الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"لا بد من تجريمه".. شعار رفعه بعض المشاهير بعد إعلان طليقة "تميم يونس" تعرضها للاغتصاب الزوجي.. "الأزهر" يوضح حقوق الزوج والزوجة.. وعلماء النفس يحذرون: يشوه المرأة نفسيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أثارت "ندى عادل" طليقة الفنان تميم يونس، حالة من الجدل على "السوشيال ميديا" بعد إعلانها تعرضها للاغتصاب الزوجي، والتي لاقت دعم وتأييد على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل بعض مشاهير الفن.

لم يكن الحديث عن قضية "الاغتصاب الزوجي" جديد، فقد تناولته الدراما الرمضانية هذا العام من خلال مسلسل "لعبة نيوتن" في مشهد جمع بين الفنانة مني زكي والفنان محمد فراج، ليكشف النقاب عن تعرض الزوجة للعنف الجنسي والإيذاء النفسي دون حماية قانونية.


وأوضحت "ندى عادل"، طليقة الفنان تميم يونس، على حسابها على "إنستجرام"، أن الاغتصاب الزوجي بالنسبة لها موضوع شخصي جدًا، ودائمًا تحاول تجنب الحديث حوله، لأن هذا الأمر ثقيل عليها للغاية، باكية قائلة: "أنا اتحطيت في الموقف ده وأخدت سنة عشان أعرف أتكلم في الموضوع وأواجه الإنسان ده، ويوم ما واجهته هو نفسه قالي: آسف، طيب اضربيني، عايزك تضربيني أو تعملي أي حاجة عشان تحسي إنك أحسن".

وتابعت، إنها منزعجة من عدم توافر قانون في مصر لحماية الزوجة، كذلك هناك بعض الشيوخ يدافعون عن الاغتصاب الزوجي ويرون أنه ليس مشكلة، وعقبت قائلة: "بتجربة شخصية، ده مشكلة"، داعية إلى إطلاق حملة لتغيير القانون وتجريم الاغتصاب الزوجي في مصر، وقالت: "الاغتصاب الزوجي حتى السبعينيات لم يكن مجرما في الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبار أن الزوج يمتلك زوجته، لكن الأمر تغير هناك"، وطالبت بالتحرك لتغيير الوضع، قائلة: "عندي أمل لو فتحنا الموضوع واتكلمنا ممكن نغير القانون، عندي أمل إننا لو فتحنا الموضوع واتكلمنا فيه ممكن نعمل حاجة، أنا بيصعب عليّا إني مش عارفة اشتكي".


تميم يونس يرد

ورد الفنان تميم يونس، في مقطع فيديو نشره على "إنستجرام" قائلًا: "ردا على الحاجات اللي بتسمعوها دلوقتي، وبتُنشر في الصحافة بقول للصحفيين.. ده محصلش، ومش هيحصل أبدا أبدا، وأنا أول مرة أسمع عن حاجة زي كده زييّ زيكم بالظبط، وعيلتي أول مرة تسمع عن حاجة زي كده، أنا مش هتخذ أي إجراء قانوني غير لما يبقى في تهمة واضحة وصريحة ومقدمة ضدي، وساعتها هتصرف بشكل قانوني ومش هعمل أي حاجة تانية، مش هكرر الأخطاء اللي أنا بقع فيها والناس بتستفزني عشان أقع فيها.. بس كده".


