الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أكتُب عن "مصر المُستهدفة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
.. حينما نقول إن "مصر مُستهدفة" فهذا ليس تهويلا أو ترهيبا أو فزاعة، لكن نقول ذلك لنعرِف ما يُحاك ضدنا من مؤامرات خبيثة تريد الشر لنا، نقول ذلك لنُدِرِك أننا أمام دِول تُبدِل مواقفها وتضرب بالمبادئ الإنسانية عرض الحائط، دِول تُغمِض عيناها عن قول الحقيقة ولا تقف في صف العدل وتتجاهل الدفاع عن الحق.

.. انكشف أمامنا الوجه الحقيقى للمجتمع الدولى، وأدركنا _ عن يقين _ أن المصالح هى التى تحكُّم العلاقات بين الدول، ولا عزاء للشعارات الرنانة التى تدعو للدفاع عن حقوق الإنسان، وعجبًا للمجتمع الدولي الذى انتفض _ منذ سنوات _ للدفاع عن "محمد صلاح سلطان" _ الإخوانى _ ناشط سياسي متورط في قضايا عنف وتم تقديمه للمحاكمة وحُكِم عليه بالسجن والآن لم نسمع صوتًا للمجتمع الدولي الذى يتغافل الضرر الواقع على (١٠٠) مليون مصرى و(٤٠) مليون سودانى، سيعطشون، أراضيهم الخصبة ستتحول لأراضي بور، نيلهم سيتعرض للجفاف، حياتهم مهددة.
.. نشاهد الآن فصلا جديدا من استهداف مصر وتركيعها وفرض الأمر الواقع عليها وحرمانها من مياه النيل، إنه فصل من فصول تعودنا عليه على مدى التاريخ، فلم يهدأ الأعداء، لا ينامون الليل حينما يَرَوْن "مصر" تتقدم للأمام وتنهض وتعم التنمية أرجاءها، يحاولون كسرها بكل السُّبُل، يحاولون فرض علينا السقوط والانهيار والفتنة لكننا نقاومهم ونكتب لهم الفشل فيما يخططونه لنا، تعودنا نحن على النصر، وأدمنوا هُم الفشل، تعودنا نحن على المقاومة والتماسك وضرب أروع الأمثلة في النضال والكفاح من أجل الوطن الحبيب، وأدمنوا هُم وضع الخطة تلو الأخرى والنتيجة فشل مُتكرر يلاحقهم وعار ما بعده عار يلاحقهم.
.. "إنهاك مصر وفتح أكثر من جبهة ضدها في وقت واحد" هذا ما نشاهده منذ نجاح ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، فقد حطمنا لهم مخططتهم الكبير الذين سعوا لتحقيقه وكان قاب قوسين أو أدني من التنفيذ لكن عدالة السماء ويقظة المصريين وأمانة القيادة وشرف القوات المسلحة جاءت لمصر بالنصر المبين وعادت مصر لشعبها، لم ييأس الأعداء وبدلوا الخطط ووجدنا الخطر يأتى من البحر المتوسط فاتصدينا له، فجاءوا لنا من الغرب من ليبيا فتصدينا له، فأعادوا اللعبة ودعموا الإرهابيين في سيناء فقضينا عليهم، ولذلك أخرجوا مُخطط (حرب المياه) من الأدراج، لكننا نتفهم جيدًا الوضع القائم لذلك لجأنا للطرق الدبلوماسية واستعانة بالله وصبرنا وتفاوضنا بشرط أن لا تنقُص مياهنا، ونضع عيننا في وسط رأسنا ونسير مع المجتمع الدولى للنهاية، نمتلك القوة، نعِرِف أن الحق معنا، سيفشل المخطط وسيلحق بسابقيه، هكذا علمنا التاريخ، ومن لم يتعلم من التاريخ فهو جاهل.
.. سيحفظ الله مصر، وسيُنجيها من شرور أعدائها، فقد كتب الله لهذا الشعب الأبي الحياة له ولأبنائه من بعده، لأنه شعب يكافح من أجل السلام، لا يجور على أحد، ولا يعتدى على حقوق أحد.. شعب مصر مُحب لأفريقيا ويتمنى لهم الخير والتنمية لكن لن يرضى بأن يُهدر حقه ويضيع نيله، سيقف مدافعًا عن كل نقطة مياه، ستحيا مصر بشعبها ونيلها (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).