الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

67 عامًا على رهبنة البابا الراحل شنودة الثالث "أنطونيوس السرياني"

البابا شنودة الثالث
البابا شنودة الثالث راهبا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومجمع رهبان دير السريان بمرور ٦٧ عامًا على رهبنة البابا شنودة الثالث باسم الراهب انطونيوس السرياني والذي أصبح بعد رسامته بسبعة عشرة عاما البطريرك ال١١٧ للكنيسة خلفا للبابا كيرلس السادس وتستعرض البوابة نيوز ملامح حياته الرهبانية وتأثيره الذي تعيشه الكنيسة القبطية حتي هذا اليوم وكيف قدم روشتة ودليل واضح لحياة رهبانية سليمة.

نشأته ورهبنة مبكرة: 
ولد باسم نظير جيد وعاش يتيما منذ ولادته وبعدها تولي رعايته اخيه الاكبر وانتقل من اسيوط  الي شبرا مصر لتبدأ رحلته مع الخدمة وتتلمذ علي يد الأب متي المسكين ولكنه لم يستطع الاستمرار في دير ابومقار وينتقل الي دير السريان العامر اصغر الأديرة العامرة في وادي النطرون والتحق رسميا  بالرهبنة يوم 18 يوليو 1954،  بدير السريان  وتم منحه اسم «أنطونيوس السرياني»  كان ذلك في عهد البابا يوساب، البطريرك الـ115 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية  ولايعلم الكثيرين أنه ترشح للبابوية بعد رسامته بعامين فقط ولكن فترة رهبنته القصيرة حالت دون ذلك وتم ترشيح القمص مينا المتوحد  ليصبح البابا كيرلس الـ١١٦ واختاره البابا كيرلس سكرتيرا خاصا له وخاصة وأن البابا كيرلس كان يعرف مسيرة حياته التي بدأت في  كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا) وكان مجال  دراسته  التاريخ وحصل على الليسانس بتقدير ممتاز عام 1947، وخادما بجمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بمسرة في حي شبرا بالقاهرة  وخادما بكنيسة الأنبا انطونيوس بشبرا في منتصف الأربعينات ورئيسا لتحرير مجلة مدارس الاحد وبعد رهبنته بفترة قصيرة تم اختياره أسقفا للتعليم ومعه صديق عمره الانبا صموئيل الذي تمت رسامته أسقفا للخدمات.
يعتبر البابا شنودة الثالث أحد الذين أثروا في حياة الرهبنة بعد تتويجه بطريركيا عام ١٩٧١م فقد بدأ مرحلة تخصيص زي خاص للرهبنه   وفتح أبواب القبول لاعداد كبيرة وارتبط بقوة بدير الانبا بيشوي بوادي النطرون وبه مزاره الذي دفن فيه بعد رحيله وكان معروف عنه محبته للوحدة في بداية رهبنته وعاش فترة طويلة بمغارة خاصة سببت له متاعب صحية بسبب حياة صعبة وظل قرابة العشرة أعوام لايخرج  من الدير.