مشاهير يدعمون "ندى عادل" ويطالبون بتجريم الاغتصاب الزوجي

عقب انتشار فيديو "ندى عادل" طليقة الفنان تميم يونس، تفاعل معها عدد من المشاهير لدعمها، حيث علقت الفنانة سمية الخشاب، على "تويتر"، قائلة: "‏أي شخص يبرر أو يدافع عن أي نوع من الاغتصاب أو التحرش فهو مريض وخطر على المجتمع.. والاغتصاب الزوجي جريمة في حق المرأة، ‏صدقوا الناجيات وادعموهن، كفاية اللي مروا بيه وعمركم ما تسخروا من ألم أو وجع أي شخص، وكفاية جهل وتجرد من الإنسانية"

وتابعت سمية الخشاب: "اغتصاب الزوجة زي اغتصاب الغريبة، زي اغتصاب الحبيبة، زي أي نوع اغتصاب في الدنيا، والمغتصب بيبقي مجرم لأنه بينتهك جسم وحقوق الإنسانة اللي معاه، اللي هي جزء من حقوق الإنسان، أي مغتصب ربنا يخسف به الأرض أيا كانت مكانته الاجتماعية أو المادية، وأي واحدة تتعرض لده متتكسفش، كلنا معاكي، وفضهرك وبرافو أنه في عصر السوشيال ميديا هنقدر نوقف القرف ده.. الاغتصاب الزوجي جريمة.. مفيش أي مبرر غير قلة التربية أو عدم القدرة على ضبط النفس".


وعلقت الفنانة سارة عبد الرحمن: "ما هذا الهراء!؟! هذا ليس جيدًا، هذا ليس جيدًا أبدًا! لا أستطيع أن أصدق أن روحك النقية مرت بهذا الأمر، أنا آسفة جدًا، أنا آسفة جدًا من أعماق قلبي، أنا آسفة لأني لم أتمكن من فعل أي شيء لحمايتك، أنا آسفة لأنك تتعامل مع هذا، أنا آسفة من فضلك أخبرنا كيف يمكننا دعمك، نحن هنا من أجلك، أنا هنا من أجلك".


كما كتبت الفنانة سلمى أبو ضيف: "أنا آسفة جدًا لأنك مررت بهذا.. أنت حبيبتي قوية جدا"، وأيضا كتبت الفنانة هدى المفتي: "هذا أمر شديد، أنا فخورة جدًا بك، أحبك، أسمعك، أنا آسفة جدًا لأنك عشت هذا الأمر، أنتِ شجاعة جدًا" وغيرهم.

وعلق لاعب الأسكواش "رامي عاشور" قائلًا: "أنت فتاة شجاعة قوية، التحدث بهذه الطريقة قوة كبيرة، ويجب تجريم الاغتصاب الزوجي".


الاغتصاب الزوجي

عرفت منظمة الأمم المتحدة، "الاغتصاب الزوجي" أنه العنف الممارس ضد الزوجة من زوجها، وما يسببه لها من تشوهات نفسية تترك آثارها على المدى البعيد على سلوك المرأة، مضيفة أنه يحدث ضررًا جسديًا وجنسيًا ونفسيًا، ويشمل الاعتداء الجسدي، والعلاقات الجنسية القسرية، والإيذاء النفسي، وسلوكيات السيطرة، كما أنه يصيب المرأة بالاكتئاب والإجهاد والقلق.


حكم الدين في قضية الاغتصاب الزوجي

أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن عقد الزواج في الإسلام عقد شرعي، وليس عقدًا مدنيًا، فإن الحقوق الزوجية من الآثار المترتبة على عقد الزواج، تنقسم إلى ثلاثة أقسام، حقوق للزوجة، وحقوق للزوج، وحقوق مشتركة بينهما، لافتًا إلى أن الفقهاء أجملوا الحقوق الخاصة بالزوجة في حقين اثنين، هما حق المهر وحق النفقة، وللزوج أيضًا حقوق، حق الطاعة، وحق الإقرار في البيت، وحق القوامة، ومن حق القوامة تتولد حقوق أخرى، موضحًا أن آية (وقرن في بيوتكن) هي خاصة بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم.

