الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لماذا هاجموا مشروع شحرور للقراءة المعاصرة للمصحف ؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 المفكر السورى الراحل الدكتور محمد شحرور صاحب كتاب (الكتاب والقرآن)، وصاحب كتاب (أم الكتاب وتفصيلها)، وغيرهما، ورائد القراءة المعاصرة للمصحف ومجدد الخطاب الدينى الذي ترك لنا 13 كتابا بعد 50 عاما كاملة من التدبر الدقيق  فى كتاب الله  وواضع علم أصول الفقه الجديدة وآليات التدبر الحديثة للقراءة المعاصرة للتنزيل الحكيم بعد 12 قرنا كاملة من السير وفقا لما وضعه تاريخيا  الإمام  محمد بن إدريس الشافعي الغزاوى من أصول 4  للفقه والتدبر.

* أدرك شحرور أن القرآن كتاب ألفاظ ومعانى  فشغل نفسه بدلالة كل لفظ على حدة، وانتبه لرسم ألفاظ  المصحف وأدرك أنها وحى يوحى حيث (رأى) لها دلالة تختلف عن( راء)  ، كما أدرك  أنه لا يوجد لفظان فى المصحف لهما نفس الدلالة فالفقراء غير المساكين، و(سبحن) غير( سبحان) فكلما زاد مبنى اللفظ(  أى زادت حروفه)  زاد معناه وتغيرت على الفور دلالته  فربى دقيق ومعجز واستخدامه للعربية دقيق ومختلف عن الناس.  

* أدرك شحرور اختلاف عربية القرآن عن عربية العرب، التفت  لاختلاف عربية المصحف عن عربية الناس.

*  راح " شحرور" يتحدث من فضاء مختلف تماما، مغاير تماما، فضاء ليس فيه أي  تداخل بين الدلالات  اللفظية للألفاظ  ، فضاء لايوجد به أى ترادف او تطابق دلالى او حتى تشابه دلالى، فضاء دقيق للغايه حصرى  منضبط محدد  للغاية، محدد المصطلحات والألفاظ والدلالات حيث كل لفظ له حدود ابستمولوجية معرفية كحدود الأرض التى نضعها بين ملاك قطع  الارض المختلفة محددة وفاصلة، مقلمة ومميزة، حيث لا تداخل ولا تطابق، يتعامل مع عربية المصحف، عربية القرآن على أنها غير عربية الناس، هى عربية نعم ولكن باستخدام إلهي بلسان عربى نعم لكنه( مبين) واضح جلى دقيق، وليس بشرى ملتبس ضبابى الدلالة، هى عربيه بدون( ترادف) او تشابه دلالى  وردت على اللفظ  دقيقه الدلالة قدرتها على الايجاز لافته وحصريه، لاتفرط فى استخدام المجاز،

*انطلق  "شحرور" من انه لايوجد لفظان  (متطابقى) الدلالة  فى كتاب ربى، و الاسلام غير الإيمان والرسول غير النبى، والكتاب غير القرآن والقرآن ليس هو الفرقان، والكتاب غير أم الكتاب والنبوة غير الرسالة كما انه فضاء يهتم اهتماما"  بالغا"  برسم اللفظ الذى ورد فى المصحف بإعتباره وحى يوحى واختلاف ذلك الرسم فى الدلالة  ف (امرأة) غير( امرأت) و(يبسط) و(يبصط)، صلاة وصلوة وصلوت، (يستطع) و(يسطع)، (يطهرن) و(يتطهرن)، (نعمة) و(نعمت)، رحمة ورحمت و...... لكن الاخرون يعجنون  ، ويتعاملون مع عربيه كتاب الله وفقا للترادف والتشابه الدلالى والتداخل الدلالى  ، ولا يعيرون فرقا لاختلاف الدلالات الناتج عن اختلاف رسم اللفظ، ف (رأى) هى( رءا) و(الصلاة) هى (الصلوة) وهى (الصلوت)  والزوج هو البعل، والروح هى النفس، والعرش هو الكرسى والوفاة هى الموت والعمل هو الفعل، وجاء هى اتى، والانزال هو التنزيل،  والكفار هم المشركون... والاب هو الوالد  والبلاغ هو الابلاغ  و نساء النبى هم زوجات النبى والقرآن هو الفرقان والقرآن هو ايضا الكتاب والفجر هى صلاة الفجر والصلاة هى اقامه الصلاة والفاحشه هى الزنا، والروح هى النفس وكلام الله هى كلماته ورجال تعنى عندهم ( ذكور)، ونساء تعنى لديهم  (جمع امرأة).. و(نعمة) هى( نعمت) و(رحمت) هى (رحمة) والزكاة هى الزكوه   والفاحشه هى الفحشاء، وصلاة هى صلوة هى صلوت ويطهرن هى يتطهرن واسطاعوا هى استطاعوا ويستطع هى يستطع والصوم هو الصيام  ،، الخ،

*اعتمد شحرور منهج إمام النحاة ثعلب الكوفى ( أحمد بن يحيى) فى التعامل مع اللغة العربية على أساس اللاترادف وصاحب المقولة  المأثورة  ( ماتظنوه متشابها هو فى الحقيقة متباين)، وتلميذه أبى على الفارسى وتلميذه بن جنى.

*   كما اعتمد شحرور  منهج الفراهيدى ( الخليل بن احمد) (صاحب معجم العين) فى الاشتقاق والتقليب لجذر اللفظ الواحد.

