الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

فضيحة علمية أم حرب تجارية.. عميد طب بنها الأسبق يروج لعقار وقائي من كورونا بدراسة مفبركة.. طالب ماجيستير بريطاني يفند البحث بشأن فاعلية عقار القمل والطفيليات للوقاية من كورونا بالأدلة

عميد طب بنها الأسبق
عميد طب بنها الأسبق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

بالأدلة..مقدمة مسروقة وبيانات تقود لنتائج غير منطقية..لماذا تهاون الجزار مع عقلياتنا

نقلت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها نشر مساء الخميس، عن موقع ريسيرش سكوير البحثي Research Square سحب دراسة أولية لعميد كلية طب بنها الأسبق الدكتور أحمد الجزار حول فعالية وسلامة عقار الإيفرمكتين، وهو دواء يستخدم ضد الطفيليات مثل الديدان وقمل الرأس، في علاج كورونا بسبب "مخاوف أخلاقية".

نُشرت دراسة أولية حول فعالية وسلامة عقار الإيفرمكتين في علاج كورونا، بقيادة الدكتور أحمد الجزار من جامعة بنها في مصر، على موقع Research Square في نوفمبر الماضي. الجزار مُدرج كرئيس تحرير لمجلة بنها الطبية، وعضو في هيئة التحرير.

وجدت الدراسة التي عكف على كتابتها الدكتور أحمد الجزار، وعبد العزيز الطويل، والدكتورة شيماء أبو يوسف، وبسمة هاني، ومحيي حافظ، وهاني موسى، أن المرضى الذين تلقوا الإيفرمكتين خلال مراحل مبكره من الإصابة بكورونا أبلغوا عن نسبة شفاء كبيرة وانخفاض معدل الوفيات في المجموعات بنسبة 90٪.

ألقي التقرير بظلال من الشك حول فاعلية الدواء كعلاج للفيروس بعد سحب دراسة الدكتور الجزار من موقع Research Square على الإنترنت يوم الخميس "بسبب مخاوف أخلاقية". لم يحدد الموقع ما هي تلك المخاوف.

بيد أن طالب الماجيستير جاك لورانس، من لندن، كان من بين أول من تحدث عن البحث، حيث أنه أطلع على الورقة البحثية للجزار عندما تم تكليفه بها من قبل أحد محاضريه كجزءًا من سعيه للحصول على درجة الماجستير.

وجد لورانس أن مقدمة الورقة بدت وكأنها مسروق بالكامل، وزعم أن المؤلفين نقلوا فقرات كاملة من البيانات الصحفية والمعلومات العامة بالمواقع الإلكترونية حول الإيفرمكتين وفيروس كورونا لكنهم غيروا بعض المرادفات لتبدو وكأنها مقدمة حصرية، لكن حتي التغييرات كانت بإنجليزية ضعيفة نمت عن جهل باللغة.

ارتاب لورانس في النتائج مشيرا إلي أن البيانات الأولية تتعارض مع بروتوكول الدراسة في عدة مواقع بالورقة. على سبيل المثال لا الحصر، قال لورانس:"زعم المؤلفون أنهم أجروا الدراسة على أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و 80 عامًا فقط، لكن ثلاثة مرضى في مجموعة البيانات كانوا أقل من 18 عامًا".

كما زعم المؤلفون أنهم أجروا الدراسة في الفترة ما بين 8 يونيو و20 سبتمبر 2020، لكن معظم المرضى الذين ماتوا تم نقلهم إلى المستشفى وتوفوا قبل الثامن من يونيو وفقًا للبيانات الأولية.

كشف لورانس عن إهمال يرتقي للفبركة الفجة في بيانات الدراسة، حيث ذكرت الدراسة أن مريضًا غادر المستشفى بتاريخ 31/06/2020، وهو تاريخ كان سيدرك الجزار ومساعديه إنه غير منطقي فالشهر السادس في التقويم الميلادي ثلاثين يوما فقط، فمن أين أتي عميد طب بنها الأسبق باليوم الـ 31 المدرج بالدراسة حسب زعم طالب الماجيستير البريطاني.

ورغم أن الأخطاء التي رصدت إلي الأن في تلك الكلمات المساقة بين يديكم تكفي للتشكيك في صدق ومنهجية ونتائج البحث والباحثين، قال لورانس أن هناك أخطاء أفدح.

