ما زال هوس العملات الرقمية المشفرة يجتاح العالم، خاصة بعد وصول القيمة السوقية للعملات المشفرة إلى نحو 1839.9 تريليون دولار، وذلك وفق منصة "كوين ماركت كاب".
ومع هذه التطورات السريعة والمتلاحقة للعملات الرقمية، قررت الصين إحدي أكبر الاقتصاديات العالمية، إصدار عملة "الشيا الإلكترونية المشفرة" لتدخل نادي العملات الرقمية بعد أن اتجهت عدد من البنوك المركزية الكبرى حول العالم الآن لإصدار عملات رقمية لضمان احتفاظها بالسيطرة على الأنظمة النقدية خاصة بعد هيمنة العملة الرقمية "بيتكوين"، على فرض تغير كبير في النظام المالي والاقتصادي العالمي، في ظل اتجاه كثير من الدول لتطوير منظومة الدفع الإلكتروني ودخول سباق العملات الإلكترونية بتقنيات التشفير الجديدة.
ومؤخرًا؛ أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية سعيها إلى تطوير كبير في منظومة الكهرباء والطاقة النووية من خلال مفاعلات نووية لإجراء عمليات التعدين ببناء نحو 350 مفاعلًا نوويًا خاصًا بتعدين العملات؛ حيث يتم من خلال الشركة المسئولة تأجير سيرفر، والذي بدوره يستطيع تعدين من 70 إلى 80 دولارًا في اليوم الواحد، ويرجع اتجاه أمريكا إلى استخدام الطاقة النووية في التعدين لأنها أفضل بكثير في تطوير منظومة الطاقة.
وتأتي التطورات مع قبول المدفوعات الإلكترونية بالعملات الإلكترونية المشفرة لشركات الكبيرة مثل "مرسيدس وBMW وفولكس فاجن وتسلا ومايكروسوفت وأبل" شراء منتجاتها بعملات الإلكترونية المشفرة عن طريق بنك باي بال وتحويلها إلى سلع بالفعل، كما أن هناك منصات إلكترونية قبلت المدفوعات الإلكترونية وهو ما يضع الأنظمة المالية العالمية في حيرة من قبول النظام المالى الجديد أو الاستثمار بالنظام القديم.
وقال الدكتور سمير رءوف، الخبير الاقتصادي، تعتمد عمليات تعدين "بيتكوين" بشكل متزايد على الطاقة التي تولّدها المفاعلات النووية في الولايات المتحدة، في مسار واضح من سوق التعدين، وبالفعل تم توقيع 3 اتفاقيات لتعدين "بيتكوين" بين مصانع للطاقة النووية في مناطق مختلفة بالولايات المتحدة وشركات لتعدين العملة المشفرة.
ووقعت شركة "أوكلو" للطاقة النووية في كاليفورنيا عقدًا مدته 20 عامًا مع شركة "كومباس ماينينج" لتعدين "بيتكوين"، ومن خلال هذه الشراكة تحصل الشركة على الكهرباء اللازمة لتعدين "بيتكوين" بوسائل أنظف وأكثر اعتمادية وبأسعار معقولة طوال مدة العقد.
وبهذا يكون تم حل واحدة من أكبر المشكلات التي تواجه سوق التعدين، الذي كان يبحث عن تنويع مصادر الطاقة، بعد النقد الذي تعرّضت له عملة "بيتكوين" بعد اتهامات وجهتها شركة "تيسلا"، بأنها تلوّث البيئة لاستخدامها مصادر الطاقة التي تعتمد على الوقود التقليدي.
وأضاف "رءوف" في تصريح لـ"البوابة نيوز"، أن الخطوة الأمريكية "جاءت متأخرة وتقليدًا لاتجاه ابتكرته روسيا وسبقتها إليه منذ فترة، فقد قامت شركة الطاقة النووية الروسية "روس آتوم" في يناير الماضي بإنشاء مساحة لتعدين العملات الرقمية قرب محطة كالينين التي تقع على بعد 250 كيلومترًا شمال غربي العاصمة موسكو".
وأكد "رءوف"، أن مدينة ميامي الأمريكية ستطلق عملتها المشفرة الخاصة بها للمساعدة في جمع تمويل إضافي للمشاريع المحلية، موضحًا أنه من المقرر أن تظهر طريقة الدفع بالعملة المشفرة في ميامي التي أطلق عليها اسم ميامي كوين "MiamiCoin"، لتكون أول عملة يتم تصميمها لدعم مدينة ميامي.
ويعد إصدار هذه العملة وفقًا للخبير الاقتصادي سمير رءوف، بمثابة اعتراف رسمي بالسماح لباقي المدن الأمريكية بإنشاء عملات رقمية مخصصة للمساعدة في جمع الأموال للمشاريع المحلية، حيث تقدم CityCoin خيارات جمع التبرعات للبلديات، حيث سيتم استخدام ما يصل إلى 30% من الأموال التي تم جمعها بواسطة الأصل الرقمي الجديد لدفع تكاليف مبادرات المدينة الجديدة.
وذكر "رءوف"، أن هناك نوعًا كبيرًا من التناقض في ظل حظر قوانين الولاية والقوانين الفيدرالية على المدن قبول أو الاحتفاظ بأي عملة غير الدولار، لذلك سيتم تحويل الأموال إلى العملة الأمريكية.
وأوضح، أن إصدار عملات رقمية تحمل أسماء مدن أمريكية، يأتي بعد أشهر فقط من استضافة ميامي لأكبر مؤتمر للعملات المشفرة حتى الآن، Bitcoin 2021، حيث كان المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة تويتر جاك دورسي، من بين أبرز المتحدثين الرئيسيين.
وأضاف، أن "روس آتوم" أنفقت 4.8 مليون دولار على هذه المنشأة التي جهّزتها بقدرة 30 ميجاوات، للاستفادة ممن اعتبرتهم مستهلكين من العيار الثقيل للكهرباء، وأجرت للمعدنين المساحات وزوّدتهم بالكهرباء، كما افتتحت مساحة أخرى بالقرب منها لمراكز البيانات أيضًا، وكلاهما من المستهلكين الكبار للطاقة، ولديهم طلب دائم وثابت أو متزايد، وتُعد هذه الخطوة إحدى طرق تنويع الدخل بالنسبة إلى شركة روس آتوم".
وأشار "رءوف" إلى أن "روس آتوم" تخطط أيضًا لتوفير سوق تعدين العملات الرقمية في روسيا بنحو 240 ميجاوات، ما سيمكّنها من أن تصبح لاعبًا أساسيًا في سوق تعدين العملات المشفرة، خصوصًا بعد فرار المعدنين من الصين.
وذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة، سمحت بتسجيل الشركات الجديدة بشكل افتراضي بالكامل وعن بعد، ليصبح بإمكان رواد الأعمال في دبي استخدام العملات الرقمية المشفرة مثل "بيتكوين" لسداد رسوم الرخص التجارية والتأشيرات، بعد أن أعلنت شركة KIKLABB البدء بقبول العملات الرقمية.
وشركة KIKLABB مهمتها توفير الخدمات الحكومية لرواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الدولية العاملة في الإمارة، وستشمل خيارات الدفع عملات "بيتكوين وإيثريوم، وديثير".