روشتة حياة رهبانية سليمة: 
قدم البابا شنودة الثالث روشتة حياة رهبانية سليمة وكتبها في مجلة الكرازة وكانت كالآتي 
 لابد إن الراهب يكون له هدف سليم  هدف سليم فى مجيئه للرهبنة أو تصحيح هدفه إلى هدف سليم بعد الهدف السليم فى الرهبنة هو التفرغ للجلوس مع الله والثبات فى محبة الله الهدف السليم الأصلى للرهبنة هو حياة السكون وحياة الوحدة وحياة الصلاة 
واضاف أنه  يوجد أناس يتخيلون أن النمو فى الحياة الرهبانية هو فقط النمو فى حياة الوحدة … يرتقى من إنسان فى مجمع إلى إنسان يحبس فى قلايته ويتدرج إلى أن يصل من الحبس داخل القلاية إلى الحبس خارجها إلى الحبس فى المغارة إلى ….. الخ لكن فى الحقيقة ليس هذا هو الهدف الوحيد فى الرهبنة … توجد أهداف داخل الرهبنة هى أهداف فى نقاوة القلب، لأنه يمكن الإنسان عايش فى وحدة ولم يصل إلى نقاوة القلب 
وأشار أنه يوجد  فى تاريخ الرهبنة نجد آباء نبغوا فى فضيلة الصمت مثل القديس أرسانيوس مثلا، أو أناسا نبغوا فى فضيلة الدموع والتوبة على خطاياهم مثل أرسانيوس وموسى الأسود وأناسا نبغوا فى فضيلة الاتضاع والاحتمال مثل القديسة الهبيلة وأناسا نبغوا فى فضيلة المحبة وخدمة الآخرين مثل موسى الأسود وأناسا نبغوا فى فضيلة الصلاة الدائمة مثل القديس مكاريوس الأسكندرانى أو مثل كثير من الآباء السواح وأناسا نبغوا فى الاتضاع مثل القديس تادرس تلميذ الأنبا باخوميوس  كل واحد أخذ فضيلة من الفضائل وسار فيها على قدر طاقته وقيل عن القديس الأنبا بيشوى إنه كان كل فضيلة يتقنها ويعرفها الناس عنه يتحول إلى فضيلة أخرى يركز فيها جهده حتى لا يعرف عن فضائله أمام الناس  المهم أن الرهبنة كانت بالنسبة لكل هؤلاء حياة الفضيلة عموما حياة نقاوة القلب من الداخل ويوجد إنسان تتكشف له أخطاؤه ويحاول أن يقاوم هذه الأخطاء واحدة فواحدة حتى ينتهى منها ومن أجل هذا السبب قيل عن الرهبنة إنها حياة التوبة، أى إنسان يبدأ يتوب ويتتبع أخطاءه ويعالج هذه الأخطاء وهذا الإنسان الذى يسلك فى حياة التوبة فى الرهبنة لا يتضايق أبدا إذا وبخه أحد بل بالعكس يفرح أن موبخه يكشف له أخطاءه ليتركها فلا يتضايق لأنه سالك فى حياة التوبة هؤلاء الذين سلكوا فى حباة التوبة فى الرهبنة كانت لهم موهبة الدموع أيضا من أجل خطاياهم، بالطبع هناك دموع فى الرهبنة تأثر بالحب الإلهي ودموع فى الرهبنة من قلب حساس أقل كلمة تسمع تثير دموعه وهناك دموع توبة كما قيل ” إجلس فى قلايتك وإبك على خطاياك ” من منا يضع أمام نفسه أن يجلس فى قلايته ويبكى على خطاياه ؟
لعل من الذين ظهروا فى حياة التوبة فى الرهبنة بأسلوب واضح القديس الأنبا شيشوى الذى يسمونه أحيانا القديس صيصوي  حتى ساعة خروج روحه من جسده كان يطلب فرصة أخرى ليتوب  القديس الأنبا شيشوى سكن فى البرية الشرقية فى جبل أنطونيوس فى وقت من الأوقات.
واختتم أنه إذا من أهداف الرهبنة الداخلية حياة التوبة وتنقية القلب وإكتشاف الضعفات ومتابعة هذه الضعفات لكى يتركها الإنسان ومثل هذا الإنسان لا يتعب من التوبيخ بل يفرح به وأيضا تكون له موهبة الدموع وأيضا يكون إنسان متضع كإنسان تائب كما يقول فى الرهبنة ” هذا أبر منى وهذا أفضل منى وهذا أقوى منى وهذا أنقى منى و” ويرى جميع الناس أفضل منه لأنه سالك فى طريق التوبة فحباة التوبة تعطيه الاتضاع وبالطبع مع حياة التوبة لا يغضب من الناس لأن نفسه مكسورة داخله ودائما الغضب من الناس مصحوب بكبرياء فى القلب لأن الكبرياء الذى داخل القلب يجعل الإنسان يثور لكرامته ولما يثور لكرامته يغضب.لكن الإنسان التائب هو إنسان متواضع.

12
12
15
15

15
15
12
12