوضع فى كابول، وأصبح التحدي الأن محاولة إنقاذ أكبر عدد ممكن من الناس من هذا الوضع".

اعترف "ماس" بخطأ المجتمع الدولى فى وضع تصور للسيناريوهات المحتملة بخصوص أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية وحلف الناتو، مضيفا بقوله " نعم هناك خطأ من الجميع، الصدق يتطلب أن نعترف بذلك بجميع أشكاله، لم نتوقع فى برلين ولا الدول الشريكة فى الناتو بشكل صحيح السرعة التي استولت بها طالبان على كابول".

يأتى ذلك فى ظل اتهامات شديدة طالت الحكومة الألمانية بالتقليل من شأن نفوذ حركة طالبان، وعدم توقع الأحداث كما جري، وسقوط العاصمة كابول بهذه السرعة، وهو ما انعكس على الحكومة الألمانية التى كانت تعمل على نقل الموظفين الأفغان الذين خدموا مع البعثة الدبلوماسية ببطء، بل أنها أخطأت فى إجلاء الرعاية والموظفين خلال الأسابيع الماضية، حتى سقطت كابول بالفعل فى قبضة طالبان، واضطرت الحكومة لللاستعانة بالجيش الألمانى للتدخل وانقاذ الموظفين ونقلهم إلى دول مجاورة، على أن يتم توفير طائرات لعودتهم إلى ألمانيا خلال أيام.

أضاف ماس: لم يكن من المتوقع عدم استعداد القوات المسلحة الأفغانية لمواجهة طالبان، وكان ذلك سوء تقدير من جانبنا جميعًا. قال ماس "بالتأكيد سيتعين علينا التحدث عن ذلك أيضًا".

ووصف ماس الصور الحالية ، وخاصة صور الأشخاص اليائسين في مطار كابول ، بأنها "مؤلمة للغاية"، وإنه من المهم الآن للحكومة الألمانية  الحالية إنقاذ أكبر عدد ممكن من الناس من هذا الوضع، وكان من المقرر أن تصل طائرة تابعة للجيش الألماني إلى كابول في وقت لاحق من ذلك اليوم، على ان يتم إرسال طائرتين لاحقا.

ويعقد ماس غدا اجتماعا مع نظرائه الأوروبيين للتعرف على تداعيات المشهد، وكيفية اتخاذ قرارات موحدة فى هذه الأزمة. 

وفقا لأرقام وزارة الخارجية الألمانية، تم جلب حوالي 1900 إلى ألمانيا من قبل 2500 عامل أفغاني محلي ، وخاصة من الجيش الألمانى والشرطة الألمانية، وتم توسيع هذه المجموعة من الأشخاص الذين حصلوا على تأشيرة ألمانية مؤخرًا لتشمل موظفين محليين من المنظمات غير الحكومية والجمعية الألمانية للتعاون الدولي ونشطاء حقوق الإنسان، بالإضافة إلى ذلك ، سيكون هناك أفراد عائلاتهم، ويجري حاليًا فحص كيفية وصول هؤلاء الأشخاص إلى مطار كابول للخروج من البلاد على متن طائرات ألمانية أو طائرات أمريكية. 

على الجانب الآخر أصبح تطور الوضع فى أفغانستان محل اهتمام المرشحين لخلافة ميركل، وهو ما ظهر فى تصريحات أرمين لاشيت زعيم الاتحاد المسيحي الديموقراطي والمرشح الأبرز لخلافة ميركل على أن الناتو ارتكب أكبر خطأ بالانسحاب من أفغانستان دون التأكد من قدرة الجيش على الصمود فى مواجهة طالبان، مشيرا إلى أن الأولوية حاليا لإعادة المواطنين الألمان والموظفين بالسفارة، ولاحقا يتم تقييم الوضع ومعرفة الأخطاء التى أدت إلى هذه النتيجة.

بينما عبرت أنالينا بيربوك  مرشحة حزب الخضر عن مخاوفها من أزمة لاجئين كبرى قد تواجه أوروبا وليس ألمانيا فحسب بعد التطورات الأخيرة فى أفغانستان، والانتهاكات لحقوق الانسان والمرأة التى اعتادت أن تقوم بها الحركة خلال الفترة الماضية.

شددت على ضرورة موقف أوروبي واضح ومحدد تجاه الأزمة، والتعامل مع الموقف بحكمة شديدة لتقليل الخسائر.