الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رسالة النيل إلى القيادة السياسية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

إذا كان الكثير من المراقبين والمتابعين يقررون تضاؤل فرص الحل الدبلوماسي بين أثيوبيا من جانب ومصر والسودان من جانب آخر، إلا أن المؤشرات تشير إلى أن التدخل العسكري قد يكون واردا لاسيما وأن وزارة الخارجية المصرية قد أحالت ملف سد النهضة إلى جهات سيادية وهو الأمر الذي عملت مصر جاهدة على تلاشيه تجنيبا للمنطقة لويلات الحرب ولذا فقد استخدمت سياسة النفس الطويل على مائدة المفاوضات الإقليمية والدولية رغم تغطرس وعنترية الجانب الأثيوبي:( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
سد النهضة هو الورقة الوحيدة فى يد أبي أحمد كورقة سياسية للبقاء فى السلطة الإثيوبية، فسد النهضة لم يكن فى بداية إنشاؤه هدف اقتصادي أو تنموي، ولا يستطيع أحد فى إثيوبيا الإجابة على سبب أختيار رقم 74 مليار متر مكعب سعة السد؟".
إنها لا شك اللعبة الماسونية والمخطط لها منذ عشرات السنين للقضاء على مصر وجيشها إلى الأبد...
إن بداية اللعبة مسك اطراف خيوطها الجنرال الراحل عمر سليمان(صندوق المنطقة الاسود) وثعلب المخابرات المصرية ولكن كعادة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك كان يجمد معظم الملفات الشائكة بلا تحرك أو أخذ خطوات احترازية.
وهذا ما دفعت مصر ثمنه بعد ذلك عبر اندلاع ويلات الربيع العربي المزعوم حيث تزامن بناء السد مع اندلاع أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ تهديدا لمصر في الجنوب إلى جانب زرع الإرهاب في سيناء بوابة مصر الشرقية وتهديد مصر في الغرب الليبي إلى أن حل الإشكالية الخط الأحمر المصري بعد حرق الإرهاب ودفن قيادته في رمال سيناء الحبيبة درسا قاسيا لكل من يحاول المساس بأمن مصر القومي والاستراتيجي.
وبعد هذا كله أرى: أن الحل العسكري لأزمة سد النهضة قد يكون خيارا مطروحا لا غرو بعد أن بدت أثيوبيا في موقف المتحدي حتى الآن رغم الحديث عن امكانية استهداف السد عسكريا!
بل ما زلت أقرر أن ماتقوله أديس أبابا من أن ملء السد لا ينتقص من حقوق مصر أو السودان تمويها أثيوبيا تقف خلفه أجندات مغرضه ومعظمنا يعرفها جيدا.
وإذا كانت الحوادثما بين ناصر والسيسيقد تشابهت رغم اختلاف طبيعتها إلا أن رؤيتهما الاستراتيجية لكافة الأحداث والتحديات تظل واحدة عنوانها:(سلام لا استسلام)...
فهكذا تدور عجلة التاريخ بأن تحاول انتاج أحداثها مرة أخرى وفق متغيرات إقليمية ودولية كبيرة.
ولعلكسيدي القارئتتفق معي أننا لا نستطيع أن نرى من المستقبل إلا بقدر ما نراه بالعين المجرده من التاريخ... فمقدرة التاريخ ومدى تأثيره لا بقدر ما نقرأ عنه بل بقدر ما نقرأ فيه بإبصار وتمعن يأخذنا نحو التعلم الاستشرافي لأحداث الماضي وحكاياته وربطها بالماضي..
فالتاريخ ليس ماضيا يسرد فحسب بل واقعا نتعلم من دروسه نقاط الضعف والقوة،،،و هكذا  ينبغي أن يكون التاريخ.
(إذا انخفض منسوب النهر، فليهرع كل جنود الفرعون، ولا يعودوا إلا بعد تحرير النهر مما يقيد جريانه، الفرعون متأهب وجنوده دوما) عهد قديم وجد منقوشا على حائط مقياس النهر العظيم وكأنها رسالة لنا جميعانحن أحفاد الفراعنة كما يطلقون عليناأننا قادرون للدفاع عن هويتنا ووجودنا إما سلما وإما حربا فهذه مصر وهذا قدر الله في رجالاتها جيلا بعد جيل.
مصر ليست في رقاد، بل على الدوام مستيقظة، وسيظل نيلها في جريانه أبد الدهر، لكونه شريان حياتها، ومعصم نجاتها،ولن تستطيع قوة مهما كانت، أن تعكر صفوه مياهه الصافية،أو تمنع تدفق أمواجه الثائرة.
{وتنسابُ يا نيلُ حرًا طليقًا:لتحكي ضِفَافُكَ معنى النضالْ}.
نعلم أن المؤامرة كبيرة ويقيننا أن النصر لمصر إما تفاوضا وإما حربا فماذا لو أراد الله وأراد ذوي الشر.. وهل فوق إرادة رب العالمين إرادة؟