الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

«Benedetta».. فيلم يثير الجدل بمهرجان كان السينمائي

فيلم Benedetta
فيلم "Benedetta"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار فيلم الدراما "Benedetta" للمخرج الهولندي الشهير بول فيرهوفن، جدلًا واسعًا عقب عرضه أمس الجمعة، ضمن أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في نسخته الـ74، والممتدة حتى 17 يوليو الجاري.

ويتبع الفيلم، المستند قصته حول دراسة تاريخية للكاتبة والروائية الأمريكية جوديث براون خطتها عام 1986 عن الحياة الجنسية المثلية للراهبات خلال عصر النهضة بإيطاليا، حياة راهبة إيطالية تدعى بينيديتا كارليني (فيرجيني إيفيرا)، تلتحق بدير بيسكيا في مدينة توسكانا الإيطالية في القرن السابع عشر، منذ سن مبكرة، كي تهب حياتها للكنيسة والعمل الديني، إلا إنها تعاني من رؤى دينية معينة تحدث اضطرابات عميقة في نفسها. ومع قدوم الراهبة الجديدة بارتولوميا (دافني باتاكيا) إلى الدير، تساعدها في تخطي معاناتها وتتطور العلاقة بينهما إلى قصة حب محرمة داخل أروقة الدير، تنتهي بإتهام بينيديتا بالمثلية الجنسية وسجنها لمدة 40 عاما.

وفور انتهاء العرض الأول للفيلم، جاءت ردود أفعال النقاد والجمهور متباينة إلى حد كبير، كون العمل يتعرض لقضية دينية جدلية كانت محل اشكالية وخلاف طيلة عقود، إلى جانب اعتماد مخرج الفيلم على رؤية جريئة وملتوية للعقيدة الكاثوليكية والقوى التي سيطرت عليها في عصر النهضة بإيطاليا، ولا يخلو بالطبع من عناصر يعتمد عليها "فيرهوفن" في أفلامه، مثل: "الجنس، العنف، الغموض الأخلاقي"، إضافة إلى تصويره أحد الأيقونات الدينية والمستخدمة كأداة جنسية.

ووصف الناقد بيتر برادشو، الذي منحه تقييما 2/5 بموقع "الجارديان"، الفيلم بأنه "يقدم لنا البذاءة فقط، مستخدمًا التدين كملابس ثابتة." لكنه ذكر أنه على الرغم من ذلك يوجد مشاهد مميزة، كذلك الذي تخوض خلالها بينيديتا معركة مع الثعابين في الكنيسة في أجواء من الهلوسة.

وقال الناقد نيكولاس باربر، منح الفيلم 5/5 بموقع "بي بي سي"، أن الفيلم لا يقتصر على مشاهد الجنس والعنف فقط، لكنه يقدم "فحص مدروس للسياسة والدين المنظم، واستكشاف لاذع للإيمان".

ويري جوردان مينتزر، الناقد بموقع "هوليوود ريبوتر"، أن السؤال الأكبر الذي طرحه فيرهوفن "ما فائدة هذا الإخلاص في وقت ومكان لا تملك فيه النساء سوى القليل جدًا من القوة. حيث إن كونك راهبة يعني التخلي عن الرغبات الجسدية والحريات الاجتماعية المحدودة" وما حدث خلال الفيلم هو "أحد الطرق الوحيدة لتحقيق الحرية داخل حدود سجن مقدس".

وأضاف مينتزر، أن الفيلم سوف يثير غضب المجتمعات المحافظة، بكل ما يعرضه من عري وإثارة مثيرة، معظمها يتعلق بالنساء. من المؤكد أن بعض المشاهدين سيجدون الفيلم مسيئًا، كما أن احتمالاته في شباك التذاكر الأمريكية ستكون قاتمة تماما مثل الشموع المضاءة داخل دير بيسكيا.

وانتقد مخرج الفيلم بول فيرهوفن ما اسماه "التطرف" الجديد الذي يسيطر على السينما، قائلًا إن النقاد "لا يريدون النظر إلى واقع الحياة".
وتحدث فيرهوفن بلهجة حادة خلال المؤتمر الصحفي للفيلم "أنا لا أفهم حقًا كيف يمكنك أن تعترض حقًا على شيء حدث بالفعل، حتى في عام 1625". وأشار إلى أنه "لا يمكنك تغيير التاريخ، ولا يمكنك تغيير الأشياء التي حدثت، لذلك أعتقد أن الأعتراض في هذه الحالة هو غباء".

وردًا على مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" الذي سأل عن كيفية صنع فيرهوفن لمشهد أثار جدلًا واسعا، حيث يتم استخدام أيقونة لمريم العذراء كوسيلة مساعدة جنسية، أجاب المخرج بحدة: "حسنًا، لقد رأيت الفيلم". كما أثار سؤال من مراسل فرنسي حول "هستيريا" جديدة تتعلق بالعُري، غضبه، قائلًا: "لا تنسوا، الناس عندما يمارسون الجنس يخلعون ملابسهم". كما عبر عن دهشته من أن المشاهدين لا يريدون النظر إلى واقع الحياة "لماذا يتم تصدير كل هذا التزمت، إنه خطأ في رأيي".

وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها المخرج الهولندي الجرئ الجدل في أفلامه البعيدة كل البعد عن المساوات الأخلاقية التي يبحث عنها عادة أنصار "السينما النظيفة"، وهو ما تجلى في فيلمه الشهير "Basic Instinct" إنتاج 1992، وظهرت خلاله شارون ستون باعتبارها رمزًا للجنس والشهوة، الأمر الذي دفع بطلة الفيلم إلى صفع "فيرهوفن" على وجهه عقب العرض الأول للفيلم، حسبما قالت في مذكراتها. وفي فيلمه قبل الأخير "Elle" إنتاج 2016، ترشحت بطلته إيزابيل أوبير للأوسكار، قدم فكرة "الاغتصاب" بمفهوم خالف توقعات المشاهدين.