الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أبوبكر الديب يكتب: السبع الكبار في "كورنوال" يكشرون عن أنيابهم للصين.. وبكين ترد "أيامكم ولت"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مدي ثلاثة أيام في كورنوال بجنوب غرب إنجلترا، أظهر قادة دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى قدرا كبيرا من التوافق ضد طومحات الصين التوسعية وقضايا أخري منها المناخ والتجارة الدولية وتسهيل توزيع مليار لقاح لكوفيد 19 أو فيروس كورونا على الدول الفقيرة، وإنعاش الاقتصاد العالمي، وصولًا إلى ممارسات روسيا والصين.
وتميزت القمة بعدة ملامح أولها أنها القمة الأولى منذ نحو عامين التي تشهد عودة إلى الحضور المباشر بعدما اعتمدت المؤتمرات على تقنية الفيديو كونفرانس خلال تلك الفترة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.. كما أنها القمة الأولي التي يحضرها الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد 5 أشهر من تنصيبه في يناير الماضي، حاملا معه أجندة جديدة بإعادة دعم الحلفاء القدامي في حلف النيتو.
وتميزت القمة أيضا بأنها الأولي لبريطانبا بعد انفصالها عن الاتحاد الأوروبي واتفاقية البريكست وسط خلافات مع دول الاتحاد حول ملف ايرلندا الشمالية، وكذلك كان حضور المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل للقمة هو المرة الأخيرة قبل تركها لمنصبها.
وأعد قادة دول مجموعة السبع خطة ترمي إلى تهيئة العالم لتمكينه من التصدي لجائحة جديدة في غضون أقل من 100 يوم، كما طالبوا منظمة الصحة العالمية بتحقيق أكثر تعمقا حول منشأ فيروس كورونا، وتعهد الزعماء بتوزيع أكثر من مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد - 19 بحلول نهاية العام 2022 على أمل القضاء على الجائحة، وفق ما أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون في ختام القمة.
وأكد جو بايدن الرئيس الأمريكي، أن واشنطن عادت للدبلوماسية الدولية عبر قمة مجموعة السبع التي عكست تعاونا وإنتاجية استثنائيين حسب تعبيره.
ويعتزم قادة الدول توفير ملياري دولار أمريكي لمؤازرة العملية الانتقالية نحو طاقة مراعية للبيئة في الدول الأكثر فقرا، وستزداد مساهمات مجموعة السبع من أجل إيجاد تمويل يصل إلى 100 مليار دولار أمريكي سنويا حتى العام 2025 للسياسات البيئية للدول الفقيرة.
ودعت مجموعة الدول الصناعية السبع، إلى تأسيس نظام ضريبي "أكثر إنصافا"، يفرض حدا أدنى للضرائب " 15 % " على الشركات الكبرى ومتعددة الجنسيات، ويشمل حملة مشتركة ضد التهرب الضريبي، في إطار ما وصفتها بجهود رامية لتقليص عدم المساواة، كما دعت مجموعة السبع، الصين إلى "احترام حقوق الإنسان" في كل من إقليم شينجيانغ حيث تتهم بكين بارتكاب انتهاكات ضد الأقليات، وهونغ كونغ حيث تستهدف الناشطين المدافعين عن الديموقراطية وخلال جلسات العمل سعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى رص صفوف حلفائه في مواجهة موسكو وبكين، وهو ما شكل هدفا رئيسيًا لجولته الأوروبية التي يفترض أن تؤكد "عودة" الولايات المتحدة إلى الساحة الدولية بعد انتهاء عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.. كما طالبت مجموعة السبع روسيا بـ"وقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار" بما في ذلك التدخلات، ودعتها إلى احترام حقوق الإنسان، متوعدة بـ"محاسبة" المسؤولين عن تنفيذ هجمات إلكترونية انطلاقا من الأراضي الروسية.

ورغم أن الصين ليست عضوا في مجموعة السبع، لكنها ظلت مسيطرة على أجندة القمة، حيث كانت مع التحديات التي يفرضها صعودها دوليا، من بين الموضوعات الأكثر إلحاحا أمام القادة خلال قمة مجموعة السبع.. فيما دعا الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لإيجاد حل بديل لمشروع الحزام والطريق الصيني.
وفي أول رد فعل على ما جاء في القمة وقبلها وبعدها من تصريحات أمريكية وأوروبية حذرت الصين، زعماء مجموعة السبع من أن الأيام التي كانت تقرر فيها مجموعات "صغيرة" من الدول مصير العالم قد ولت منذ فترة طويلة، في هجوم على أغنى ديمقراطيات في العالم بعدما سعت لاتخاذ موقف موحد إزاء بكين.. وقال متحدث باسم السفارة الصينية في لندن "لقد ولت الأيام التي كانت تملي فيها مجموعة صغيرة من الدول القرارات العالمية.. مضيفا "نعتقد دائما أن الدول، كبيرة كانت أم صغيرة، قوية أم ضعيفة، فقيرة أم غنية، متساوية، وأنه يجب معالجة الشئون العالمية من خلال التشاور بين كل الدول".
و سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991 والذي أنهى الحرب الباردة، بزغ نجم الصين كقوة عالمية رائدة ما أزعج العالم الغربي وقمة السبع، حيث يريد قادة المجموعة، "أمريكا وكندا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا واليابان"، استخدام تجمعهم في كورنوال بجنوب غرب إنجلترا، ليظهروا للعالم أنهم يمكن أن يكونوا بديلا لنفوذ الصين المتنامي، ودعوا إلى نهج موحد لمواجهة التحديات التي تفرضها الصين... وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبيرغ، إن الصين توسع ترسانتها النووية بشكل سريع مع رؤوس نووية متطورة، وشدد ستولتنبيرغ على أن "هذا يمثل تهديدا لأمن الحلف وقادة الحلف اتفقوا على الحاجة للتصدي لهذا التحدي"، معلنا أن الحلف قرر تطوير مفهوم استراتيجي جديد تحضيرا للقمة المقبلة عام 2022.
والحقيقة أن فرملة التوسع الصيني ونفوذها في العالم بات أمرا مستحيلا، فهي على مدي سنوات طويلة توسع نفوذها الاقتصادي والاستثماري والتكنولوجي، والعلاقات العسكرية مع عدد كبير من دول العالم.
وتتدفق الأموال الصينية في جميع أنحاء البلاد في القرى والبلدات من أجل بناء مشروعات كبرى، وتستخدم ثقلها المالي الضخم سعيا وراء تبوء مكانة القوة العالمية الكبرى، وتتزامن القوة الاقتصادية الصينية المتنامية مع سياسة خارجية عازمة وقوية، ومع وضعها المرتفع، تجبر الصين الدول الأخرى على اللعب وفقا لقواعدها المالية، وتلعب الصين دورها الدفاعي والهجومي في آن واحد.