الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ليت حداة القافلة يفعلون مثل "ريهام"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعتزل لاعبو كرة القدم خشية أن لا  يستطيعوا الركض خلف الكرة أو الزود عن مرماهم أو مجاراة الفريق المنافس.
يعتزلوا في أوج شهرتهم ومجدهم ليحفظوا ماء وجوههم غير مستجبين لنداءات الجمهور بالبقاء فهم يدركون أن هذه الهتافات ستتحول إلى شتائم إذا وهنت أقدامهم وأضاعوا هدفا وراء الآخر وعجزوا أن يهربوا من التسلل.

هذا حال أهل الكرة أما حال أهل الإعلام فمن المنطق أن يزيدهم العمر حصافة وألقا وثقافة وخبرة وتنوعا في التناول والطرح وأن تقل أخطائهم حتى تتلاشى وتزداد خبرتهم في الركض خلف المعلومة، وتزداد قوتهم في الزود عن مرمى وطنهم.. يصنعون تمريرات جيدة ويحرزون أهدافا حيوية.. لا يسقطون في التسلل ولا يخرجون عن خطوط المستطيل ليشتبكوا مع الجماهير في قضايا فرعية.
ودون وضع قانون للاعتزال وجب على من فقد إحدى تلك الميزات أن يتحلى بالشجاعة ويعلن الاعتزال.

وكم نحن في أمس الحاجة إلى أن يتحلى كل الفريق الحالي بتلك الشجاعة بعد تمريرات كثيرة مهدرة وتصويبات خارج الثلاث خشبات، وتباطؤ في الحركة وكثير من الأخطاء لصالح الفرق المنافسة، ظهر جليا منها أنه ليس هناك تناغم ولكن تطغى العشوائية وأنانية الانفراد وحب الظهور في وقت نحتاج فيه إلى اللعب الجماعي.

ليتهم يعتزلوا حتى تعود الجماهير المدرجات فمنذ سنوات عزفت عن مشاهدة المبارايات واكتفت بمتابعة أهم ما جاء بها في دقائق على تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي.. بل باتت تسخر منها في صورة كوميكسات.

ليتهم جميعا يعتزلون مثل ريهام بأسباب أو بدون أسباب فبدل من أن يبنوا وعي هدموا حتى الأساس وانشغلوا عن المحتوى بالأثاث.. تركوا قضايا الناس ولهثوا وراء الترند.. عرضوا القبح والسئ في الوطن وسلطوا الضوء على الجريمة والفشل والانتكاس وكأن هذا المجتمع بتنوع ثقافاته وتاريخه وعلمه وفنه لم يعد فيه سوى الدجل والشعوذة والقتل والزنى وبرامج الطبخ.
ليتهم يعتزلوا وسيكون لهم أكبر ثواب فلسنا الآن بحاجة إلى فقرة المهرجين في مسرح الحياة، نحن بحاجة إلى روايات جادة وأقلام صادقة تسلط الضوء على الشرفاء وأبطال هذا المجتمع.
نحن بحاجة إلى وجوه جديدة بحكايات جديدة تليق بنهار جديد في جمهورية جديدة.
وإذا كانوا لا يستطيعوا اتخاذ القرار، وإذا أغوتهم الشهرة على البقاء وإذا تمسكوا بالشاشات فحسنا لنجمعهم في فقرة واحدة قبل الفاصل كتذكرة بما كنا فيه ثم بعد الفاصل تطل علينا وجوه أخرى بأحلام أخرى فلن تسير القافلة للأمام والحداة في الخلف يعزفون نشاز.