الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الدكتور القس ﭼورچ شاكر: عيد العطاء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

  بادئ ذي بدء من كل قلبي، وعلى باقات الورود أقدم لكل واحد من أفراد اُسرتي الكبيرة مصر الحبيبة  أجمل التهاني المقرونة بأطيب الأماني  بمناسبة عيد الأضحى المبارك، كما أود أن أشارككم بهذه المناسبة بثلاث كلمات:
أولًا: العيد فرحة وهناء  
  نعم ! العيد فرصة جميلة تجتمع فيها الأسرة في مودة ومحبة، ويلتقي فيها الأصدقاء والأحباء في بهجة وهناء، فالعيد الحقيقي هو مع الآخرين، ولا عيد بدون الآخرين، والأعياد فرصة جميلة فيها نرى الناس تعبر بعضها لبعض عن مشاعرها الرقيقة الصادقة وعواطفها العذبة الحلوة.
نعم ! الأعياد وقت للراحة والاستجمام والترفيه، وهي من حاجات الإنسان الأساسية والضرورية ليستطيع الإنسان أن ينطلق من جديد ليواصل مسيرة الحياة، ففي يقيني أن الأعياد هي بمثابة محطات للراحة لتزويدنا بطاقة إيجابية من القوة والفرح والأمل، وتفريغ ما في الحياة من متاعب وهموم وآلام حتى يمكن أن نستكمل مسيرة الحياة.
والأعياد تبرهن وتؤكد على إقبال واستمتاع الإنسان بالحياة، فحب الحياة غريزة قوية وضعها الخالق فينا تجعل الإنسان يسعى ويجتهد، يزرع ويحصد، يهدم ويبني، يدرس وينجح، يفكر ويخترع، يعمل ويبدع، يجدد ويطور، يبحث عن النجاح والسعادة  هنا وهناك، وهذه هي طبيعة الحياة.
ثانيا: العيد شركة ولقاء
 لعل أهم التقاليد التي تميز شعبنا الأصيل في الأعياد والمناسبات المختلفة هي قيمة المحبة الحقيقية، والمودة الأخوية، والمشاركة الوجدانية التي تجمعنا إلى واحد والتي نراها ونلمسها بكل وضوح وجلاء في تبادل التهنئات والأمنيات، وهي من أجمل وأغلى القيم والمبادئ التي نعتز ونفخر بها، والتي توارثناها من الآباء والأجداد، ونسلمها بدورنا للأبناء والأحفاد، فهي حقيقة متأصلة في وجداننا وضميرنا الوطني، ونعيشها في ممارساتنا اليومية. فلقد عشنا طول عمرنا، ومازلنا، وسوف نستمر طالما كنا على قيد الحياة أفراح أعيادنا نتقاسمها معًا في بهجة وسعادة وبكل الحب الحقيقي، ودموع أحزاننا تمتزج معًا في مواساة قلبية صادقة تخفف آلامنا.
نعم ! نشترك معًا في السراء والضراء، في حلو الحياة ومرها، والجميل أنه عندما نعيش هذه المشاعر الرقيقة والعواطف الحلوة، نرى الأفراح تتضاعف، والأتراح تتضاءل، فلقد علمتنا مدرسة الحياة، وأخبرتنا الأيام أن الأفراح إذا وزعناها زادت، والأتراح إذا اقتسمناها زالت.
أجل ! فالحقيقة الراسخة كالجبال والساطعة كالشمس على مر الأجيال والعصور أن مصر مُنذ فجر التاريخ شعب  واحد، يعيش على أرض واحدة، تتعانق في سمائها الواحدة مآذن المساجد مع أبراج الكنائس في صورة بديعة الجمال، يربطنا تاريخ طويل عريق زاخر بالأمجاد والإنجازات، ونتطلع معًا إلى مستقبل أكثر إشراقا حافل بالتحديات والطموحات.
ثالثًا: العيد حب وعطاء
 فى يقينى أن عيد الأضحى المبارك يذكرنا بدرس فى غاية الأهمية في التضحية والعطاء، لذا ففي غمرة أفراحنا،  وزحمة مشاعرنا، واهتمامنا بمظاهر العيد، وتبادل التهنئات والأمنيات لا ننسى كيف نرسم البسمة على وجوه الفقراء والمحتاجين، ونمسح دموع الحزانى والباكين، ونمد أيادينا لنأخذ بأيدي الساقطين والمتعثرين ونبعث الأمل والرجاء في نفوس اليائسين والبائسين، ويجب أن نعيش العطاء ليس من باب الواجب ولكن بدافع الحب، لأنه إذا أحببنا نعرف كيف نعطى بسخاء، فالمحبة والعطاء وجهان لعملة واحدة.
نعم! يمكنك أن تعطى دون أن تحب، ولكن مستحيل أن تحب دون أن تعطى... ولا شك أن قيمة عطايانا تزداد عندما تكون مغلفة بالحب، والإنسان لو أعطى كل ثروته دون محبة لا قيمة لعطاياه... دعونا نعمل بروح التضحية والعطاء، وبروح الفريق الواحد بكل أمانة وإخلاص لرفع شأن بلادنا العزيزة مصر بقيادة رئيسنا المحبوب سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكل عام وشعب مصر العظيم بكل خير وسعادة وسلام.
- 1 -