الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"مركب خوفو" إنجاز عالمي جديد يضاف لسجل الإنجازات المصرية في الترميم

مركب خوفو
مركب خوفو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في 26 مايو عام 1954 ، أعلن عالم الآثار المصري المهندس كمال الملاخ عن اكتشاف حفرتين اكتشف بداخلها مراكب الملك خوفو، والمصنوعة من خشب الأرز الذي كان يتم استيراده من لبنان، وسميت فيما بعد بـ "مركب الشمس"، حيث تم العثور عليها في الجهة الجنوبية للهرم الأكبر. 

هذا الكشف الذي أذهل العالم، لاسيما لدى الدوريات المهتمة بالآثار القديمة، وأحدث دويًا هائلا، لدرجة جعلت صورة المهندس كمال الملاخ تتصدر غلاف مجلة التايم وأفردت له العديد من صفحاتها.

 وعمل كمال الملاخ و المرمم أحمد يوسف على اكتشاف وترميم وإعادة تركيب المركب الأولى، والتي خرجت إلى النور بعد أن مكثت في باطن الأرض ما يقرب من 5000 سنه، حيث عثر عليها محفوظة في حفرة مغطاة بنحو ٤١ كتلة من الحجر الجيري، ومفككة إلى نحو 650 جزء رتبت مع بعضها البعض بعناية ليتيسر تجميعها،  ووضعت معها أيضًا المجاديف، والحبال، وجوانب المقاصير، والأساطين.

وظل المركب تحت أعمال الترميم والتركيب منذ اكتشافها وحتى عام 1961 على يد المرمم المصري أحمد يوسف‏،‏ والذي نجح في أن يعيد تجميع مركب خوفو المكتشفة ثم استمرت عمليات الترميم ٢٠ عامًا لمعالجة الأضرار الجديدة التي لحقت به حتى تم افتتاح المتحف المخصص بمنطقة آثار الهرم لعرض المركب رسميًا في ‏السادس من‏ مارس سنة 1982‏.

ويبلغ طول المركب 43.4 مترًا ، ويبلغ أقصى عرضه 5.9 مترًا، وأقصى ارتفاع لمقدمته 6 أمتار، وترتفع مؤخرته إلى 7.5 مترًا، وعمق غاطسه 1.78 مترًا، ووجدت مفككة إلى 651 جزءًا، تتكون من 1224 قطعة من أخشاب الأرز وبعض الأنواع الأخرى من الأخشاب، ويبلغ متوسط طول القطع الكبيرة نحو 23 مترًا، ويصل وزن القطعة الواحدة منها طنين ونصف الطن، كما ان هناك قطعًا أخرى لا يتجاوز طولها 10 سنتمترات، وكانت جميع القطع والأجزاء مرصوصة ومرتبة بدقة وعناية شديد بداخل الحفرة التي كانت مدفونة فيها. 

وتحتل الحفرة التي وجدت بها مركب خوفو الجانب الجنوبي للاهرامات، وهي عبارة عن حفرة مستطيلة الشكل، محفورة في بطن صخرة الهضبة، يبلغ طولها 31 مترًا، وعرضها 2.60 مترًا، وعمقها 3.50 مترًا، ومازال عليها بعض الكتل الحجرية الضخمة التي كانت تغطيها، وكان عددها 41 كتلة، ويبلغ متوسط وزن الكتلة الواحدة حوالي 18 طنًا، ويبلغ طولها 4.50 مترًا وعرضها 1.80 مترًا وسمكها نحو 0.85 متراً، كما تم العثور على بعض الحبال وقطع الحصير الأثرية.

وأثار اكتشاف تلك المركب جدلا عالميًا  بين علماء الآثار إذ يرى فريق منهم أن تلك المركب هى من (مراكب الشمس) قد صنعت ليستخدمها الملك في رحلتيه اليوميتين مع إله الشمس "رع" في سماء الدنيا نهارا وسماء العالم الآخر ليلًا، بينما ذهبت آراء أخرى إلى أن المركب جنائزية قد استخدمت لنقل جثمان الملك من ضفة النيل الشرقية إلى الضفة الغربية حيث دفن.

