السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

وش إجرام.. القصة الكاملة لمقتل "شهيدة الشرف" بالدقهلية

المجني عليها
المجني عليها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"البحث عن فضيحة".. الجملة السابقة لم تكن فقط مجرد عنوان للفليم الكوميدي الشهير الذي قام ببطولته الفنان عادل إمام قبل منتصف السبعينيات، بل تحول لعنوان لجريمة قتل بشعة دارت أحداثها وفصلوها داخل إحدي قرى محافظة الدقهلية، راحت ضحيتها فتاة عشرينية تدعي «إيمان حسن» والتي لم تدر أن القدر سوف يوقعها تحت براثن زوج بلا قلب، تجرد من مشاعر الرجولة والإنسانية، بعدما اتفق مع شخص يعمل معه على اغتصابها، ضاربا بكل العادات والشرع والقانون عرض الحائط، فبدلا من حمايتها بحث لها عن فضحية وقدمها «قربانًا» لشريكه حتى يتمكن من تطلقيها والزواج بأخرى، لوجود خلافات زوجية دائمةً بينهما، ورفْضِ أهله رغبتَه في تطليقها، ففكَّر في اختلاق واقعة تُخلُّ بشرفها لإنهاء علاقته بها، فاتفق مع عاملٍ لديه على أن يتوجه لزوجته بمسكنهما، ويواقعها كرهًا عنها، مستغلًا في ذلك إصابتها بنوبات من ضيق التنفس والإغماء تَحُولُ دون مقاومتها؛ ليحضر هو خلال ذلك متظاهرًا بضبطها على تلك الحالة المخلة، فيُنهي علاقته معها، وذلك مقابل مبلغ نقدي اتفق على تقديمه لشريكه.

ولتنفيذ ما اتفقا عليه تخفى العامل في زي امرأة منتقبة، وتسلَّمَ من الزوج نسخة من مفتاح بوابة العقار محل مسكنه، وترك الزوج مفتاح المسكن في بابه يوم الواقعة، فتمكن العامل بذلك من الدخول، والذي كان قد عقد عزمه على قتل المجني عليها قبل مواقعتها، فأخذ من دورة المياه رباط رداء استحمام المجني عليها -الروب- وانقضَّ عليها في غرفة نومها فخنقها به، وأطبق بيديه على عنقها حتى أزهق روحها، ثم واقعها عقب وفاتها، ولما لقي زوجها لاحقًا أعلمه بما فعل، فأبدى الأخير رضاه عن ذلك لرغبته في التخلص من زوجته.

ومن جانبها عاينت «النيابة العامة» وقتئذ مسرح الحادث، وتبينت من مناظرة جثمان المجني عليها وجودَ سحجاتٍ برقبتها وجرحٍ بوجهها، وعثَرَ خبراءُ «الإدارة العامة للأدلة الجنائية» الذين انتدبتهم «النيابة العامة» لرفع الآثار من مسرح الواقعة على آثارٍ شبيهة بالدماء على رباط رداء ما بعد الاستحمام الخاص بالمجني عليها، وآثارٍ تُشبه مَنيَّ الرجال بمنديل وقطعة قماشية، وأخذت قُلامات أظافر من يد المجني عليها لفحصها.

كما سألت «النيابة العامة» صاحبة المحلِّ الذي اشترى منه العامل المتهم النقاب الذي تخفَّى فيه، فشهدت بذلك وأنه أجرى اتصالًا بشريكه عقب إتمام الشراء لإعلامه بما فعل، وشاهدت «النيابة العامة» كاميرات المراقبة بالمحل وتبينت منها تواجد العامل المتهم فيه.

وكذا سألت «النيابة العامة» صاحب المحل الذي اشترى العامل المتهم منه الجلباب النسائي الذي تخفى فيه، والخياط الذي قصَّر لديه الجلباب، اللذين أكدا تواصُلَ العامل المتهم مع شريكه هاتفيًّا لإعلامه بما يفعله، وأوضح الخياط تحدُّثَه إلى زوج المجني عليها هاتفيًّا لضبط مقاس الجلباب، الذي كان يناسب طول العامل المتهم، فيما أكدت تحريات الشرطة عن ارتكاب المتهميْنِ المذكورين الواقعة، وعقب انتهاء التحقيقات أحالت النيابة العامة المتهمين لمحكمة الجنايات.

 إحالة أوراق المتهمين إلى فضيلة المفتي

 قضت الدائرة الثالثة بمحكمة جنايات المنصورة برئاسة المستشار أحمد فؤاد، يوم الأحد الموافق 18 أبريل من العام الجاري، بإحالة أوراق أحمد رضا الشحات الزوج المتهم بتلفيق قضية شرف لزوجته والمتهم الثانى المشارك في الجريمة ويدعى حسين محمد عبد الله إلى فضيلة المفتى وتحديد جلسة 22/6/2021 للنطق بالحكم في القضية المعروفة إعلاميا بقضية الشرف.


