مشاعر ساحرة لا تقدر بثمن ولا توصف حين يطلب مني انسان أعرفه (ذكر كان أو أنثى) اني "أدعي" لهم ، وهذا في واقع الحال له عدة روافد : ربما بيرتاحوا لتقاسيم وجهي وهو مخلوع الأسنان ، أو لشيب شعري وهو قارب على القراع ، أو لانحناءة ظهري التي تبشر بأني (رجل والقبر) ، أو ممكن يحسوا إني (بركة) .. عموما وعلى أية حال أنا مش باشغل نفسي كتير بالوقوف عند هذه التفاصيل التي يكمن عنده ابليس ، وباستمتع بالحالة الجميلة دي التي على الأقل خالص تنم عن ثقة أولئك الذين يطلبون مني الدعاء لهم وإن تأخرت الاستجابة ، فليس من حق أحد الاشتراط على الخالق في التوقيت والكيفية .
والصراحة باكون في منتهى القلق البالغ من عدم استجابة الدعاء ، فالله سبحانه وتعالى يستجيب لمن يشاء من عباده ويقدر .. وأخاف أن الناس المحبة دي تفقد ثقتها فيا باعتبار اني مش بادعي لهم من قلبي لدرجة ان شخص عزيز عليا مرة قال لي انت متأكد انك بتدعي لي .. دانت شكلك بتدعي عليا ، فضحكت بملء الفم وقلت له والله أنا باعمل اللي عليا وبادعي من قلبي وكل جوارحي .. والباقي ، بل كله ، على ربنا .
وعموما وعلى أية حال .. ربنا يسعد قلب ويطمن نفس ويسلم عمر كل من طلب مني إني أدعي له ، وعلى الذين تصادف دعوتي لهم إجابة أن يدعوا لي كما أدعو لهم أنه يديم نعمه عليا .. فهي لا تعد ولا تحصى .. فاللهم لك الحمد حتى ترضى يا واسع الفضل والمغفرة .
