الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الشعر يجمعنا.. "الحسناء والدفتر" لنزار قباني

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
واليوم ننشر قصيدة بعنوان "الحسناء والدفتر" للشاعر السوري نزار قباني.

قالت: أتسمح أن تزين دفتري..     
بعبارةٍ أو بيت شعرٍ واحد 
بيت ٍ أخبئه بليل ضفائري 
و أريحه كالطفل فوق و سائدي 
قل ما تشاء فإن شعرك شاعري 
أغلى و أروع من جميع قلائدي 
ذات المفكرة الصغيرة.. أعذري 
ما عاد ماردك القديم بمارد 
من أين ؟ أحلى القارئات أتيتني.. 
أنا لست أكثر من سراج خامد 
أشعاري الأولى.. أنا أحرقتها 
ورميت كل مزاهري وموائدي 
أنت الربيع.. بدفئه وشموسه. 
ماذا سأصنع بالربيع العائد ؟ 
لا تبحثي عني خلال كتابتي 
شتان ما بيني وبين قصائدي 
أنا أهدم الدنيا ببيتٍ شاردٍ 
وأعمر الدنيا ببيتٍ شارد 
بيدي صنعت جمال كل جميلةٍ 
وأثرت نخوة كل نهدٍ ناهد 
أشعلت في حطب النجوم حرائقاً 
وأنا أمامك كالجدار البارد 
كتبي التي أحببتها و قرأتها 
ليست سوى ورقٍ.. وحبرٍ جامد 
لا تخدعي ببروقها ورعودها 
فالنار ميتةٌ بجوف مواقدي 
سيفي أنا خشبٌ.. فلا تتعجبي 
إن لم يضمك، يا جميلة، ساعدي 
إني أحارب بالحروف وبالرؤى 
ومن الدخان صنعت كل مشاهدي 
شيدت للحب الأنيق معابداً.. 
وسقطت مقتولاً.. أمام معابدي
قزحية العينين.. تلك حقيقتي 
هل بعد هذا تقرأين قصائدي ؟