الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"عالم جديد رائع".. "دستوبيا" تناقش غياب الحرية وسيطرة الأنظمة المستبدة

أحدث ترجمة لرائعة الإنجليزي ألدوس هكسلي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعرض جناح "إضافة للنشر" أحدث ترجمة لرواية "عالم جديد رائع" للكاتب الإنجليزي ألدوس هكسلي، وللمترجمة أبرار عاكف الصيرفي، ضمن مشاركة الدار بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ52 المقامة حاليا بمركز المعارض بالتجمع الخامس، والمقرر أن يختتم فعالياته منتصف يوليو الجاري.
ووفق حديث للناشر أمير مصطفى، فإن الرواية جاءت في المرتبة الثالثة والخمسين ضمن أفضل 100 رواية عالمية حسب تصنيف BBC، وتتناول الرواية قصة الحياة في المستقبل حيث يسيطر العلم على البشر، تختفي المشاعر، ويقوم النظام بالسيطرة على الناس من خلال المخدرات والسيطرة على التكاثر من خلال إنتاج أطفال محددي الوظائف والرغبات، في مجتمع الكل به سعيد لكنه معدوم الحرية.
وأضاف "مصطفى" أن الرواية تعد تحفة فنية كلاسيكية، مبنية على فكرة "الدستوبيا" وتعني المجتمع الفاسد، وهو ما ناقشه الكاتب جورج أورويل بعد "عالم جديد شجاع" بأكثر من عقد، في روايته الشهيرة "1984". ويكشف الكاتب لنا تلاعب القادة بالتكوين العقلي والجسماني لطبقات المجتمع، في سعيهم لإلغاء ومحو الآلام والأمراض والخوف من الموت أو الشيخوخة والولادة الطبيعية، تحت شعار "الجماعة، الاستقرار، التشابه". كما تعالج الرواية إنكار النظام المستقبلي للروح الفردية والمشاعر الإنسانية كالحب والحزن والفرح والندم، والتضحية بحرية الإنسان والتكوين الطبيعي له في أن يكون إنسانًا.
بدورها قالت المترجمة وفق مقدمة الرواية: تمت ترجمتها للعربية من قبل بأكثر من عنوان منها عالم جديد شجاع وعالم جديد طريف وعالم جديد رائع. نشرت هذه الرواية للمرة الأولى عام 1932 وهي ضمن أفضل 100 رواية في اللغة الإنجليزية في القرن العشرين. قدمتها السينما الأمريكية في نسختين عامي 1980 وعام 1998 وقدمها التلفزيون الأمريكي في مسلس درامي العام الماضي 2020 وتأتي هذه الترجمة في محاولة لتقديم رواية مهمة من ذاكرة الأدب الإنساني لقارئ العربية في ترجمة أتمنى أن تحمل ولو النذر اليسير من روعة النص الأصلي.
وتابعت "الصيرفي": هذه الرواية طبقا للتصنيف الأدبي تنتمي لأدب الخيال العلمي وتحديدا الديستوبيا حيث تدور أحداثها في المستقبل البعيد الكابوسي لكن من وجهة نظري البحتة هي رواية عن الإنسان في رحلة بحثه عن الأبدية عن شعاع نور ينقذه من التخبط في الظلمات. سواء كان هذا قبسًا من نور إلهي في نهاية النفق الحالك أو كان ضوء صناعي زائف.. هي رواية عن الاختيار والحرية والسيطرة.
يشار إلى أن الكاتب الإنجليزي ألدوس هكسلي معروف بمعادته للحروب، معتبرا إياها خروجا عن الروح الإنسانية العامة، ونزوعا نحو الدمار، وعرف في الأوساط الثقافية والأكاديمية كمفكر إنساني بارع، وناقد ومحلل اجتماعي مهم، أثر في أجيال لاحقة من الكتاب والروائيين ولا سيما الروائي الكبير جورج أوريل.
ولد في إنجلترا 26 يوليو من عام 1894، وسط أسرة تلقت تعليما جيدا، فكان منهم المعلم والشاعر والروائي والعالم مما ساهم في توجيه فكره وثقافته، وقد تمتع بقامة طويلة للغاية مما جعل الأطفال يهزؤون بطوله في شبابه.
اختطف السرطان والدته، وترك في نفسه أثرًا عميقًا، خصوصًا إدراكه لمحدودية السعادة في حياة الإنسان. وسرعان ما ظهرت أعراض حزنه وهو يتابع دراسته في معهد إيتون الشهير حين أصيب بمرض عضال في عينيه تركه أعمى لمدة 18 شهرًا، ولم يشف منه إلا جزئيًا في عين واحدة، ما منعه من تحقيق حلمه في الدراسة العلمية ومواكبة أترابه لاحقًا في الجندية. تلا ذلك انتحار شقيقه.
كتب الشعر في بداية حياته، وظل حتى وفاته لا يتوقف عن الكتابة، نشر شعره أول الأمر في مجلة ويلز، ثم جمعه في ديوان عنوانه العجلة المحترقة نشره عام 1916، اشترك مع غيره من الأدباء في جمع ديوان شعر أكسفورد، وبقي شاعرا طوال حياته، ويعد الآن شاعرا ثائرا على ازدياد نفوذ العلم في الحياة. 
تنوع إنتاجه الأدبي بين المقالات والقصص والروايات والشعر، فكتب: الكروم الأصفر – رواية، عالم جديد رائع – الجزيرة – أبواب الإدراك- السجن- على الهامش- العجلة المحترفة. وتوفي ألدوس هكسلي، بلوس أنجلوس، إثر إصابته بمرض سرطان الحنجرة في 22 نوفمبر من العام 1963.