وتابع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، أن الحقوق المشتركة بين الزوجين حقان، هما حق حل العشرة الزوجية، أو ما يسميه الفقهاء حل الاستمتاع، وحق العشرة الحسنة، وتعني أن حق الزوجة على زوجها أن يعاشرها معاشرة حسنة في حياتها، وحق الزوج أن ترد الزوجة هذه المعاشرة الحسنة بمعاشرة حسنة أيضًا، موضحًا أن العادات والتقاليد الخاطئة أصبحت تقصر حق الاستمتاع على الزوج متى ما أراد، وتحرم الزوجة من هذا الحق، لكن الشرع كما أعطى هذا الحق للرجل وكلف المرأة بتلبيته، أعطاه أيضًا للزوجة وعلى الزوج تلبيته، ويكون ذلك في دائرة الاستطاعة أو القدرة البشرية، وهذا معنى قوله تعالى "هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ".

وأضاف، أن الحق الأهم للزوج على زوجته هو حق الطاعة، وهو حق كثر فيه الكلام، وفهم بشكل خاطئ، من قبل المهتمين بحقوق المرأة، وأن الطاعة المقصودة هنا ليست طاعة عبد لسيده، بل من باب تحقيق الرغبة لمن تحب، كما أن هذا الحق ليس مطلقًا بل مقيدُ بقيدين، وهى أن يأمر الزوج زوجته بالمعروف، وأن يكون هذا الأمر مباحًا شرعًا، فإذا أمر الزوج زوجته بما يهدم قاعدة الحرام والحلال، فليس على الزوجة أن تطيعه، وأن المقصود بالمعروف، هو أن يكون ما يطلبه الزوج من زوجته مباحًا، وألا يترتب عليه ضررا للزوجة، فلا يجوز أن يطلب منها أن تشرب الخمر أو أن ترتكب أيًا من المحرمات أو أن تعطيه من مالها دون رضاها، وأن كلمة المعروف وردت في القرآن في حالة الإمساك وحالة الطلاق، وأن ما يتم من مكايدات وحروب في حالات الطلاق ليس من المعروف الذى أمر به الشرع.


الآثار النفسية لتعرض المرأة للاغتصاب الزوجي

أوضح الدكتور على عبد الراضي، استشاري العلاج والتأهيل النفسي، أن الزواج مودة ورحمة، وكذلك العلاقة الزوجية يجب أن تقوم على المودة دون إحداث عنف أو أثر نفسي للزوجة، كي لا تعتبر نفسها مُنتهجة مستباح عرضها، مؤكدًا أن المرأة بطبعها بحاجة دائمًا إلى الاحترام والتقدير وإظهار روح التراحم والمعاملة الآدمية فيما بين الزوجين، فإن عدم توافر هذه الأمور والسعى نحو إجبارها على العلاقة الزوجية يؤثر سلبًا ويسبب لها العديد من المشكلات النفسية.

وأكد عبد الراضي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الزوج عليه احتواء زوجته، ناصحًا بعدم إجبارها على العلاقة الزوجية، فضلًا عن حل الأمر فيما بينهم دون تدخل أي شخص آخر، كي لا تتفاقم الأزمة، فمن الممكن عرض الأزواج مشكلاتهم على المتخصصين في حل المشكلات النفسية والأسرية، بما يسهل عليهم فهم بعضهم البعض والعيش في مودة ورحمة كما أوصى الدين الإسلامي.


كما تضيف الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الاغتصاب الزوجي هو إجبار الزوجة على العلاقة الزوجية رغمًا عنها، الأمر الذي تجرمه القوانين الدولية والتي عرفت الاغتصاب بأنه الاعتداء أو انتهاك يتم ارتكابه بحق شخص ما باستخدام العنف أو التهديد والإجبار، وهو ما يحدث فيما يخص الاغتصاب الزوجي حيث يتم إجبار الزوجة نفسيًا، مؤكدة أنه من حق الزوجة رفض العلاقة الحميمة في حالة مرضها، فإن هذه العلاقة إنسانية تقوم على التقارب والاستمتاع والمداعبة.