الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كرات النار تحرق العالم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

العالم بات موحشا للغاية، طبول الحرب تدق في كل مكان، أسلحة هنا وهناك توزع على الصبية دون ضابط حتى بات القتل مستساغا وباتت الدماء تهدر.

حرمات دول تستباح في لعبة الكبار وقوانين مكبلة وشرور تتعاظم وكأن الشيطان بات يحكم العالم.

على طاولة الكبار جميع الأوراق مباحة والبقاء هنا ليس للأصلح ولكن للأقوى والأكثر دهاء.

ما سقط لا يمكن أن ينهض وما هدم لن يعود بنائه.

في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة تقف مصر ممسكة بالجمر كحضارة بازغة بهوية ثابتة أسست على العلم والمعرفة لم تكن يوما معتدية بل كانت حصن أمان وملاذ وقوة ردع أمام ممالك تنتهج التترية والوحشية.

مصر التي أحرقت كروت اللعبة   وأنهت توغل الإرهاب هنا قدرها أن تمتطي الصعاب ليست مغالاة إنما هو واقع تعيشه على مر السنوات في محاولات لم تنته لتركيعها وتكبيل كلمتها وما السد عنا ببعيد وإذا أنتهى ستحاك غيره من المؤامرات.

لكن وإن انحازت القوى لأمم فليس هناك أمة ذات تاريخ عسكري مثل مصر.. فجذوة النار تشتعل في الغرب والشرق ويصل لهيبها للسماء ثم إذا أتت هنا انطفئت من زفير جنودنا.

هذا العالم الذي يصرخ الآن بكل حشوده من الإرهاب لم يستمع ولم يع تحذيرات مصر من جماعات النار والدم وظنوا أنهم بمأمن عن مخالبها.

ها هم الكبار يقذفون كرات النار على بعضهم البعض ولن ينجوا أحدا من الحريق مهما كان بعيدا.

فطالبان تعود للظهور تهدد الحدود مع الكبار ويستفحل عودها يوما بعد يوم بعد بعد انسحاب أمريكا من أفغانستان.

طوابير من المهجرين تطرق أبواب أوروبا وتقتحم عواصمها من الأفغان والإخوان.. خوف وترقب من وقوع عمليات نوعية تضرب القارة العجوز التي تلتقط أنفاسها بعد جائحة كورونا.

داعش تعاود الظهور بتفجيرات في العراق وعطش يضرب إيران فتتوحش أكثر.

جرذان أوتها الجبال تتجمع لتأكل الأخضر في قلب أفريقيا وعلى حدود الشرق المترامية أمام تناحر عالمي مستغلة ذلك أحيانا ومستغلة أحيانا لمحو حدود الدول وليس الشر ببعيد عن أحد مهما عظمة قوته.

معطيات لحرب عالمية ثالثة وإن تأخر توقيتها إلا أن النفث في رمادها يزيد مع زيادة وتيرة الأحداث.

سيسقط في أتونها الكثير إلا من تحصن بدرعه وسيفه وكان على قلب رجل واحد.. شعبا يصطف خلف قيادته وجيشه ولا يسمح باختراق ولا يشق الصف بشائعات تنل من عزيمته.

فليفطن كل عاقل إلى ما نحن فيه وما نواجهه فلن نهزم بالعدد ولا بالعتاد ولكن رهانهم على الاختلاف والشقاق والتشكيك والشائعات ونثر بذور اليأس في وطن ينضح أملا رغم كل المحبطات.

فالعالم يحكمه الشيطان إلا هنا فأرضنا تأبى الدنس والموبقات.. فارفعوا أعناقكم ولا يغرنكم طأطأة الرؤوس فهنا تنبت الأرض عمن سواها رجال.