الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المرأة المصرية والمشاركة الوطنية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يمكن إنكار دور المرأة المصرية في المشاركة السياسية الفعالة. المرأة في مصر قدمت رأيها وناضلت من أجل حقوقها ومن أجل استقلال وسلامة بلادها طوال تاريخها، وهي تقدم الابن والأخ والزوج من أجل محاربة الإرهاب فداءً للوطن بشجاعة وبطولة. كانت للنساء المصريات مشاركة سياسية منظمة منذ ثورة 1919م إذ استشهد منهن ست شهيدات كريمات، وظهرت تلك المشاركة في تجلٍ كريم حين أسست هدى شعراوي الاتحاد النسائي الذي طالب بحقوق النساء عام 1923م، ليظهر في ذات العام قانون انتخاب يحرم المصريات من حق التصويت فيخرجن يوم افتتاح البرلمان معترضات، ثم ينصفهن دستور 1956م بعد ثورة 23 يوليو 1952م الذي نص على المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، بما فيها حق المرأة في التصويت والترشح للانتخابات. استخدمت المرأة حقوقها في العام التالي فوجدنا نسبة طيبة من المشاركة التصويتية ووجدنا المرأة في البرلمان المصري، وعُينت د. حكمت أبو زيد أول وزيرة في الحكومة المصرية.
تابعت المرأة المصرية بعد ذلك نشاطها الإيجابي الفعال في كل الانتخابات البرلمانية والاستفتاءات بتواجد ملحوظ مشرف فنجد على سبيل المثال شاركت المرأة في الانتخابات الرئاسية لعام 2005 م بنسبة 33% وفي الانتخابات الرئاسية عام 2012م مثلت مشاركة المرأة 50% ثم في الانتخابات الرئاسية لعام 2014م التي مثلت أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 30 يونيو -التي شاركت فيها المرأة مشاركة كبرى- بلغت مشاركة المرأة نسبة 70% من إجمالي المشاركة في تلك الانتخابات، وفي الانتخابات الرئاسية الحالية ضربت المرأة المصرية مثلًا رائعًا في المشاركة الواعية الكثيفة للتصويت الانتخابي في مظهر حضاري أقبلت فيه المصريات في خارج مصرعلى صناديق التصويت بشكل مشرف.
نجد الآن المرأة المصرية تشغل نسبة من أكبر النسب التي شغلتها في تاريخها داخل قوائم مجلس النواب المصري، وتتألق كوزيرة في الحكومة المصرية كتفًا بكتف مع الرجال. لم يعد هناك ما يجعلها تجد أن مشاركتها السياسية أمر صعب، بل تقدم لها كافة التسهيلات من أجل أن تخدم وطنها، ووسائل الدعاية الإلكترونية تناسبها كثيرًا في الدعاية لنفسها، وتقديم أفكارها المميزة، التي لا بد أن تكون لها بصمة تعكس قدرة المرأة على الحياة والإبداع.
إن المرأة التي بلغت هذا الحد من الوعي بحقوق سياسية ناضلت من أجلها لا شك تعد عنصرًا فعالًا في العملية السياسية، ولا أشك أنها ستشارك كعادتها بقوة وإيجابية في كل حدث يدعم الدولة المصرية، إنها بطلة ملحمة تاريخية اسمها "بنات مصر". تستطيع النساء في كل وقت وليس الآن فقط أن يمارسن حقوقهن، فقط حين يؤمن بها.