السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رشدي يبصق في طبق الأولمبياد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم أهتم يوما بالرد على الشاب عبدالله رشدي الذي يقول إنه أزهري وشيخ وما إلى ذلك، لم أكتب متداخلا معه بسبب خفة أفكاره، وبسبب ما يمتاز به من سطحية شديدة تجعل منه موضوع خلاف ولا تقترب أبدا من حوار للتواصل.
الشاب رشدي صغير السن يرتاد الجيم ومثل أي شاب سعيد بترابيس كتفيه وعضلات صدره ومن أجل الدعاية لهما يرتدي في الصورة التيشيرت الضيق، لينشرها على الفيسبوك، هذا حقه تماما، وكنا نتمنى أن يكون هذا المشهد هو سقف الشاب المغرم بالشهرة.
ولكن للشهرة أبواب كثيرة يمكن لأي راغب فيها أن يدخل من أي باب، وقد اختار الأزهري الشاب رشدي دخول الشهرة من باب التعليقات المثيرة للجدل، وأقول تعليقات لأنه من المستحيل أن أطلق كلمة فتوى على ما يبثه مفتول العضلات، كلامه تعليقات شأنه شأن الملايين على تويتر وفيسبوك.
والحقيقة تعليق الشاب رشدي عن غطاء الرأس الذي اعتمرته بطلات مصر الثلاث في الأولمبياد جاء مهينا للعقل ومهينا لبقية الرياضيات اللائي شاركن في البعثة المصرية في اليابان، بل ويخصم من موهبة بطلات مصر الثلاث ويقزم مجهودهن المبذول على مدى سنوات ليختصره في حجاب وغطاء الرأس.
لن أكرر تعليقه المقزز، ولكنني أعيد عليه ما كنا نقوله لأقراننا في الإعدادي عندما يصف البعض منهم الغرب.. بالغرب الكافر المغضوب عليه من الله، كنا نقول كيف يغضب الله عليهم ويمنحهم في ذات الوقت كل هذا التقدم العلمي والتكنولوجي ويحرمنا نحن من هذه العلوم.
نفس الحكاية في أولمبياد اليابان حصدت بنات أمريكا والصين ميداليات عشرات أضعاف ما حصلنا عليه، ولنا أن نسأل: هل حصلوا على تلك الميداليات مكافأة من الله لأنهن بدون غطاء رأس؟
لو نظر الشاب رشدي حوله لحظة فوز ابنتنا فريال أشرف بالميدالية الذهبية وشاهد الفرحة الطاغية في كل البيوت المصرية مسلمين ومسيحيين ما تجرأ على اختزال هذه الفوز في غطاء الرأس ليلعب بوعي أو بدون وعي لعبة التمييز والتنمر.
إذا كنت لا تعرف متى تقول ومتى تسكت فهذه مشكلة، مصر التي تقدمت في ترتيبها الأوليمبي العام إلى المركز ٥٢ عالميا والرابع أفريقيا والثاني عربيا لا تستحق منك أن تبصق في طبق فرحتها بتعليق أقرب إلى إثارة الغبار منه إلى طرح وجهة نظر.
تبقى نقطة أخيرة ومن حقنا أن نطرحها في صيغة سؤال.. من ينقذنا في هذه البلد من المتسترين بالأزهر؟ القادرين على إفساد حياتنا وتهديد بناتنا في الشوارع وتزكية نزاعات محورها غطاء الرأس، عندما اغتالوا فرج فودة وطعنوا نجيب محفوظ في رقبته بمطواه كانت بدايات تكفيرهم رقص على السلالم مثلما يفعل الآن رشدي الحريص كل الحرص على إثارة الخلافات البسيطة التي تتجذر مع الوقت لتتحول بلادنا - لا قدر الله - إلى قندهار جديدة، وهذه ليست مبالغة مني لأنني أعرف أن معظم النار من مستصغر الشرر، لذلك لا يمكن تجاهل الشرر الصغير الذي يوزعه رشدي بين الحين والآخر، هذا إذا كنا جادين في بناء مصر الديمقراطية الحديثة.