الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

طبيب الغلابة.. الغائب الحاضر في ذكراه

الدكتور محمد مشالي
الدكتور محمد مشالي - الملقب بطبيب الغلابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل اليوم الأربعاء الذكرى السنوية الأولى لوفاة، الدكتور محمد مشالي، الملقب بطبيب الغلابة، بعد رحلة عطاء وإنسانية، استمرت ما يقرب من 50 عاما، قدم فيها خدماته الطبية للغلابة وأبناء الطبقات الفقيرة، حيث كان سعر الكشف في عياداته 10 جنيهات فقط. ويعد مشالي من أشهر الأطباء في جمهورية مصر العربية، نظرا لما يبذله من جهود إنسانية للفقراء والمرضى، خاصة بعدما خصص عيادته للكشف عليهم بمبالغ بسيطة وبالمجان في بعض الأحيان، وذلك تنفيذا لوصية والده.

 ولد الدكتور محمد مشالي في محافظة البحيرة في عام 1944 لأب يعمل مدرسا، وانتقل بعدها والده إلى محافظة الغربية وانتقل معه، واستقر مع أسرته هناك وتخرج في كلية الطب قصر العيني في القاهرة 5 يونيو 1967، وتخصص في الأمراض الباطنة وأمراض الأطفال والحميات؛ ليعمل في عدد من المراكز والوحدات الطبية بالأرياف التابعة لوزارة الصحة المصرية في محافظات مختلفة.
 وفي عام 1975 افتتح عيادته الخاصة في طنطا، وتكفل برعاية إخوته وأبناء أخيه الذي توفي مبكرا وتركهم له ولذلك تأخر في الزواج ولديه 3 أولاد تخرجوا جميعًا من كلية الهندسة وظل لسنوات طويلة يخصص قيمة كشفه الطبي في عيادته لا تزيد عن 5 جنيهات، وزادت أخيرا لتصل إلى 10 جنيهات وكثيرا ما يرفض تقاضي قيمة الكشف من المرضى الفقراء بل ويشتري لهم العلاج في كثير من الأحيان. 

وكان مشالي يبدأ يومه بالاستيقاظ في السابعة والنصف صباحا ثم يتوجه لعيادته، ويظل بها حتى أذان المغرب ثم يعود لمنزله، ثم يتوجه للعيادتين الأخريين بقريتين مجاورتين، وهما "الرجدية وشبشير الحصة"، لتوقيع الكشف الطبي على أبناء القريتين، بأسعار رمزية تقديرا لمعاناة الفقراء من أهالينا الفلاحين وتخفيفا عنهم، ثم يعود للمنزل مرة أخرى. 

وكان "طبيب الغلابة"، شخصية بسيطة لا يحب البروبجاندا الإعلامية، وكان يقول "أفضل أن أكون جنديا مجهولا لخدمة المريض الفقير". كما رفض مشالي كل المبادرات الشعبية بمدينة طنطا التي طالبت بوضع اسمه على أحد الشوارع، قائلا: "أنا أقل الناس وليس من طموحاتي هذه الأفعال".