وكان كمال الملاخ قد اكتشف حفرة أخرى تقع فى الشرق من الحفرة الأولى ، وهى حفرة مركب خوفو الثانية، والتى قام بفحصها فريق أثري أمريكي عام 1987، مستخدما كاميرات صغيرة أدخلت إليها، إذ تبين أن مركبا آخر مفككا موجود بداخلها، ولكن بسبب ارتفاع تكلفة استخراج المركب لم يكتمل المشروع فى ذلك الوقت.

وفي شهر يوليو عام 2020 انتهت البعثة الأثرية المصرية اليابانية برئاسة الدكتور ساكوجي يوشيمورا رئيس جامعة هيجاشي نيبون الدولية اليابانية والأستاذ الفخري بجامعة واسيدا، من استخراج جميع القطع الأثرية لمركب خوفو الثانية من الحفرة التي اُكتشفت بجوار هرم خوفو بمنطقة أهرمات الجيزة لتنتهي بذلك أكبر عملية لكشف واستخراج المركب.

و تم استخراج ما يقرب من 1700 قطعة خشبية من 13 طبقة داخل الحفرة حيث تم الانتهاء من أعمال تسجيل وتوثيق جميع القطع والترميم الأولي لمعظمها، وتم نقل حتى الآن 1343 قطعة منها إلى المتحف المصري الكبير، وجاري حاليا البدء والتجهيز للعمل في المرحلة الثانية من أعمال الترميم النهائي والدراسات اللازمة لتجميع وإعادة تركيب المركب لعرضها بجوار المركب الأولى داخل مبنى مراكب الملك خوفو الجديد الذي يتم إنشائه حاليا بالمتحف المصري الكبير.

وتعد عملية نقل مركب خوفو، التي ستستغرق نحو ١٠ ساعات ، إنجازًا عالميًّا جديدا يضاف لإنجازات مصر الضخمة التي تحققت في الآونة الأخيرة، والتي تهدف إلى الحفاظ على أكبر وأقدم وأهم أثر عضوي في التاريخ بهذا الحجم، والتي ترجع فكرتها للواء عاطف مفتاح المشرف العام علي مشروع المتحف الكبير والمنطقة المحيطة، الذي قام بعرض فكرة النقل على الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى 28 مايو 2019، والتى جاءت نتيجة أن مبنى المتحف القديم الخاص بالمركب- والذي تم إنشاؤه منذ ما يزيد على ربع قرن- قد ساعد في إخفاء الضلع الجنوبي للهرم الأكبر، كما أدى بشكل واضح إلى تشويه بصري للمنطقة الأثرية

ومن مسببات نقل مركب خوفو أيضًا وجودها في مبنى يفتقر إلى أسلوب العرض المتحفي المتميز، والذي يليق بأهمية ومكانة هذا الأثر الفريد، فضلا عن كون المبنى القديم غير مجهز بوسائل الإتاحة والخدمات التي تسمح باستقبال ذوى القدرات الخاصة.

وستعرض مركب خوفو الأولى في متحف مركب الشمس بمسطح 1.4 ألف متر مربع، والمجهز بأحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية الخاصة بالعرض المتحفي، والموجود بالساحة الخارجية حول المتحف المصري الكبير، والتي سيعرض فيها أيضا مركب الملك خوفو الثانية.

وقد قام اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف الكبير بعمل التصميم الخاص بالمبني الذي سيتم عرض فيه مركب خوفو الثانية بعد تجميعها، بجوار مركب خوفو الأولى، والتى سيتم نقلها خلال اليوم من موقعها الحالى داخل متحف خاص بمنطقة آثار الهرم، وذلك باستخدام العربة الذكية ذات التحكم عن بعد، والتي تم استقدامها خصيصًا من بلجيكا لنقل المركب قطعة واحدة بكامل هيئتها دون تفكيك، لمكان عرضها الجديد بالمتحف المصري الكبير.

231844223_788196125210945_7576688011245849483_n
231844223_788196125210945_7576688011245849483_n
232100601_597628024958228_1158365645158617991_n
232100601_597628024958228_1158365645158617991_n
232118979_645309546440831_7234978154916497950_n
232118979_645309546440831_7234978154916497950_n
232392629_558745708495370_7534112422579707769_n
232392629_558745708495370_7534112422579707769_n
232752279_1047838609356302_4301699513558294838_n
232752279_1047838609356302_4301699513558294838_n
233673322_391666298975892_7618546664192311832_n
233673322_391666298975892_7618546664192311832_n