*  كما اعتمد شحرور منهج عبد القاهر  الجرجانى مؤسس علم البلاغة فى إعطاء السلطة كاملة فى تحديد المعنى (للسياق وحده) وليس للمعنى المعجمى لكل لفظ مفرد على حده وهو القائل ( عندما يكلم المتكلم السامع فإنه لايقصد افهامه معانى الالفاظ المفردة انما هو النظم والسياق) وهو القائل( كلما زاد المبنى زاد المعنى).

* استحدث " شحرور "  منطلقات القراءة المعاصرة الجديدة  التى وضعها لمنهجه فى دراسة وتدبر القرآن.  

* فصل شحرور بين الدين والشريعه، وبين شريعة الرحمة المهداة وماسبقها من شرائع سماوية وبشرية  وحدد محرمات الدين ومحرمات الشريعة وأعاد تعريف الصراط المستقيم من القرآن  وأركان الاسلام كذلك  وفصل بين الصلاة وفعل إقامة الصلاة والعبادة والاستعانة، وأعاد تعريف الآيات السبع المثانى.

* صنف شحرور الآيات لأول مرة فهذه آية محكمة وتلك من تفصيل المحكم وهذه من آيات تفصيل الكتاب وتلك من المتشابه وهذه من تفصيل المتشابه، وفصل بين الآيات البينات البصائر  المعجزه والايات المحكمات ايات الدين  ، وفرق بين المخزن من الآيات والانى (غير المخزن) من الآيات، كما فصل بين التاريخى من الآيات  والدينى من الآيات، وفصل بين آيات الرسالة وآيات النبوة (آيات برهان ألوهية الرسالة) وحدد المحكمات الدينية  وفصل كل محكم وآيات تفصيلى معه، وقدم فهما رياضيا جديدا لقوانين الأرث قائم على بديهيات علم التفاضل والمعادلات الرياضية.

*  استهدف شحرور رد الدين الى مركزه وهو المصحف ورده الى عالميته وإنسانيته، وتحديد ملامح الرحمة المهداة وافراقها عن شريعة موسى كما استهدف ضبط معنى العبادة وفرق بينها وبين الشعائر التى وردت لمجرد الاستعانة.      

*  رفض شحرور  فكرة  الوحى الثانى التى قال بها الإمام الشافعى ورفض فكرة الإجماع وفكرة القياس التى وضعها للتدبر والتفقه  فالإجماع لايصنع دينا حتى لو أجمع كل أهل الارض  والقياس تسبب فى مضاعفة  المحرمات التى حددها الله أضعافا مضاعفة وفتح الباب على مصراعيه للتقول على الله وهو احد اخطر المحرمات فى الشريعة.

* كما  رفض النسخ بمعنى التكرار أو  التغيير  داخل المصحف فالتكرار وفالتغيير لايكون إلا من شريعة الى أخرى ولايكون ابدا داخل الشريعه نفسها حيث التكرار والتغيير من شريعه موسى عليه السلام  الى شريعه محمد  (ص).

* اعتبر  تنظيم النبى للحلال فى عصره ليس دينا لكنه تاريخ  وان علينا ان ننظم الحلال وفقا لعصرنا.

* رفض القول بالحشوية او الحروف الزائدة أو المحذوفة فى كتاب الله.

* الالتزام بالمحرمات ال14 التى وردت بالمصحف فقط (9 للدين و5 للشريعة).

* رصد وألم  بشريعة موسى بهدف الفصل بين ماجاء ضمنها وبين الرحمة المهداة الشريعة المحمدية.

*  أدوات القراءة المعاصرة وآلياتها للتدبر والتفقه فى الدين التى وضعها الراحل العظيم  كالتالى:-

* التعامل مع عربية المصحف وفق مبدأ (اللاترادف) وعدم التطابق الدلالى بين الألفاظ. 

* الترتيل: أى  جعل الآيات الواردة فى الموضوع الواحد (طابورا).

*التقاطع بين الآيات الوارد بها نفس اللفظ للوصول الى معناه القرآنى وليس معناه المعجمى.

*تحديد مكان الآية فى القرآن أم فى الرسالة أم فى قصة النبى وقومه ام من السبع المثانى.

*تصنيف الآية: محكم /متشابه تفصيل محكم/ تفصيل متشابه /آيات وصف الكتاب، /السبع المثانى.

*الفصل بين آيات النبوة وايات الرسالة.
* الفصل بين المتشابه والمحكم.
* الفصل بين التاريخى والدينى.
* تحديد  المحكمات وربط كل محكم بآيات تفصيله. 
* الانتباه لرسم ألفاظ المصحف واختلاف الدلالات باختلاف الرسم.
*الانتباه للضمائر حال وجودها وخصوصا ضمائر المتكلم والمخاطب. 
* إعطاء السلطة حصريا  للسياق وحده فى تحديد المعنى.
*و اعتماد المعنى السياقى وليس المعنى المعجمى للفظ.

* لذلك فهناك فجوة كبيرة أو قل هناك (عوالم منفصلة) تفصلهم عن الرجل  وتجعلهم لايفهمون كلام المفكر الحاذق الرصين فهو يحلق فى فضاء مختلف تماما وهو ماجعلهم يتقولون عليه  ليل نهار، ويتنمرون له ويتهمونه بما لم يرد فى كتبه أو كلامه او لقاءاته الإعلامية، فالمنهج  مختلف تماما  والفضاء مغاير تماما، وآليات التدبر مختلفة تماما  والمنطلقات مختلفة تماما أيضا، والأهداف مغايرة تماما والدقة متناهية  واللاترادف غير مألوف لديهم ودقه الدلالات واختلافها واحترام رسم ألفاظ المصحف لم يحترمه احد او يلتفت اليه اصلا،  ولاحول ولاقوة الا بالله.