جنايات المنصورة تقضي بإعدام المتهمين

 قضت محكمة جنايات المنصورة بمحافظة الدقهلية أمس الثلاثاء، حضوريا بإعدام المتهمين في قضية "شهيدة الشرف" بعد تصديق فضيلة المفتي على قرار إعدامهم، باتهام زوجها وعامل بقتلها بعدما اتفقا على تلفيق قضية خدش شرفها وتشويه سمعتها وتطور الأمر إلى قتلها أثناء مقاومتها.

صدر الحكم برئاسة المستشار أحمد فؤاد الشافعي، رئيس المحكمة، وعضوية المستشار خالد عبد الحميد السعدنى، والمستشار الدكتور خالد عبد الهادي الزناتي، والمستشار شعبان إبراهيم غالب، وأمانة السر سامح الموافى وأحمد عاشور محمد جمال وذلك في القضية رقم 7431 لسنة 2020 جنايات مركز طلخا، والمقيدة برقم 1414 لسنة 2020 كلي جنوب المنصورة.

 وعنف المستشار أحمد الشافعي، رئيس محكمة جنايات المنصورة، المتهم بالاتفاق على قتل زوجته عن طريق الاستعانة بأحد العمال لديه لاغتصابها، وتلفيق قضية شرف لها، بقرية ميت عنت التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية في القضية المعروفة إعلاميا بـ"شهيدة الشرف".

ونادي رئيس المحكمة على كلا من المتهمين "أحمد. ر" 33 عامًا، عجلاتي، و"حسين. م" 22 عامًا، صاحب محل ملابس، في قضية قتل إيمان عادل، عمدًا - بأن دلف إلى الأول إلى مسكنها خلسة، وما أن ظفر بها حتى انقض عليها وكمم فمها وأطبق بكلتا يديه حول عنقها حتى خارت قواه بتر=حريض من الزوج.

 وقال رئيس المحكمة قبل النطق بالحكم: "بسم الله الحق العدل.. بسم الله الذي لا يظلم تحت سمائه أحد، إن هذه الجريمة التي نحن بصددها أوجعت وأدمت القلوب وهزت وجدان هذا المجتمع المصري ولا يزال أثرها في النفوس حتى الآن منذ وقوعها بتلك الصورة الموجوعة المفزعة لكل أبناء هذا المجتمع الآمن، جريمة شروع في اغتصاب وقتل المجني عليها التي هي زوجة للمتهم الثاني، اتفق مع المتهم الأول وكان رائدهما الشيطان واتفقا فيما بينهما على أن يقوم الأول باغتصاب زوجة الثاني قتلها".

وأضاف رئيس المحكمة كلماته قالا: "ما قمتم به جريمة ينعدم فيها شرف الرجال ونخوتهم وغيرتهم على أعراضهم، غريبة عن هذا المجتمع! فكيف لهذا المتهم الثاني الذي خان الأمانة التى ائتمنها الله عليها وهي تلك الزوجة المجني عليها يروعها ويفزعها وهي آمنة في بيتها "بيت الزوجية" تخمرت في ذهنه فكرة التخلص منها بإلصاق جريمة مخلة بالشرف "مصطنعه" مع المتهم الاول وقتلها مقابل حفنة جنيهات بأن امد المتهم الأول النقود اللازمة لشراء ثياب النساء ليتخفي بها عن أعين الناظرين حتى يتمكن من الدلوف إلى لمسكنها، وبهذا الأمر تمكن من إتمام جريمتهما بالشروع في اغتصابها إلا أنها أبت أن تسلم شرفها للمتهم الأول وقاومته حتى أسلمت روحها إلى بارئها تنطق بالطهارة والشرف والعفة راضية مرضية تاركة من خلفها رفا لوالديها ولذويها ولطفلها الذي لم يبلغ من عمره تسعة أشهر".

 وتابع رئيس المحكمة كلماته: "لم يثنيه "المتهم الأول" صرخات هذا الطفل وبكاءه لقسوة قلبه وتجرده من كل مشاعر الإنسانية والرجلة فقتلها ليصبح هذا الطفل يتيما دون أمه التى ترعاه هو في أمس الحاجة إليها لذلك تمكنا من إتمام جريمتهما التي تنطق بالخسة والندالة".

 واختتم كلماته: "أنتما تحالفتما مع الشيطان، فكان الشيطان رائدكما فجئتما بالخسران المبين وغضب من الله ورسوله، فكان جزاؤكما من جنس عملكما".

 وبكت أم الضحية عقب صدور الحكم، وقالت: "حقِك رجع يا إيمان ربنا رجعلك حقك في الدنيا يا بنتي، نفسي أشوفه مشنوق زي ما شنق بنتي وهي بتدافع عن شرفها".