الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"والله إنّ هذه الحكاية لحكايتي".. عبد الفتاح كيليطو يتخذ من الكتاب بطلًا

ترشيح للقراءة

غلاف الرواية
غلاف الرواية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في روايته الجديدة "والله إنّ هذه الحكاية لحكايتي"، يبدأ الكاتب والمفكّر والناقد المغربي عبد الفتاح كيليطو بحدثٍ غريبٍ، كأنَّه تسلَّلَ من كتاب، وهو طيران نورا مع ولدَيْها، بعد ارتدائها لمعطف الريش، وانتظارها لزوجها حسن ميرو حتى يستيقظ لتُودِّعَهُ. تُلامُ الأم بكشفِ سرِّ مكان المعطف، عن سذاجةٍ أو قصدٍ لتصرُّفها ذاك، بينما تتداخلُ الحكايةُ مع توالي الصفحات مع قصة حسن البصري، وما حدثَ له مع الجنيَّة التي تُيِّمَ بها، وسرَق لها ثوبَ الرِّيش أو بالأحرى جناحَيْها بعد أن خلعتهُما وغطست في البُحيرةِ لتستحمّ. يبدو المشهد المتشابهُ بين الواقع والمرويَّة مُتداخلاً، غامضاً، يتكرَّرُ في أكثر من قصةٍ واحدة، تماماً كتلك القصص غير المكشوفة التي تظلُّ قابلة للتغيير. 
يصفها الناشر بأنها "تُشبه رحلةً سحريَّة في بلاد عجائب الكُتب؛ سفرٌ وحبٌّ ومخطوطاتٌ وآلهةٌ وجنِّياتٌ ونساءٌ فاتنات، وعودةٌ لا تكلُّ للحفرِ بحذقٍ في التراث العربي. كيف لا وبطلُ هذه الرواية كتابٌ".كذلك جاء على ظهر الغلاف: "في الليلة الواحدة بعد الألف قرَّرت شهرزاد، وبدافع لم يُدرَك كنهه، أن تحكي قصَّة شهريار تماماً كما وردت في بداية الكتاب. ما يثير الاستغراب على الخصوص أنه أصغى إلى الحكاية، وكأنها تتعلَّق بشخص آخر، إلى أن أشرفت على النهاية، وإذا به ينتبه فجأة إلى أنها قصَّته هو بالذات، فصرخَ: والله، هذه الحكاية حكايتي، وهذه القصَّة قصَّتي".
الرواية الصادرة حديثًا عن منشورات المتوسط في 144 صفحة من القطع المتوسط، تنقسم إلى خمسة فصول،  هي"نورا على السطح، أبو حيَّان التوحيدي، قَدَر المفاتيح، هي أنتِ، وليست أنتِ، وخطأ القاضي ابن خَلّكان"؛ تمتزج فيها الحكايات التي يتسلل كل منهما إلى الآخر، فمثلما يتسلل الأدب إلى العلاقة بين الرسَّامة نورا وحسن ميرو وهو يشتغل على أطروحة دكتوراه موضوعُها أبو حيَّان التوحيدي وكتبهِ المفقودة أو غير المقروءة؛ تتسلل بعبقريةٍ نادرةٍ، منبعُها المرجعية الفلسفية والفكرية للكاتب والمفكّر المغربي. كتبٌ وأسماء وحكايات تتقاطع مع التراث وتستعيدُ كتبَ الجاحظ والتوحيدي وألف ليلة وليلة وغيرها، وتحيلُ القارئ إلى أسئلة وجودية، إبداعية وإنسانية، تبدأ بتحذيرٍ مُلغَّم: "لا تفتح هذا الباب، أمنعُكَ من ذلك مع علمي أنك ستفتحه".بالطبع فإن هذا الباب كتاب لا يسلمُ القارئ من لعنتِه بمجرَّد الشروع في قراءتهِ، باعتقاد راسخٍ أنَّهُ "يوجد دائماً من يحكي قصَّتنا".