الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

الجارديان تكشف وثائق تؤكد تورط بوتين فى دعم «ترامب» بالانتخابات الأمريكية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قاد عملية استخباراتية لدعم فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي أجريت في نوفمبر ٢٠١٦، أمام المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وقالت "الجارديان" نقلا عن الوثائق المسربة من قصر الرئاسة الروسي "الكرملين"، إن بوتين أعطى الإذن شخصيًا بعملية سرية لوكالة تجسس، لدعم دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام ٢٠١٦ خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن القومي الروسي.

وتشير الوثائق التي اطلعت عليها الصحيفة البريطانية، إلى أن الاجتماع الرئيسي عُقد في ٢٢ يناير ٢٠١٦، بحضور الرئيس الروسي، ورؤساء المخابرات وكبار الوزراء، واتفقوا على أنه في حالة وصول ترامب للبيت الأبيض، سيساعد في تأمين أهداف موسكو الإستراتيجية، وصدرت أوامر لوكالات التجسس الروسية الثلاث، بإيجاد طرق عملية لدعم ترامب، في مرسوم يبدو أنه يحمل توقيع بوتين.

وأضافت الصحيفة، أنه عند هذه النقطة كان ترامب هو المرشح الأوفر حظًا، في سباق ترشيح الحزب الجمهوري، وأوصى تقرير أعده قسم الخبراء، التابع لبوتين موسكو، باستخدام "كل القوة الممكنة" لضمان فوز ترامب.

وعرضت صحيفة الجارديان، الوثائق على خبراء مستقلين، فقالوا إنها تبدو أصلية، وأوضحت أن الكرملين رد باستخفاف، على هذه الأنباء، وقال المتحدث باسم بوتين، دميتري بيسكوف، إن فكرة اجتماع القادة الروس وموافقتهم على دعم ترامب "خيالًا عظيمًا"، في رده على صحيفة الجارديان صباح الخميس.

وتشير الصحيفة إلى"أحداث معينة"، وقعت خلال رحلات ترامب إلى موسكو، وتقول الوثائق إن القادة الروس، أكدوا أنه من الضروري للغاية استخدام كل القوة الممكنة لتسهيل انتخاب ترامب لمنصب رئيس الولايات المتحدة، وهذا من شأنه أن يساعد في إحداث"السيناريو السياسي النظري"، المفضل لدى روسيا، وتوقعت موسكو أن فوز ترامب سيؤدي بالتأكيد لزعزعة استقرار النظام الاجتماعي والسياسي في الولايات المتحدة، وسيشهد استياء خفي ينفجر في العلن.

وفيما يتعلق باجتماع يناير ٢٠١٦؛ أوضحت الوثائق، أن هناك صورة رسمية لهذه المناسبة، تظهر بوتين على رأس الطاولة، جالسًا تحت علم الاتحاد الروسي، ونسر ذهبي برأسين، وحضر الاجتماع رئيس الوزراء الروسي آنذاك، ديمتري ميدفيديف، مع وزير الخارجية المخضرم سيرجي لافروف، إضافة إلى سيرجي شويجو، وزير الدفاع المسئول عن المخابرات العسكرية الروسية، وميخائيل فرادكوف، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، في ذلك الوقت؛ وألكسندر بورتنيكوف، رئيس وكالة تجسس FSB، كما حضر نيكولاي باتروشيف، مدير FSB السابق، كسكرتير لمجلس الأم الروسي.

وتابعت الجارديان:"لم تذكر الوثيقة اسم هيلاري كلينتون، المرشحة الديقراطية، التي كانت تنافس ترامب في انتخابات نوفمبر ٢٠١٦، فيما أشارت إلى تضمنها بنود حول كيفية قيام روسيا بإدخال "إشاعات إلى وسائل الإعلام" في الحياة العامة الأمريكية، وتقول إن ذلك من شأنه أن يغير وعي الجماهير، خاصة في قطاعات معينة.

ووفقًا للوثيقة؛ تم منح كل وكالة تجسس دورًا، وصدرت تعليمات لوزير الدفاع الروسي، لتنسيق الجهود في هذه المهمة، وكان مسئولًا مباشرا عن جمع وتنظيم المعلومات الضرورية لاختراق أهداف إلكترونية أمريكية حساسة تم تحديدها من قبل.

ونفى بوتين مرارا، الاتهامات بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، ويبدو أن الوثائق تتعارض مع هذا الادعاء، وقالت "الجارديان" إن الرئيس الروسي، وضباط التجسس، وكبار الوزراء، كانوا جميعًا متورطين بشكل وثيق، في واحدة من أهم عمليات التجسس، وأكثرها جرأة في القرن الحادي والعشرين، وهي مؤامرة لإنجاح ترامب بالوصول إلى البيت الأبيض. وكشفت الوثيقة، عن أنه في أعقاب الاجتماع، الذي ترأسه الرئيس بوتين، شن عدد من القراصنة هجمات إليكترونية، وسربوا آلاف من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة، في محاولة للإضرار بحملة هيلاري كلينتون الانتخابية.

وقالت"الجارديان"، إن مصادر دبلوماسية كشفت عن رؤية المخابرات الروسية، لشخصية ترامب، وهو سمة من سمات تحليل وكالة التجسس في الكرملين، والذي يركز بشكل كبير على تكوين ملف شخصي للأفراد باستخدام علم النفس.