الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الطلاق والإرشاد الأسري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مما لا شك فيه أن الطلاق هو أبغض الحلال عند الله، ولكنه أحيانا يكون هو الحل لإنهاء حالة من الارتباط بين اثنين، زوج وزوجة فشلا كل منهما في اختيار الآخر!

والطلاق لا يمكن الاستمرار فيها باي حال من الأحوال عندما تستحيل العشرة وعندما يفشل الطرفين في فهم بعضهم البعض والتعامل مع واقع الحياة الصعب، فيقع الطلاق ويكون الحل للخلاص من أزمة الاختيار الخاطئ من البداية!

ويكون الانفصال والطلاق عملية بسيطة في حالة عدم وجود أبناء إلا أنها يسير صعب وربما مستحيل في حالة وجود أبناء، ليس لهم ذنب في أي من الخلافات التي تنشأ بين الزوجين، وتمتد وتستمر وتنتهي بالطلاق! وهناك الآلاف من الحالات في محكمة الأسرة المصرية يشيب لها الولدان!

ويعد الطلاق من المؤشرات الخطيرة التي تهدد كيان المجتمع واستقراره من خلال تدمير الأسرة التي تعد اللبنة الأولى والأساسية لأي مجتمع، وفي مصر ارتفعت حالات الطلاق بين حديثي الزواج بشكل ينذر بكارثة، فقد أشارت أرقام الجهاز المركزي للإحصاء بأن حالات الطلاق وصلت إلى 225 ألف حالة طلاق عام 2020 مقابل 218 حالة عام 2018 !! وهذا أمر خطير وجلل لا بد أن تنتبه إليه الحكومة والأهالي والأسر قبل أن تقدم على الارتباط والزواج حيث يعد سوء الاختيار في البداية هو السبب الأول لزيادة حالات الطلاق وتدمير وخراب البيوت، وعدم اتباع ما امرنا به الله ورسوله عند الارتباط والزواج أيضا والتي تعد سبب انتشار أبغض الحلال عند الله!

وهذا ما دعا وزارة التضامن الاجتماعي إلى أن تقدم برامجا تدريبية متخصصة للمخطوبين وحديثي الزواج، بهدف تدعيم الشباب من الجنسين بالمعارف والمعلومات المختلفة التي تساعدهم على تأسيس كيان أسري قائم على المودة والرحمة! وهو مشروع أطلق عليه المشروع القومي للحفاظ على كيان الأسرة المصرية "مودة" بالتعاون مع صندوقي تحيا مصر والأمم المتحدة للسكان! بهدف الحد من نسب الطلاق في المجتمع!

الأمر الآخر أن هناك أسباب تؤدي إلى الطلاق بشكل ما وهي تدخل الآخرين في شئون الزوجين وأحوال الأسرة وهو ما ينذر بكوارث لا حصر لها وربما يزيد من اشتعال النيران بدلا من إطفائها!

ويضاف إلى ذلك الشائعات والأكاذيب والأنباء المغلوطة التي يثيرها البعض من خرابي البيوت، كذبا وعدوانا، عن تعمد لأغراض شيطانية في نفوسهم ضد أحد الأطراف الأسرية، عبر الجلسات الخاصة أو في أماكن العمل أو على صفحات التواصل الاجتماعي، تؤدي أحيانا إلى أحداث الطلاق والانشقاق والمشاجرات بين الزوجين و" خراب البيوت" بالرغم من الآية الكريمة التي تقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" صدق الله العظيم.

لذا فالأمر جلل وخطير خاصة إذا تعلق الأمر بسيرة أشخاص محترمة ولها دورها في المجتمع ومكانتها سواء كان الزوج أو الزوجة وأيضا إذا تعلق الأمر بالأولاد والأبناء الذين ليس لهم ذنب في أي شيء!

ولا بد أن يتحقق الأطراف المقبلة على الزواج من الاختيار السليم والارتباط على أساس صلب وقوي متين نابع من أحكام الدين الإسلامي الحنيف، حتى يتم تأسيس أسرة نموذجية وممتدة لها فروعها الأصيلة في المجتمع!

ولا بد أن تستمر الدولة في دورها في توفير المعارف الأساسية للمقبلين على الزواج والارتقاء بخدمات الدعم والإرشاد الأسري لمساعدة حديثي الزواج والأزواج الذين لديهم مشكلات تتعلق بالتوافق والمؤامة الأسرية!