الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مبادرة حياة كريمة.. بناء الإنسان وتحقيق التنمية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى في مستهل سنة 2019 مؤسسات وأجهزة الدولة بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدنى لتوحيد الجهود بينهما والتنسيق المُشترك لإطلاق مبادرة وطنية على مستوى الدولة لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجاً .
فور إطلاق الرئيس لمبادرة حياة كريمة تحركت كل أجهزة الدولة فى اتجاه تنفيذ تلك المبادرة لتحقيق أهدافها والوقوف بجانب الفئات الأكثر احتياجا فى كل المجالات كالصحة والتعليم والسكن.
وخصصت الحكومة 103 مليارات جنيه لمبادرة "حياة كريمة" لغير القادرين وتطوير القرى الأكثر احتياجاً وتوفير كافة المرافق والخدمات الصحية والتعليمية والأنشطة الرياضية والثقافية.
وتستهدف مبادرة حياة كريمة لتطوير القرى، السعى لتحقيق التنمية الاقتصادية، وتوفير فرص عمل مستدامة للشباب من خلال إنشاء مجمعات صناعية، والعمل على التأهيل المدنى لسكان هذه القرى، بما يمكن من دعم الشباب وتحجيم الهجرة الداخلية وزيادة التشغيل، وتسعي الحكومة على إحياء ودعم الصناعة الوطنية ضمن مبادرة حياة كريمة، كما أكدت على مشاركة المصانع المصرية في مبادرة حياة كريمة، والتى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى لتحسين مستوى معيشة القرى الريفية وتحقيق التنمية المستدامة بجميع أنحاء الجمهورية، والتى تمثل فرصة متميزة للصناعة الوطنية، حيث ستسهم فى تشغيل المصانع بكامل طاقاتها الإنتاجية، كما تمثل فرصة لدخول استثمارات جديدة فى السوق المحلى فضلاً عن خلق فرص عمل جديدة للشباب.
وفي إطار السعي نحو تحقيق التنمية الاقتصادية في إطار مبادرة حياة كريمة - فإن الدولة المصرية انطلقت نحو تحقيق ذلك من خلال تقديم تمويل ميسر للمشروعات متناهية الصغر والمشروعات الصغيرة من خلال صندوق التنمية المحلية وبرنامج مشروعك، وكذلك دعم 19 قرية مستحدثة بالظهير اقتصادى للقرى القديمة، وكذلك دعم التكتلات الإنتاجية الواعدة بمحافظات سوهاج وقنا وأسيوط والمنيا، وكذلك توفير الأراضى المطلوبة وتيسير الحصول على التراخيص لإنشاء المجمعات الحرفية، بالإضافة الي استخراج رخص تشغيل المحال التجارية، وتعزيز توفير فرص عمل من خلال المشروعات الإنشائية، والتوسع فى تنفيذ مبادرة شغلك جنب قريتك، بالإضافة إلى تطوير الأسواق القروية والمواقف داخل القرى الأم.
إن مبادرة حياة كريمة تسهم في تحقيق ركائِز التنمية الإقليميّة الـمُتوازنة، حيث إن حياة كريمة أَكْبَر الـمُبادرات التنموية فِي تَارِيخِ مِصْرَ بَل والعَالَـم، سَوَاءً فِي حَجْمِ مُخصّصاتها الـمالية أو عَدَدٍ الـمُستَفِيدِين، فَهِي تَجْرِبَة تنموية مِصْرِيَّة مُتَكَامِلَة وَشَامِلَة ذَات أَثَر اقتصاديّ وَاجتماعيّ وبيئيّ إيَجَابِيّ واسِع النِطاق، تَهْدِفُ إلى تَغْيِيرِ وَجْه الرِّيف الـمصري تنمويًا إلى الْأَفْضَلِ، والارْتِقَاء بِكَافَّة الْجَوَانِب الـمُتعلّقة بِمُسْتَوًى مَعِيشَة الـمواطن الـمصري كَالصِّحَّة، وَالتَّعْلِيم، وَمِيَاه الشُّرْب، وَالصَّرْف الصحى، ورصف الطُّرُق، وَالرِّيَاضَة وَالثَّقَافَة.
كما أن مبادرة حياة كريمة تسهم في مُعَالَجَة الفجوات التنموية وَتَحْقِيق التَّنْمِيَة الإقْلِيمِيَّة الـمُتوازنة، من خلال وَضْعُ ضَوَابِط ومُحدّدات لِاخْتِيَار الْقُرَى الَّتِي تَغَطِّيهَا الـمُبادرة، وفقًا لفكرة الاستهداف والتخطيط الْقَائِمِ على الْأَدِلَّةِ، وَذَلِك بِالِاعتماد على قَوَاعِدِ الْبَيَانَات الـمتوافرة فِي الدَّوْلَةِ مِنْ خِلَالِ الْجِهَاز الـمركزي للتعبئة الْعَامَّة وَالْإِحْصَاء مِنْ بَحْثِ الدَّخَل وَالْإِنْفَاق وَالِاستهلاك، والتِعداد الاقتصاديّ 2017/ 2018، والـمسح الشَّامِل لِخَصَائِص الـمُجتمع الـمحلي 2020، وَاَلَّذِي يُقَدِّم وصفًا شاملًا للخصائص الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والبيئية لِكُلّ قَرْيَة، وَحَالَة كَافَّة الْخِدْمَات الـمُتَوفِّرة بِهَا.
ويعد إطْلَاق الـمرحلة الثَّانِيَةِ مِنْ الـمبادرة يَأْتِي استكمالًا لنجاح الـمرحلة الْأُولَى الَّتِي تَمَّ إطْلَاقُهَا فِي يَنايِر 2019 واستهدَفَت 375 قَرْيَة وأسهمت فِي التَّخْفِيفِ مِنْ حَدِّة تَأْثِيرَاتٌ فَيْرُوس كورونا عَلَى حَيَاةٍ 4.5 مِلْيُون مَوَاطِن، وَهُوَ مَا سَاعَد فِي خَفْضِ معدلات الْفَقْرِ فِي بَعْضِ الْقُرَى بِنِسْبَة 14 نُقْطَة مِئَوِيَّة، ونتج عَنْه تَحْسُن مَعْدَل إِتَاحَة الْخِدْمَات الأسَاسِيَّة بحوالي 50 نُقْطَة مِئَوِيَّة فِي بَعْضِ الْقُرَى، حَيْثُ تَمَّ الِانْتِهَاء مِنْ إنْشَاءِ 51 وَحْدَه صِحِّيَّة، وَإِنْشَاء 1534 فَصْلًا دِراسِيًا، وَإتاحَة خِدْمَات الصَّرْف الصحي فِي 37 قَرْيَة، وَرَفَع كَفَاءَة 5339 مَنْزِلًا، فضلًا عَنْ غَيْرِهَا مِنْ التدخُّلات التنموية الَّتِي تَتَلَاقَى مَع كَافَّة أَهْدَاف التَّنْمِيَة الـمُستَدَامَة الـسبَعَة عَشر.
ولاشك أن حرص الْحُكُومَةُ المصريه عَلَى وَضْعِ منهجية وَأَدَوَات لتقييم الْأَثَر التنموي لِلْمُبَادَرَة خُصُوصًا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِخَفْض معدلات الْفَقْر وَالْبَطَالَة، وَتَحْسِين جُودِة الْحَيَاة وَإتَاحَة الْخِدْمَات الأسَاسِيَّة، وَتَحْقِيق رِضَا وتطلّعات الـمواطنين- ساهم بقوة في تحقيق أهدافها وتأكيد نجاحها.