الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

موسم السيطرة المعلنة والصفقات المخفية.. أفغانستان في قبضة «طالبان» بعد الانسحاب الأمريكي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مخاوف جدّية من عودة حركة «طالبان» للحكم في أفغانستان عقب انسحاب القوات الأمريكية وحلفائها منها، إذ تستعيد هذه الحركة العديد من المناطق وتعيد فرض شكل صارم لما تزعم أنه الشريعة الإسلامية، وباتت تسيطر على معابر حدودية مهمة وعلى 85% من الأراضي الأفغانية، خرجت الدعوات الموجهة للشعب الأفغاني لضرورة مساندة الحكومة الأفغانية في ظل تمدد «طالبان» من جديد وبدأت الدعوات لتسليح أفراد الشعب، لمواجهة التمدد العسكري السريع للحركة. 

ويفرض مسلحو طالبان سيطرتهم من خلال نقاط تفتيش نصبوها على الطرق الرئيسية، للبحث عن الأشخاص الذين تربطهم علاقات مع الحكومة الأفغانية بعد توقيف السيارات والمارة لاستجوابهم.

وما إن بدأت أمريكا سحب قواتها من أفغانستان، حتى شرعت حركة «طالبان» في التوسع والسيطرة على مناطق واسعة، وقاد عناصرها هجومات متعددة على قوات الجيش الأفغاني ومراكزه وفي كثير من المناطق، ترك الجنود الأفغان مراكزهم وهربوا، حيث نشرت الحركة الجمعة 9 يوليو 2021، مشاهد تظهر سيطرتها على أكبر قاعدة عسكرية في إقليم زابول.

سيطرة على الأراضي

أعلنت حركة طالبان أنها باتت تسيطر على 85 بالمائة من الأراضي الأفغانية، بعد سيطرتها على معبرين أساسيين مع ايران وتركمانستان، لكن مسؤولين أفغان نفوا ذلك، فيما امتنع مسؤول أمريكي عن التعليق.

وقال مسؤولون في حركة طالبان، الجمعة 9 يوليو 2021، إن الحركة تسيطر على 85 بالمائة من أراضي أفغانستان، حيث نقلت وكالة رويترز عن أحد أعضاء وفد الحركة الذي يزور روسيا ويدعى «شهاب الدين ديلاوار» خلال مؤتمر صحفي قوله: «علمتم أنتم وبقية المجتمع الدولي على الأرجح أننا سيطرنا في الآونة الأخيرة على 85 بالمائة من أراضي أفغانستان»؛ لكنَّ مسؤولين حكوميين نفوا سيطرة طالبان على معظم أراضي البلاد، ووصفوا هذه التصريحات بأنها حملة دعاية أطلقتها الحركة مع انسحاب القوات الأمريكية من البلاد بعد قتال دام 20 عامًا.

وامتنع «جون كيربي» المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية عن التعقيب، ردًا على سؤال بشأن حجم الأراضي التي استولت عليها طالبان، حيث قال خلال مقابلة مع قناة «سي إن إن»: «إعلان السيطرة على الأرض أو تحقيق مكاسب لا يعني أنه يمكنك الحفاظ على ذلك أو الاحتفاظ به مع مرور الوقت. أعتقد أنه حان وقت نزول القوات الأفغانية إلى حقل القتال والدفاع عن بلدهم وشعبهم.. لديهم العدد والعتاد، والآن حان وقت امتلاكهم الإرادة».

مخاوف من العودة

على الرغم من مرور عقدين من الزمن على دخول القوات الأمريكية وحلفائها إلى أفغانستان، عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، لطرد تنظيم القاعدة الإرهابي من هناك، فإن انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بدأت حركة طالبان وقواتها في اجتياح مناطق أفغانستان في محاولة لبسط سيطرتها على البلاد تمهيدًا لتسلم السلطة مع حلول موعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، حيث باتت الحركة التي انهارت عقب دخول القوات الأمريكية هناك ووضع دستور جديد للبلاد، وجرت انتخابات رئاسية ديمقراطية، لكن الحركة شنت حربًا طويلة الأمد واستعادت قوتها تدريجيًّا وجرَّت معها مزيدًا من القوات الأمريكية وقوات الناتو إلى النزاع، على إثره استعادت الأراضي التي كانت تسيطر عليها وسط مخاوف عدة، أبرزها؛ عودة تنظيم القاعدة وتصدر المشهد من جديد.

قتلى ونازحون

وخلّفت سنوات الحرب في أفغانستان آلاف القتلى من الجانبين في أفغانستان وعبر الحدود في باكستان المجاورة، منهم مدنيون علقوا في هذا الصراع وقتلوا في ضربات جوية للتحالف وهجمات شنتها طالبان، حيث كان عدد المدنيين الذين قتلوا في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021 أعلى بكثير مما كان عليه قبل عام، وهي زيادة تعزوها الأمم المتحدة إلى استخدام العبوات الناسفة وعمليات القتل المستهدف، إذ شكّلت النساء والأطفال نسبة 43 في المائة من الضحايا المدنيين في أفغانستان في عام 2020.

وخلال عامي 2001 و2021 وعلى مدار عقدين من الزمن، قتل آلاف المدنيين في أفغانستان وباكستان في الصراع، حيث كان عدد قتلى الجيوش الأمريكية وحلفائها 3586، بينما قتل 75971 من العسكريين ورجال الشرطة الأفغان، و78314 من المدنيين، وفي الأخير 84191 من مسلحي المعارضة بما فيها طالبان، حيث شملت أعداد المدنيين العاملين في مجالات الإغاثة والصحفيين، بحسب معهد واتسون للشؤون العامة والدولية بجامعة بروان.

وأجبرت سنوات الصراع الملايين على الفرار من ديارهم، ولجأ بعضهم إلى بلدان مجاورة أو طلبوا اللجوء في أماكن أبعد، كما أصبح بعضهم مشردين وبلا مأوى داخل أفغانستان، إلى جانب ملايين آخرين ممن يعانون مشقة الحياة والجوع؛ ففي العام الماضي، نزح أكثر من 400 ألف شخص بسبب الصراع، ومنذ عام 2012، فرّ نحو خمسة ملايين شخص ولم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بعد.

وبحسب مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ما زال ملايين الأفغان دون مأوى، حيث تأتي أفغانستان في المرتبة الثالثة عالميًّا بالنسبة لعدد اللاجئين، ولا يعود للبلاد إلا عدد ضئيل جدًا من اللاجئين، واضطر 200 ألف إلى النزوح داخل البلاد في عام 2021.