الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الحجر الأسود

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حجر كريم مغروس في بناء الكعبة ولا يظهر منه إلا رأسه الذي إسود من خطايا المشركين أما باقي الحجر فلونه أبيض ويبلغ طوله نحو ٧٥ سم وعرضه ٤٥ سم ونزل من الجنة على آدم عليه السلام فآنس الله تعالى به سيدنا آدم وكان الحجر يتلألأ من شدة بياضه فهو ياقوتة من يواقيت الجنة وليس على الأرض شيء من الجنة سوى الحجر الأسود ومقام سيدنا إبراهيم وكان لون الحجر الأسود بالكامل أبيض وسودت خطايا العباد رأسه لأن الله غير من هيئته وروعته لأنهم لا يستحقون النظر إليه ولم تستطيع حسنات العباد أن تزيل هذا السواد فما بالك بقلوب البشر إذا اسودت.
والحجر الأسود نزل على سيدنا آدم وحافظ الله عليه حتى وصل إلى سيدنا إبراهيم عندما طلب من ابنه إسماعيل أن يأتي له بحجر يكون علما للناس يبتدؤن منه الطواف فذهب إسماعيل وعاد بالحجر الأسود مع جبريل حيث ظل الحجر الأسود في جبل أبي قيس وهو أول جبل وضع على وجه الأرض فظل الحجر محفوظا به زمن الطوفان في عهد سيدنا نوح ولما وضع جبريل الحجر في مكانه أضاء نوره نواحي الحرم كلها. وبعد ذلك بزمن انهدم البيت فبنته العمالقة ثم انهدم فبنته قبيلة من جرهم ثم انهدم فبنته قريش وتنازعوا على من ينول شرف وضع الحجر الأسود في مكانه مما يدل على معرفتهم بقيمته.
وقريش عندما أعادت بناء الكعبة نتيجة لانهيار جوانبها من فعل السيول جمعت الأموال لإتمام العمل ورفضت استلام أموال مشكوك في مصدرها مثل تجار الخمور والرقيق وأصرت على إتمام البناء من أموال نظيفة المصدر
كما يلاحظ أن العرب في جاهليتهم مع عبادتهم الأحجار وبالأخص حجارة مكة والحرم فلم يرد عنهم أن احدا عبد الحجر الأسود مع عظيم احترامهم وتقديرهم له ومحافظتهم عليه.
ويظهر في ذلك عظمة الله تعالى فإنه لو عبد من دون الله في الجاهلية ثم جاء الإسلام بتعظيمه باستلام الركن الاسود لقال المنافقون أعداء الإسلام أن الإسلام اقترح تقدير وعبادة الأصنام وأنه لم يخلص في شائبة الشرك وتمسك بعبادته من كان يعبد الحجر الأسود من قبل فلهذا حفظ الله تعالى هذا الحجر الكريم من أيام سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى يومنا هذا إلى ما شاء الله عن عبادة أهل الجاهلية من عبادتهم ايضا.
وتعرض الحجر الأسود إلى العديد من الحوادث والاعتداء أشهرها حادث اعتداء القرامطة بقيادة أبو طاهر القرمطي على الحجيج وقتلهم في يوم التروية داخل الحرم ونزعهم للحجر الأسود من مكانه ورحلوا به ليضعوه في كعبة جديدة لهم لكن الناس ظلوا يحجون إلى بيت الله الحرام بمكة ويضعوا أيديهم في مكان الحجر الخالي لمدة ٢٢ سنة وعاد الحجر الأسود بعد إن هلك أبو طاهر القرمطي. اللهم أوعدنا بزيارة بيتك الحرام واحفظ بلادنا من كل شر.