الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

وصف أيقونة الرسل الإثنا عشر الأطهار

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تجسد أيقونة الرسل الإثنا عشر الأطهار، تلاميذ المسيح الإثني عشر، حيث نجدهم مُتحلّقين حول مُجسّم بناء، وقد قصد كاتب الإيقونة وضعهم في ترتيب مُعيّن، إذ إن لكلّ رسول موقعه المُرتبِط بكرازته وبعلاقته برسول آخر.
يتصدّر في الصفّ الأماميّ مشهد الرسولان بطرس وبولس، المُلقّبان ب"هامتَي الرسل"، وهما يحملان مُجسّمًا يُمثّل الكنيسة الجامعة، "جسد المسيح السرّيّ"، المرموز إليها بالبناء الكنسيّ الحجريّ إن بطرس هو الصيّاد "سمعان بن يونا" من بيت صيدا، الذي لقّبه السيّد ب"الصخرة" والذي دعاه لأن يكون صيّادًا للبشر، والذي أنكر سيّده في وقت الشدّة ثم تاب توبة عظيمة.ذ إنه يُعرَف في الإيقونة بهيئته الدالّة على تقدّم مُعيّن في السنّ رمزًا لمكانته، كما نراه مُمسِكًا بيده ملفًّا يرمز إلى الرسالتَين الجامعتَين اللتَين كتبهما. أما بولس، فهو شاول الطرسوسيّ، "الفرّيسيّ إبن الفرّيسيّ"، "الإناء" الذي إصطفاه الربّ يسوع ليُرسله للكرازة، فيُصبح معروفًا بلقب "رسول الأمم"إنه يُعرَف في الإيقونة بسُحنته المُميّزة جدًا، وهو مُمسِك بكتاب ضخم يرمز إلى العدد الكبير من الرسائل التي كتبها خلال كرازته.
خلفهما مباشرةً، نلاحظ رسولَين إنجيليّين إرتبط كلّ منها بكرازة إحدى "الهامتَين". فيبدو مرقس الذي رافق بطرس وصولًا إلى مدينة روما (قلب العالم الوثنيّ إن صحّ التعبير)، ونراه حاملًا إنجيله الذي كتبه لمسيحيّي تلك الديار كما نجد لوقا (الطبيب اليونانيّ) الذي رافق بولس في كرازته، وهو يحمل كتابًا مزدوجًا، يحوي الإنجيل الذي كتبه بعد "تقصّي الحقائق منذ البداية"، وسفر "أعمال الرسل" ("إنجيل الروح القدس"، أو "يوميّات الكنيسة الأولى").
في الصفّ الأعلى، يتوسّط أندراوس مصافّ الرسل، فهو "المدعوّ أولًا" (له كرامة الأقدميّة)، ويُعرَف من هيئته المُميّزة جدًا (الشبيهة بهيئة يوحنا المعمدان، لأنه كان قبلًا تلميذه)، ويده على شكل برَكة (كما المسيح في إيقوناته). أما عن يمينه، فنرى مباشرةً يوحنا بن زبدى "التلميذ الحبيب"، و"المُتّكىء على الصدر الأقدس" (يُصوّر شيخًا في الإيقونة نظرًا لعمره المديد) حاملًا سفرًا ضخمًا يضمّ إنجيله الشهير كما رسائله الثلاث ورؤياه، وقربه أخاه يعقوب بن زبدى، الذي كان أول من قضى شهيدًا بين "الإثنَي عشر". أما خلفهما، فيظهر فيلبّس (من بيت صيدا) ونثنائيل "القانويّ" (المعروف أيضًا ببرثلماوس)، لارتباطهما بمعرفة وصداقة سابقتَين لمعرفتهما بالمسيح ولانطلاقهما إلى الكرازة سويّةً، ويُعرَف فيلبّس في الإيقونة من ملامحه الشابّة. أما على المقلب الآخر، أي عن يسار أندراوس، فنرى متى (العشّار سابقًا) حاملًا إنجيله الذي كتبه للمسيحيّين من أصل يهوديّ في أرض فلسطين. وخلفه أخيرًا، يظهر يعقوب بن حلفى (أخو المسيح ) الذي ترك لنا "رسالة جامعة"، وتوما "المُشكّك" الذي يُعرَف أيضًا بهيئته الشابّة.
يذكر ان الأشخاص الموجودين في الإيقونة، ليسوا كلّهم من تلاميذ "الحلقة الضيّقة" الذين ساروا منذ البداية مع السيّد في كرازته. فقد قصد كاتب الإيقونة حجب بعض الأسماء نظرًا لدورهم الأقلّ أهميّة (سمعان "القانويّ"، ويهوذا "تداوس"، ومتيّا)، وإدراج أسماء أخرى نظرًا لدورهم الكبير والأساسيّ في نقل الكرازة الإنجيليّة (بولس، ومرقس، ولوقا). إن كلّ رسول هو مهمّ وله مكانته ودوره في إيصال البشارة، لكن من أجل روحانيّة الإيقونة وللحفاظ على عدد ال12، تمّت عمليّة تبديل بعض الأشخاص.