في الورقة البحثية، زعم المؤلفون أن أربعة من كل 100 مريض ماتوا في المجموعة التي كانت تتناول البروتوكول المصري للعلاج من الإصابة الخفيفة والمتوسطة بفيروس كورونا، لكن لورانس يؤكد أن وفقًا للبيانات الأصلية، لم يمت أحد.

وفي المجموعة التي تعالج بالإيفرمكتين، المنطقي أن تكون البيانات الأولية أقل في عدد الوفاة من البيانات المحدثة وليس العكس، حيث لن يغير أحد رأيه بعد الموت ويعود للحياة مرة أخري، لكن الدكتور الجزار في بحثه كان له رأي آخر، ادعى المؤلفون أن مريضين ماتا في المجموعة المصابة بشدة، بينما كان الرقم في بياناتهم الأولية أربعة، كيف بعد أن مات أربعة أشخاص من كل 100 شخص عولج بالإيفرمكتين يصبح فى تحديث جديد أثنين فقط ؟! الإجابة عند الدكتور الجزار وأعضاء فريقه.  

قال لورنس أنه أرسل إلى الجزار قائمة بالأسئلة بشأن البيانات، لكنه لم يتلقي ردًا. كما لم يرد المكتب الصحفي لجامعة بنها علي تسائلات الجارديان البريطانية.

تواصل لورنس مع محلل البيانات التابع لجامعة لينيوس في السويد، نيك براون، للمساعدة في تحليل البيانات ونتائج الدراسة بشكل أكثر شمولاً.

نشر براون، على مدونته، وثيقة شاملة تكشف عن العديد من أخطاء البيانات والتناقضات والمخاوف بشأن هذه الورقة، والتي قدمها إلى الجارديان.

قال براون لصحيفة الجارديان وفقًا للنتائج التي نشرها المؤلفون، هناك تكرار واضح للبيانات بين المرضى. الخطأ الرئيسي هو أن 79 على الأقل من سجلات المرضى مجرد نسخ واضحة لسجلات أخرى.

كانت دراسة الجزار واحدة من أكبر الدراسات الواعدة التي تؤكد أن العقار يساعد مرضى كورونا، وغالبًا استشهد بها مؤيدو العقار كدليل على فعاليته، رغم أن تقرير الجارديان يؤكد إنها تحرف الأدلة بشكل كبير لصالح الإيفرمكتين.

اشار خبراء للصحيفة البريطانية إلي ان دراسة الجزار لعبت دورا كبيرا في الترويج لمعظم الأوراق والتوصيات غير الموثقة لإستخدام الإيفرمكتين، ربما كان ذلك هو السبب وراء اهتمام السيدة الأولي في ناميبيا بالتأكيد على أن البحث غير موثوق به من خلال صفحتها الشخصية على تويتر.

أثار كايل شيلدريك، طبيب وباحث من سيدني، مخاوف متعلقة بالورقة البحثية للجزار. وجد أن الأرقام التي قدمها المؤلفون للعديد من الانحرافات المعيارية المذكورة في الجداول "مستحيلة رياضيًا".

بالنظر إلى نطاق الأرقام الواردة في نفس الجدول، قال شيلدريك إن اكتمال البيانات دليلاً آخر يشير إلى احتمال تلفيقها، مشيرًا إلى أنه في الظروف الواقعية، فإن هذا شبه مستحيل.

على ارغم من أن الجزار اشار مسبقا إلي إشادة منظمة الصحة العالمية ببحثه إلا أن المنظمة العالمية حذرت في بيان نشر لها بتاريخ 31 مارس 2021 من استخدام الإيفرمكتين خارج التجارب السريرية المصممة جيدًا.

كما قال الجزار يوم 11 ديسمبر 2020، لجريدة الوطن أن البحث الذي قدمه حصل على المركز الأول من حلقة بحثية أجرتها جامعة ليفربول، شارك فيها علماء من أمريكا وفرنسا والهند وباكستان والعراق وبنجلاديش وإستراليا، حول فاعلية عقار إيفرميكتين لعلاج فيروس كورونا، والحقيقة أن أندرو هيل، من قسم الفارماكولوجي، مجرد زميل وطبيب مثل الدكتور الجزار ولم يتم منح البحث أي جوائز رسمية من جامعة ليفربول.

