الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إسرائيل والهدف الخبيث من «بيجاسوس»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يبدو أن إسرائيل تواصل لعبتها القذرة فى كل شيء، فقد دعم جهاز مخابراتها «الموساد» برنامج التجسس الشهير «بيجاسوس» والذى أنتجته شركة صغيرة تسمى «NSO Group»، اتضح فيما بعد أن مؤسيسها من عملاء «الموساد».

البرنامج أصبح الأشهر عالميًا فى عالم التجسس، وظل حديث العالم كله، بعدما بدأت إسرائيل فى إشراك دول أخرى، فى استخدامه، فى مخطط صهيونى لتخفف أو لتُبعد التُهم عنها فى واحدة من أكبر قضايا التجسس فى العالم.

سربت إسرائيل معلومات عن أن البرنامج اشترته نحو ٣٤ دولة فى أنحاء العالم، وفى محاولة لتوريط دول أخرى ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن دولا بعينها استخدمت برنامج «بيجاسوس» فى التجسس واستهداف شخصيات عامة، من صحفيين ونشطاء وكبار سياسيين وقادة عسكريين، بل وصل الأمر إلى الإشارة فى التجسس على رؤساء دول مثل الرئيس الفرنسى «إيمانويل ماكرون»، وهو أحد من استهدفهم البرنامج.

السرية والعمليات التى أحيطت بالبرنامج، لم تدم طويلا، فقد تبين أن كلا من «نيف كارمي» و«شاليف هوليو» و«عمرى لافي»، الذين أسسوا NSO وتم استخدام الأحرف الأولى من أسمائهم، اسما للشركة المنتجة، هم أعضاء سابقون فى الوحدة ٨٢٠٠، «وكالة النخبة الإسرائيلية للتجسس الإلكتروني»، وهو ما يؤكد أن اللعبة كلها مخابراتية.

بل المفاجأة فى هذا الملف ما قاله البروفيسور «جابى سيبوني»، الكولونيل فى قوات الاحتياط فى جيش الدفاع الإسرائيلى، أنه وعدد كبير من قادة الجيش الإسرائيلى، يدربون الجنود للدخول لسوق العمل والعمل الحر، ليصبحوا رواد أعمال وأصحاب مشاريع مبتدئة، وبدعم من المخابرات الصهيونية.

الصهيونية التى قامت على أساسها إسرائيل لا يعنيها غير هذا الكيان، ولهذا سعت إلى توريط دول تقيم معها علاقات ولديها مصالح مشتركة، فى استخدام برنامج «بيجاسوس» مدعية استخدامه فى التجسس على مواطنيها.

هذه السياسة الإسرائيلية دفعت دولا منها الإمارات لإصدار بيان نفت فيه ما أسمته بالمزاعم بشأن التجسس على صحفيين وأفراد باستخدام برنامج بيجاسوس، مؤكدة أنها ليس لها أساس وهى كاذبة بشكل قاطع.

وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولى الإماراتية،» إن المزاعم التى وردت فى التقارير الصحفية الأخيرة التى تدعى أن الإمارات من بين عدد من الدول المتهمين بمراقبة استهداف الصحفيين والأفراد ليس لها أساس من الأدلة وكاذبة بشكل قاطع».

إسرائيل سعت ومن خلال هدف خبيث أن تقول إنها قادرة على أن تكون «صانع» رئيسى فى قطاع التكنولوجيا، ومنتجاتها تنتشر فى العالم، وتلقى رواجا، وطلبا من أنحاء العالم، وتتهافت عليه الدول من الشرق والغرب لشرائه.

والسؤال المهم، كم استخدمت إسرائيل برنامجها فى التجسس على العالم، وقادته، خصوصا أن برنامج «بيجاسوس » متخصص فى التجسس على الهواتف المتحركة، وهل هناك أحد يستطيع أن يجزم بعدم استخدام الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها برنامج فى التجسس على العالم، وخاصة فى منطقتنا العربية.

الغريب أن جهاز المخابرات الإسرائيلى حرص على الزج بأسماء دول فى شراء برنامج «بيجاسوس»، كانت ذات يوم من المحرمات فى العلاقات التجارية والسياسية معها، مثل السعودية، معلنة بـشكل مختلف أن هناك حرصا على شراء المنتج الإسرائيلى، وهو ما يمثل هدفا ترويجيا لبيع منتجاته، وفى ذات الوقت لاستخدام منتجها «برنامج بيجاسوس» فى رقابة معارضيها، وهو ما أراه هدف الغرض منه تشويه للحكومات أمام شعوبها.

تجربة برنامج «بيجاسوس» تؤكد أن إسرائيل ليس لها صديق من قديم أو جديد، وتقليب الدول حكومات وشعوب هدف استراتيجى.