الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تحديات الصحف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف الاجتماع المشترك بين الهيئة الوطنية للصحافة ورؤساء الصحف القومية مع وزير الإدارة المحلية اللواء محمود شعراوي والذي عقد الأيام الماضية عن نتيجتين الأولي إيجابية والثانية سلبية بشكل عام.
فيما يخص النتيجة الإيجابية عكس الاجتماع اهتمام الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة عبد الصادق الشوربجي بمطالب رؤساء الصحف القومية التى تقدمت بها مؤسسات الأهرام – الأخبار والجمهورية من أجل حل المشكلات والتشابكات العالقة بين المؤسسات الصحفية من جهة ومع المحافظات من جهة أخري.
وهي التى تحتوي على ملفات تتعلق بالأراضي التى تم تخصيصها للمؤسسات الصحفية لإقامة مشروعات استثمارية منها مشاريع تعليمية "أكاديميات – كليات" أو مخازن أو أماكن للمطابع وغيرها من أراض لإنشاء المصايف للعاملين بتلك المؤسسات.. يضاف إلى ذلك ملف الإعلانات الداعم للمؤسسات الصحفية القومية.
وقد استجاب اللواء محمود شعراوي وزير الإدارة المحلية في الاجتماع المشترك مع رؤساء مجالس إدارات الصحف القومية ورئيس الهيئة الوطنية للصحافة من أجل التدخل لدي المحافظين في المحافظات والمحليات من أجل حل تلك المشكلات الإدارية والمالية.
وقد كشف البيان الصادر عن الاجتماع المشترك أن وزير الإدارة المحلية قد وعد بالتدخل مع السادة المحافظين من أجل حل تلك المشكلات وذلك في إطار التقدير لما تقوم به المؤسسات الصحفية وكما جاء في البيان من رفع الوعي والارتقاء بالمجتمع ومواجهة الأزمات والإرهاب والتطرف والفساد.. وهنا الجزء الإيجابي في الموضوع ويحسب للجميع الحرص على المصلحة العامة.
ولكن على الجانب الآخر هناك ملاحظة سلبية على هذا الاجتماع إذ أهمل الجوانب المهمة للارتقاء بدور الصحافة المحلية والمشكلات التى تواجها رغم وظيفتها المهمة في رؤية المشكلات التى يعاني منها المواطنون.
ومن هنا لم يطرح الاجتماع المشار إليه سوي مشكلات الصحافة القومية مع المحافظات مع تجاهل تام لعرض مشكلات الصحف المحلية وللأسف يتجلي الإهمال في مجموعة من المظاهر الواضحة والمهمة لمعاناة الصحف المحلية والقراء من المواطنين في المحافظات وهم الأغلبية المهتمون بقضايا وهموم مستقبل الوطن وهم الأغلبية على أرض الواقع.
ومن أمثلة التجاهل الظاهرة والواضحة تتمثل في الآتي:
• اختفاء الزوايا والأركان والعناوين الصحفية التي كانت تنشر بالصحف القومية للاهتمام بالأخبار المحلية ومنها الأبواب التى كانت ثابتة "خارج القاهرة " – "قبلي وبحري" – "أخبار الأقاليم" – "أخبار المحافظات" – "وبعيدًا عن القاهرة" وغيرها من المساحات التى كانت مهتمة بالقضايا المحلية وللأسف مع التركيز الشديد فيما ينشر عن الأخبار المركزية بتوسع كبير مع الاختصار الشديد للأخبار المحلية الذي بلغ حد الإهمال في حجم ومساحة ونسب ما ينشر عن المحافظات واللامركزية في مصر.
• كما لم تبد الصحف القومية أي نظرة مستقبلية من أجل حل مشكلات الصحف المحلية رغم توصيات نقابة الصحفيين والدراسات والأبحاث والرسائل العلمية حول أهمية الصحافة المحلية ودورها في التنمية وكذلك نتائج المؤتمرات الذي عقدت من أجل تطوير الصحافة المحلية.
• كما استمر إهمال المؤسسات الصحفية في إصدار الملاحق أو الصحف المحلية رغم تجارب الصحف المستقلة التى بدأت مع جريدتي "المصري اليوم والشروق" وغيرها من الإصدارات للصحف المحلية الحزبية مثل تجارب الصحف المحلية للأحزاب "الوفد – التجمع – الأحرار" وغيرها والتى للأسف توقفت جميعًا ولم يتم دراسة أسباب الاستمرارية لهذه التجارب.
• كما لم تبادر الصحف القومية في الاجتماع المشار إليه إلى تقديم تصور أو رؤية للخروج من أزمتها الاقتصادية في دراسة مدي إمكانية إصدار صحف محلية بالمحافظات يكون اهتمامها الأساسي القضايا المحلية تأكيدًا للامركزية.
• عدم الاستفادة من القوي البشرية من الصحفيين الشبان من أبناء الأقاليم بالمحافظات والمشهود لهم بالكفاءة والذين يعانون من البطالة وقلت الإنتاج وعدم الاستفادة منهم من أجل إصدار الصحف المحلية لتكون أذرع لتلك المؤسسات وأن تكون أدوات صحفية راقية معبرة عن المجتمعات المحلية بالمحافظات والمراكز والمدن والقري والأحياء فضلا باعتبار أن الصحف المحلية تكون مشاريع اقتصادية من أجل تطوير تلك المؤسسات.
وبعد أن دعم اللامركزية عمل يتسق مع احترام الدستور ومع متطلبات بناء مصر الحديثة ومع المشاركة المجتمعية لكل شركاء التنمية حكومة – قطاع خاص – رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب والجميع المفترض أن يشاركوا من أجل التنمية المستدامة لبلادنا بأبعادها "الاقتصادية – الاجتماعية – البيئية".
ومن هنا لا يصح أن ننظر بعين واحدة لحل مشكلات الصحف القومية فقط عن طريق البحث في الدفاتر القديمة بعيدا عن العين الأخري التى يجب أن ننظر إليها نحو تطوير الصحافة المحلية من أجل مستقبل أفضل لبلادنا.