الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الخريف المصري انتهى.. حديث الحرب "3"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الجمهورية الجديدة لم تعد تعرف "الخريف" ولا تعترف بأنه سيمر على القاهرة مرة أخرى، ولم يعد أحد فصول السنة حسب التوقيت والتقويم المصرى الجديد.
ربما لا يتحدث المصريون عن شىء آخر سوى السد الإثيوبى، وماذا ستفعل مصر وأي الخيارات ستلجأ إليها القاهرة في ظل العجز الدولى والاستكبار الاثيوبى الزائف؟.
ويظل العنوان الأبرز في الشارع المصرى هو "حديث الحرب" ولماذا لا نعلن الحرب دفاعا عن حقوقنا التاريخية بل ودفاعا عن وجودنا، والعالم كله يسمع ويرى التعنت والاستعلاء الإثيوبي الذى طفا على السطح مثل مرض جلدى في صيف ملتهب، لماذا لا نفعلها والعالم يكتفى بالفرجة تواطؤا فلا هو يحرك ساكنا ولا نسمع منه دعوة لتطبيق القانون الدولى ؟! وهل يظل هذا العالم متفرجا صامتا إذا ما تحركنا بعتادنا وعدتنا ؟.
ولعلنا ونحن نراقب الموقف وتطور الأحداث يتبادر إلى أذهاننا سؤالا يبدو بديهيا هل هناك من يريد توريط مصر في حرب طويلة خارج حدودها ليستنفد مواردها وطاقتها ويغير مسار أجندتها الوطنية في التنمية والبناء وبعد أن أصبحت القاهرة رقما فاعلا في المعادلة الإقليمية ؟ حرب تُوجه لها موارد الدولة ونتعامل مع ( اقتصاد حرب ) بكل ما يعنيه ذلك ؟ الإجابة بالقطع نعم، من مصلحة أطراف كثيرة أن تنكفىء مصر على الداخل، أن تنشغل بأزماتها فما بالنا إذا تهيأت الأجواء لتنجر لحرب عسكرية خارج حدودها في محاولة لإعادة كتابة التاريخ، وهنا لا ننسى ما أعلنه الرئيس السيسي بأن ما حدث في يونيو ٦٧ لن يتكرر مرة أخرى وكأنه كان يستبق الأحداث ويقرأ وفق تحليل دقيق والمعطيات ما هو قادم، ويبعث للجميع رسالة واضحة بأن مصر قادرة على استيعاب دروس الماضي وتجاوز أخطائه وهى تتعامل مع تعقيدات وتشابكات الموقف في المنطقة وأزماتها.
الحرب ليست خارج حسابات القيادة المصرية التى أعلنت أن " كل الخيارات مطروحة"، ولها ميقاتها المعلوم إذا كتبت علينا وهى كره لنا، ولكن كلفتها باهظة الثمن حتى على المنتصر، وحساباتها معقدة وتداعياتها كثيرة على موازين القوى وعلاقاتنا مع دول الإقليم التى تهاب مصر وتتمنى توريطها أو استنزافها وإضعافها، هذه الأطراف والبعض منها يتم استخدامه كلما وصلت قدرات مصر إلى حد يمثل تهديدا لها أو خصما من نفوذها تم إرباكها وإنهاك قوتها وقواتها.
التجربة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي قدمت نموذجا جديدا وفريدا في كيفية بناء دولة على شفا الانهيار وانتهجت أسلوبا غير تقليدي في التنمية والإعمار والبنية الأساسية وسط مخاطر داخلية غير مسبوقة وتهديدات في قلب الإقليم وعلى أطرافه، حدث هذا وفى وقت قياسى لم يتوقعه كثيرون وراهن على فشل التجربة خصوم وحلفاء.
تعلم دولتنا جيدا خطورة وتداعيات الحرب، وتعلم متى تتخذ القرار في الوقت المناسب، فالتوقيت ملك القيادة وحدها، هذا القرار الصعب يتطلب إجراءات وتحركات واستعدادات لتجهيز مسرح عمليات الحرب داخليا وخارجيا، سياسيا واقتصاديا، دبلوسيا وعسكريا، واستدعاء كامل لقدرات الدولة واستنفار شامل للوطن بمؤسساته وتعبئة وطنية وشعبية ليكون الجميع على قلب رجل واحد وخلف القيادة السياسية.. نحن قادرون فاطمئنوا، فمن لم يغامر بِنَا في أزمات سابقة لن يضيعنا فيما هو قادم.