بحسب هيئة الدواء المصرية التي نقل عنها موقع مصراوي يوم 11 فبراير 2021، أن فاعلية دواء إيفرمكتين في القضاء على فيروس كورونا المستجد، لم تُثبت إلا من خلال التجارب المعملية، إذ إنّ أي دواء يحتاج للعديد من الدراسات السريرية لإثبات فاعليته وأمانه في الوقاية أو العلاج من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وبالرغم من أن هيئة الدواء المصرية أكدت على أن العقار يحتاج إلي مزيد من التجارب السريرية والتجارب المعملية، وهو تقريبا نفس الرأي الذي كتبه أحد المعلقين على البحث في موقع ريسيرش سكوير، إلا أن الجزاء رد عليه بإن جامعة بنها قد أقرت البحث وكفي، هل الجزار نفسه مقتنع بإن تقييم الأبحاث العلمية يقتصر فقط على أعضاء لجنة بجامعة كنت عميدها الاسبق فقط؟ في الحقيقة لا فهو من رد أيضا على شخص أخر يشكره على البحث ويطالب بعرضه علي لجنة علمية تتمتع بموثوقية ومصداقية، وكان رد الجزار المهذب بإنه يأمل في عرضها قريبا.

لم يعرض البحث اذا كما أكد الجزار في تعليقاته، فهل يستحق الشعب المصري بحث غير مقيم ومحكم بأعلي معايير التحكيم، أظننا نحتاج ذلك وهو الأمر الذي يدفعنا لكتابة هذا التقرير سعيا للحصول على إجابات موثوقة لمن صدق الجزار ومن تعلموا منه ومن يحتفوا به ويستقبلوه في قنواتهم وصحفهم.

جدير بالملاحظة أيضا ردود الجزار غير المنضبطة على من تقدموا لنقد البحث بطريقة علمية، فكتب أحدهم معلقا على الموقع الإلكتروني ريسيرش سكوير، للجزار لماذا لم تسجل بيانات المكان في وقتك البحثية حيث أن المعلومة مفقودة من الورقة؟

رد الجزار بإنه سجل البحث وحاصل على رقم للتسجيل من الحكومة المصرية.

في النهاية يجب أن نطرح عدة أسئلة على الدكتور الجزار الذي صرح فيما سبق أن بحثه حصل على المركز الأول من حلقة بحثية أجرتها جامعة ليفربول، ضمن العديد من الأبحاث الأخري، رغم أنه يؤكد في أحد التعليقات أن البحث به أخطاء وسوف يتم تصحيحها في التعديلات القادمة.

بقي أن أوضح أنه وفقا للدكتور الجزار لا يوجد لأستخدام هذا العقار أي أثار طبية جانبية، هكذا بمنتهي البساطة العلمية التي قد ترقي للسذاجة فلم يشتكي مريض من أي عرض ولم يسجل أحد من الطاقم الطبي أي عرض وهو ما اثار استغراب أحد الذين أطلعوا على البحث لكنه لم يتلقي سوي ما كتبه عميد طب بنها الأسبق..لم نلاحظ أي أقار جانبية.

وخاتما أحب أن أوجه عناية الدكتور أحمد الجزار إلي ضرورة إعادة النظر في تطوير لغته الإنجليزية والإبتعاد عن ترجمات وجوجل التي تغرق صاحبها وتربكه حين سؤاله عن تفسير لما اراد أن يعبر عنه. وأشدد على أنه لا يجوز لطبيب مصري حاصل فقط على درجة البكاليريوس أن يكون مستوي لغته الأنجليزية بهذا الشكل الذي صدمنا في التعليقات. فربما كان يقصد الجزار أن يدعو لصاحبة تعليق معين أن يشفي الله والدتها لكنه كتب بإنجليزية ركيكية God Improve her  ، فربنا يشفي الجميع.

فضيحة علمية أم حرب تجارية

01
01
02
02
03
03
04
04
05
05
06
06
07
07
08
08
09
09
010
010
011
011
012
012
013
013
014
014
015
015
016
016
017
017
018
018
019
019
020
020
021
021
022
022