على الرغم من الظرف الإستثنائي الذي تمر به تونس، بعد تفشي وباء كورونا المستجد، إلا أن عناصر جماعة الإخوان لا تأبه بالكارثة التي تحيق بالبلد المغاربي، ويسعى التنظيم الإرهابي للحصول على ما أصطلح عليه بـ"تعويضات الكرامة".
وتعاني تونس في الوقت الحالي من تفشي وباء كورونا، وأعلنت نصاف بن علي المتحدثة بإسم وزارة الصحة التونسية، قبل يومين أن المنظومة الصحية التونسية انهارت، أمام الوباء الذي يستشري في كل الولايات، وبادرت عدد من الدول لتقديم المساعدات إلى تونس في مقدمتها مصر، إلى جانب ليبيا وقطر والجزائر.وفي خضم كل هذه الأزمات التي تواجه الشعب التونسي، طالب أعضاء حركة النهضة التونسية المنتمية لجماعة الإخوان بصرف تعويضات تصل إلى 3000 مليار دينار تونسي لتعويض ما أسماهم بـ"ضحايا الاستبداد والمناضلين السياسيين" المنتمين للحركة قبل 25 يوليو الجاري، وكانت الحجة هي تعرضهم للضرر خلال فترة حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، الذي خلعه الشعب التونسي في أولى ثورات الربيع العربي.
وانتشر فيديو يعود تاريخه إلى الثاني من يوليو الجاري لرئيس مجلس الشورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني طالب فيه رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي بدفع التعويضات، وتفعيل "صندوق الكرامة" وصرف 3000 مليار دينار تونسي.وامتد الأمر إلى إطلاق "الهاروني" تحذيرا بأن حركة النهضة الإخوانية لن تسكت عن مطالب أنصارها، مهددا باستخدام القوة في حالة عدم الحصول على هذه التعويضات، حيث قال "في حال عدم الالتزام بالتاريخ المحدد، فإن الشباب الجديد لحركة النهضة سيأتي على الأخضر واليابس".
يذكر أنه في عام 2013 أقرت "هيئة الحقيقة والكرامة"، التي تم استحداثها في المجلس الوطني التأسيسي (2011-2014) الذي كانت تسيطر عليه حركة النهضة مع حليفيها حزبي "المؤتمر من أجل الجمهورية" و"التكتل من أجل العمل والحريات"، على إنشاء صندوق "الكرامة وجبر الضرر"، الذي أُعلن عنه في 2016، لكن لم يتم تفعيله بسبب الجدل لذي أثير حوله.
