الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«الرمال السوداء» ثروات على شواطئ مصر.. «تحيا مصر» تستعد لاستخراج المعادن منها.. وخبراء: لها قيمة اقتصادية كبيرة وتحتوي على العديد من الأنواع النادرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في أول تحرك مصري نحو استغلال الرمال السوداء، تستعد الكراكة "تحيا مصر" لبدء العمل داخل مصنع الرمال السوداء بكفر الشيخ، حيث تبدأ عمليات التكريك واستغلال الثروات التي تحويها الرمال السوداء من معادن نادرة. 

 الرمال السوداء

والرمال السوداء تضم أهم المصادر الأساسية لكثير من المعادن ذات الأهمية الاقتصادية مثل المونازيت واليورانيوم المشع والزريكون ومعادن أخرى كثيرة تدخل فى صناعات كثيرة ومهمة مثل صناعة الصواريخ والطائرات وهياكل السيارات والسيراميك والبويات ومواد الإشعاع النووي، بالإضافة إلى المواد الخام التى تستخدم فى الصناعات الحديثة.

و تعد الكراكة "تحيا مصر" أول كراكة في العالم تعمل بالطاقة الكهربائية، تزن 550  طنا، صُممت خصيصا لشركة الرمال السوداء، بطاقة إنتاجية 2500طن رمال سوداء في الساعة، وهي جزء مهم لعملية تكريك الرمال السوداء.

ثروات الرمال السوداء 

وكشف آخر مسح جوي قامت به هيئة المواد النووية المصرية عن امتلاك مصر لما يقرب من 11 موقعًا على السواحل الشمالية تنتشر بها الرمال السوداء بتركيزات مرتفعة، بدءًا من رشيد حتى العريش بطول ساحل 400 كيلو متر، وتقرير لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب.

وتم إنشاء الشركة المصرية للرمال السوداء لتعظيم الاستفادة الاقتصادية من مشروع استغلال المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء، مع الالتزام بمعايير السلامة البيئية، والصحية المتبعة عالميًا، وتحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة، لخلق استثمارات جديدة تعمل على تنمية وتطوير الاقتصاد المصرى وتقدمه.

وهناك موقعان للرمال السوداء بمحافظة كفر الشيخ الأول شرق البرلس بملاحة منيسى التابعة لقرية الشهابية على مساحة 80 فدانًا، كانت أرض أملاك مغتصبة وتم استردادها بقوة القانون،كما أن بقية الأرض كانت برك ومستنقعات ومنخفضات فتم ردمها وتعليتها وتسويتها ودكها،لتصبح مهيأة تمامًا للإنشاءات المعمارية والهندسية للشركات صاحبة الولاية بالأعمال التنفيذية للمشروعات، وتطلب العمل جهدًا كبيرًا، وفي ظروف مناخية متقلبة وأجواء مختلفة تمامًا.

والمصنع الثاني بشمال الطريق الدولي غرب محطة توليد الكهرباء العملاقة بالبرلس على مساحة 35 فدانًا ويشارك فى المشروع محافظة كفر الشيخ وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة وهيئة المواد النووية وبنك الاستثمار والمصنعين الأول بخبرة مصرية أسترالية بشرق البرلس، والثانى بخبرة صينية بشمال البرلس والاستثمارات لمصنع الرمال بشمال البرلس قدرها 24 مليون دولار.

وسيتم استخراج 41 عنصرا معدنيا من الرمال السوداء، تدخل فى 41 نشاطا منها صناعة هياكل الطائرات، وتم إقامة موقع المصنع الأول والانتهاء من سور المصنع وجار الأعمال بقية الإنشاءات، وشاركت شركة الرمال السوداء المصرية فى تجديد وفرش وتجهيز 20 منزلًا للأسر الأكثر احتياجا بقرية الشهابية بالبرلس بتكلفة مبدئية تتجاوز 8 ملايين جنيه كمرحلة أولى.

وأكد خبراء التعدين وكذلك خبراء الطاقة على أهمية العمل على استغلال القيمة الاقتصادية للرمال السوداء

الدكتور ماهر عزيز، خبير الطاقة

في البداية، يقول الدكتور ماهر عزيز، خبير الطاقة، إن استغلال الرمال السوداء يضيف قيمة اقتصادية إضافية لمصر، حيث ستتوسع مصر في العديد من الصناعات وبخاصة الصناعات المعدنية وإنتاج الطاقة. 

وأوضح خبير الطاقة أن الرمال السوداء تكمن أهميتها في احتوائها على العديد من العناصر النادرة مثل الزريكون، المونازيت وأهمها عنصر اليورانيوم، حيث أنه يعد المادة الخام التى تساعد في بناء المحطة النووية الأولى في الضبعة.

ولفت "عزيز" إلى أن الرمال السوداء هى رواسب شاطئية سوداء ثقيلة، تتراكم على بعض الشواطئ بالقرب من مصبات الأنهار، ولها العديد من الاستخدامات في مجال تصنيع الخلايا الشمسية والضوئية، وصناعة السيراميك واستخراج العديد من المعادن مثل البولي سيليكون، كما أن لها دور في توليد الكهرباء وتصنيع الأجهزة الإلكترونية كالتلفاز وصناعة الهواتف المحمولة.

من جهته، قال الدكتور عاطف درديري، خبير التعدين والثروة المعدنية، إن الرمال السوداء تعاني من الإهمال منذ عشرات السنين كما أن هناك العديد من المعوقات التي تواجه المستثمرين في هذا القطاع الاقتصادي المهم. 

وأوضح درديري  أن الاحتياطيات الحالية والمقدرة بـ385 مليون طن هي إجمالي ما تمتلكه مصر من الرمال السوداء، إلا أن قلة تركيزات المعادن في الرمال السوداء لا يزال ضمن معوقات المشروع. 

وتابع:" بالرغم من الاحتياطات الكبيرة إلا أن كمية المعادن الموجودة لا تزيد عن 20  مليون طن فقط تحتوي علي العديد من المعادن الاقتصادية".