الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

صحيفة أمريكية تتساءل: هل تسقط العاصمة كابول فى يد طالبان ؟

حركة طالبان
حركة طالبان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

طرحت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، سؤالا بشأن تطور الأوضاع في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد التي دخلتها قبل ٢٠ عاما، إلا أنها عادت أدراجها واستمر الإرهاب في مطاردة الأفغان شعبا وحكومة.

"نيويورك تايمز" تساءلت في تقرير لها "هل تستطيع طالبان السيطرة على أفغانستان؟"، ويأتي ذلك بعد الانتصارات المتسارعة التي حققتها الحركة ضد القوات الأفغانية، وسيطرت طالبان على ١٠ مدن على مدى ٧ أيام في تصعيد كبير. وقالت الصحيفة الأمريكية إن "انتصارات طالبان السريعة فرضت ضغطا هائلا على القادة السياسيين الأفغان وقوات الأمن وأثار انهيار المدن، ولا سيما في شمال أفغانستان - التي كانت في يوم من الأيام قلب مقاومة صعود طالبان إلى السلطة في عام ١٩٩٦ - مخاوف من أن يتمكن المتمردون من تطويق عاصمة البلاد، كابول، في انقلاب عسكري كامل".

ووجهت نصيحة للحكومة قائلة "يجب على الحكومة الأفغانية أن تقرر ما إذا كانت ستعيد تشكيل قواتها حول الأراضي التي تسيطر عليها - بما في ذلك كابول - أو محاولة استعادة المدن التي سقطت".

وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن طالبان استولت على مدينة زرانج، وهي عاصمة إقليمية بالقرب من الحدود مع إيران، بعد أن واجهت مقاومة قليلة من قوات الأمن الأفغانية عند دخولها المدينة، وبعد يوم واحد، استولوا على عاصمة أخرى هي شبرغان، المعقل الشمالي لأمير الحرب المشير عبد الرشيد دوستم، الذي تم اجتياح قوات الميليشيا التابعة له".

وتابعت "سيطرت طالبان الأحد الماضي على ثلاث عواصم شمالية أخرى، استولوا على تاليقان، عاصمة مقاطعة تخار، وسار إي بول، عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، كما استولوا على قندوز، أكبر مدينة تم الاستيلاء عليها حتى الآن ومركزًا تجاريًا حيويًا لطالما أرادته المجموعة باعتبارها جائزة إستراتيجية ورمزية".

وواصلت حركة طالبان حملتها الحثيثة يوم الاثنين، واجتاحت أيباك، عاصمة مقاطعة سامانجان التي تقع على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط كابول بالمقاطعات الشمالية في أفغانستان. ثم استولى المتمردون يوم الثلاثاء على ثلاث عواصم أخرى، هي مدينة فرح في المحافظة الغربية التي تحمل الاسم نفسه، وبول الخمري، عاصمة مقاطعة بجلان الشمالية؛ وفايز أباد، عاصمة مقاطعة بدخشان النائية والوعرة في أقصى شمال شرق البلاد.

وأوضحت "نيويورك تايمز" أن وزير المالية خالد بايندا استقال وغادر البلاد مع تدهور الوضع الأمني، وكانت مغادرته علامة للعديد من الأفغان على أن قادتهم السياسيين وافقوا تقريبًا على استيلاء طالبان الكامل على السلطة. وأكدت الصحيفة الأمريكية أنه "ليس هناك ما يكفي من القوات للدفاع عن جميع عواصم المقاطعات البالغ عددها ٣٤، واليوم الأربعاء سيطرت طالبات على مطار قندوز، آخر جيب تسيطر عليه الحكومة في ضواحي المدينة".

وتعتبر قندوز بوابة إلى الولايات الغنية بالمعادن وتتمتع بموقع استراتيجي بالقرب من الحدود مع طاجيكستان، يُستغل في تهريب الحشيش والهيروين. ونقلت "نيويورك تايمز" تحذيرات عدد من الخبراء من سقوط أفغانستان بالكامل في قبضة طالبان، وقال راميش سالمي المحلل السياسي في كابول: "الشمال استراتيجي بالنسبة لطالبان، لأنهم يعتقدون أنه إذا كان بإمكانهم الاستيلاء على هذه المناطق، فعندئذ يمكنهم بسهولة السيطرة على الجنوب والعاصمة كابول".

وأضافت "قال مسئول إن الانسحاب الأمريكي قد اكتمل بالفعل بنسبة ٩٥٪. لكن على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، بينما توغلت حركة طالبان في خطوطها الأمامية في عمق المناطق الحضرية، شن الجيش الأمريكي بعض الضربات الجوية في أفغانستان لمحاولة كسب الوقت لقوات الأمن الأفغانية لحشد دفاع حول المدن الرئيسية المحاصرة".

وأوضحت أن مسئولين أمريكيين أكدوا أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، ستطلب تفويضًا من الرئيس جو باديدن لشن غارات جوية إضافية في الأشهر المقبلة، إذا اقتربت مدينة قندهار أو كابول من السقوط.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست تصريحات لمسئولين عسكريين أمريكيين، لم تُسمهم، قولهم إن العاصمة كابول قد تسقط بأيدي طالبان خلال ٩٠ يوما، وتضمنت مكاسب طالبان هذا الأسبوع مدينة قندوز التي ورفعت حركة طالبان راياتها فوق المباني الحكومية في مدينة بل خمري، عاصمة ولاية بغلان التي تبعد نحو ٢٠٠ كيلومتر عن العاصمة كابول. وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية إن "مسئولين أمريكيين قالوا في وقت سابق إن كابول يمكن أن تصمد ما بين ستة أشهر إلى عام بعد انسحاب القوات الأمريكية، إلا أن هذا التوقع انهار أمام سلسلة من الانتصارات المتسارعة لحركة طالبان". وأشارت إلى أن مسئولين أمنيين أمريكيين يعدون خططا لإجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين في كابول لصحيفة واشنطن بوست إنهم يخططون الآن للطوارئ لكيفية إخراج موظفيهم في حالة انهيار الأمن في غضون ٩٠ يومًا.

وأوضحت "ديلي ميل" أن الرئيس الأفغاني أشرف غني زار مدينة مزار شريف والتقى بعطا محمد نور وعبد الرشيد دوستم، وهو أحد الزعماء المناوئين لطالبان، وشوهد وهو يستقل طائرة في العاصمة كابول مع المئات من قوات الكوماندوز الموالية له قبل أن يطير إلى مزار شريف حيث سينضم إلى القتال.

وقالت الصحيفة البريطانية إن طالبان تبدو غير مبالية إلى حد كبير بمبادرات السلام، ويبدو أنها عازمة على تحقيق نصر عسكري لتتويج العودة إلى السلطة بعد الإطاحة بها قبل ٢٠ عامًا في أعقاب هجمات ١١ سبتمبر،