الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

فوز "رئيسي" يمهد لسيطرة المتشددين على إيران بشكل كامل.. طهران في الطريق إلى مزيد من القمع وتهميش النشطاء.. ونسبة المشاركة الأقل في تاريخ البلاد المعاصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يمهد فوز المتشدد إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية الإيرانية الطريق أمام الفصيل المتشدد للسيطرة على إيران بشكل كامل، كما سيؤدي هذا أيضًا إلى تنحية التيار الإصلاحي بشكل شبه كامل من دائرة الحكم في بلاد فارس.


المتشددون يسيطرون
إبراهيم رئيسي كان قد ترشح على رئاسة إيران لأول مرة في عام 2017، وخسر رجل الدين المحافظ خسارة فادحة، وفشل في كسب الناخبين الطموحين الذين علقوا آمالهم على الاتفاق النووي للجمهورية لفتح البلاد.
بعد مرور أربع سنوات، مهد انهيار اتفاق 2015 الذي وقعته إيران مع القوى العالمية، وأزمة اقتصادية طاحنة ناجمة عن العقوبات الأمريكية، وأصوات الناخبين المحبطين، وتصميم النظام على عودة متشدد إلى منصبه، الطريق أمام فوزه الانتخابي بنسبة 62 في المائة من الأصوات.
وكانت نسبة المشاركة 48.8 في المائة هي الأدنى في تاريخ إيران المعاصر، واختار 3.7 مليون شخص إفساد أصواتهم، أي أكثر من التصويت لصالح أي من منافسي رئيسي.
وحسبما ذكرت صحيفة فايننشيال تايمز، قال حسين يزدي، وهو ناشط إصلاحي، "رسالة الانتخابات هي أن الفصيل المنشق أكبر بكثير من أنصار رئيسي".
وافترض كثير ممن ابتعدوا عن مراكز الاقتراع أن النتيجة كانت مقدرة بعد أن منعت السلطات المرشحين الإصلاحيين البارزين من الترشح.
وقال محللون إن فوز رئيسي زاد من فرصه في خلافة خامنئي البالغ من العمر 82 عاما في منصب المرشد الأعلى بعد وفاته.


تهميش الإصلاحيين
ويأمل أنصار رئيسي أن يتمكن من إنهاء الاقتتال بين الفصائل الذي أفسد النظام خلال الولاية الثانية والأخيرة للرئيس حسن روحاني، التي تنتهي في أغسطس.
وبعد فوز رئيسي، سيكون للمتشددون الدور الأبرز في إيران والسيطرة الكاملة، وسيكون هذا من خلال اتخاذ بعض الإجراءات.
وسيسعى المتشددون إلى مزيد من تهميش وقمع النشطاء المؤيدين للديمقراطية.
ولطالما كانت هناك مخاوف بشأن سجل رئيسي في مجال حقوق الإنسان، وهو الآن يهدد بتشويه مصداقيته في الداخل والخارج بينما تتفاوض طهران مع القوى العالمية للتوصل إلى اتفاق لإعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات.
وتعليقًا على ذلك، قال المحلل السياسي والدبلوماسي السابق، سيد جلال ساداتيان، في مقال له بصحيفة "آرمان ملي"، إن حكومة رئيسي القادمة لو أرادت حقا حل مشكلات البلاد الاقتصادية فيتوجب عليها حل مشكلة المفاوضات، مؤكدا أن عدم تحديد مصير هذه المفاوضات يعني عدم القدرة على معالجة المشكلات الاقتصادية للبلد.
وأضاف ساداتيان: "البلاد الآن باتت على أعتاب انفجار اجتماعي، ولو لم تقم الحكومة بحل هذه المشكلات كما وعدت فإن حدوث أي شيء يصبح ممكنا، والسلطةُ تدرك ذلك جيدا".
وسيكون المشهد السياسي العام في إيران خلال الفترة القادمة أصوليًا محافظًا بشكل كامل، وبات الأصوليون والمحافظون يسيطرون على جميع مفاصل الدولة، سواء في البرلمان أو الرئاسة أو بقية المؤسسات ومراكز القرار.
وقال رئيس تحرير صحيفة "جمهوري إسلامي"، مسيح مهاجري، إن جميع السلطات الثلاث إضافة إلى مجلس صيانة الدستور وقوات الشرطة وجميع مؤسسات السلطة أصبحت تتبع تيارا محددا التيار الأصولي.
وذكر الكاتب أن الأصوليين وبسبب ما يمتلكونه من موارد مالية هائلة قد يستخدمون هذه الأموال لتسكين آلام الناس المعيشية بشكل مؤقت.
فيما يعتقد أنه على صعيد السياسة الخارجية قد يجني الأصوليون ثمار الاتفاق النووي.