السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حي المقطم.. مدينة المتناقضات!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربما تتعجب عندما تقرأ عنوان المقال للوهلة الأولى، فالمقطم يعد بالفعل مدينة داخل مدينة القاهرة وربما يطلق عليها ضاحية نظرا لارتفاعها الشاهق عن باقي مناطق القاهرة، وتقع المقطم وسط محافظة القاهرة، في منطقة جبلية تعد الأعلى ارتفاعا من باقي مناطق الجمهورية وهذا ما جعل جوها يتميز بالحرارة الشديدة في الصيف والبرد القارس في الشتاء! بشكل يختلف ٥ درجات انخفاضا وارتفاع في الحرارة عن باقي مناطق القاهرة!
ويجمع المقطم بين المتناقضات الكثيرة التي لا يمكن أن يتخيلها عقل بشري يفكر بشكل منطقي، بالرغم من أن حي المقطم يضم شرائح سكانية متعددة ومتنوعة بالإضافة إلى مناطق مختلفة مثل الهضبة العليا، ومنطقة الهضبة الوسطي أو السفلي على حسب المفهوم الدارج لدى الناس هناك، ويضم المقطم عدد سكان لا بأس به وهو في ازدياد مستمر، بحيث لا يقل عن نصف مليون نسمة تقريبا ما بين شرائح عالية جدا ومتوسطة.
ويضم المقطم مناطق شارع ٩ وتفريعاته وتضم شقق راقية وقصور وفيلل، وهناك أحياء من الأول إلى الثامن بالهضبة المتوسطة، وسكانها متوسطي الحال وأثرياء أيضا ومنهم الفقراء، وهناك مناطق فقيرة وشعبية ويمثلها مناطق مثل الزلزال وصبحي حسين والمفارق والسبعين فدان والسوق والمساكن، فضلا عن ضم مناطق أخرى بها مثل حي الأسمرات المجاور لحي المقطم والذي تم نقل سكان المناطق العشوائية بالدويقة ومنشية ناصر إليها، وتعتبر شركة النصر للإسكان والتعمير مالك ٩٥ % من عقارات المقطم تقريبا، وهي إحدى فروع الشركة القابضة للإسكان والتعمير، المالك الأساسي لأغلب أراضي حي المقطم وتتبع وزارة قطاع الأعمال العام .
فضلا عن وجود أراضي حاليا وغير مستغلة منذ عقود طويلة هناك وشقق أيضا، علاوة على أماكن لم تصلها خدمات الحكومة حتى الآن في الهضبة الوسطى!
وتعد أحوال الشوارع والطرقات الداخلية هناك من أبرز المتناقضات في حي المقطم والتي يشوبها تكسير وحفر و"رديم تراب" متناثر على الأرض بشكل مستمر ورغم ذلك لا يلفت انتباه المسؤولين بالحي هناك ولا أي عابر سبيل من وزراء الحكومة والمشاهير القاطنين هناك.
بالرغم من الارتفاع غير المبرر لأسعار الشقق السكنية هناك والتي تصل إلى مليون ونصف وأحيانا ٢ و٣ و5 ملايين للشقة الواحدة " وليس الفيلا" إلا أن الشوارع من حولها والمياه المتراكمة حول المباني من كل الاتجاهات بشكل يستحيل معه السير بسيارتك بشكل آدمي أو طبيعي وهو ما تراه في 90% من شوارع المقطم.
الأمر الآخر وهو سيطرة بعض الفئات على مجريات الحياة هناك مثل سماسرة العقارات الذين يتحكمون في رفع أسعار الشقق التمليك والإيجار بين فترة وأخرى بحيث تجد إيجار الشقة الخالية يصل إلى ما بين ٥ إلى ٩ و١٠ آلاف جنيه شهريا، بينما تصل إلى ٢٠ و٣٠ ألف شهريا للشقة الإيجار المفروش، فضلا عن أن أغلبهم يعمل بالمهنة دون ترخيص مزاولة للمهنة وأغلبهم من البوابين أو حراس العقارات بالحي نفسه،بجانب بعض المكاتب التي تعمل في السمسرة العقارية أصلا! وهم الفئة التي تتحكم في بورصة أسعار العقارات هناك بشكل جعل السعر هناك يتزايد بسرعة الصاروخ!
والفئة الأخرى وهم البوابين الذين جاءوا من محافظات عديدة من أجل العمل في المقطم وهم الذين يقيمون بالعقارات التي يعملون بها هناك ويقومون باستنزاف مياة لا حصر لها يوميا في غسيل سيارات أصحاب الشقق من خلال استخدام خراطيم المياه يوميا كنوع من الاستسهال ومن اجل رش الشوارع يوميا وهذا يمثل اسراف غير مقبول منهم بالرغم من تحذيرات شيوخ المساجد وغيرهم إلا أنهم لا يسمعون لأحد ، ولا يلقون اعتراض من أصحاب السيارات أنفسهم ! ناهيك عن عملهم بالسمسرة في العقارات على طريقة الفنان أحمد زكي " عبد السميع " في فيلم البيه البواب! فضلا عن شراء كل بواب توك توك من أجل العمل عليه بينما شئون العمارة يتركها لزوجته وأولاده !!
فضلا عن الباعة المتجولين الذين حضروا من مختلف محافظات قبلى وبحري لأجل بيع البطيخ والفاكهة والخضراوات والملابس والتكاتك التي انتشرت بالمنطقة الراقية كانتشار النار في الهشيم ،فضلا عن الأسعار المرتفعة المواد الأساسية من طعام وشراب هناك دون رقابة!
يضاف إلى هذا انتشار ظاهرة تناول المخدرات بين الشباب هناك بشكل غير طبيعي فكم من السيارات الفارهة تجدها أمام منزلك وربما فوق سيارتك لمجموعة شباب وفتيات حتى الصباح! فضلا عن مخالفات ركن السيارات في شارع ٩ والتي تؤدي إلى ازدحامه دون ان يتحرك أحد هناك!
فضلا عن وجود أراضي كثيرة غير مستغلة منذ أكثر من أربعين سنة امتلاء المنطقة بكلاب الشوارع، وهناك ظواهر غريبة ربما لا تجدها إلا في المقطم ولا يتسع المثال لذكرها وهي تحدث تحت سمع وبصر الحي بالمقطم والمسؤولين ولا أحد يحرك ساكنا هناك.
المقطم منطقة فريدة تحمل بين طياتها متناقضات غريبة بالرغم من وجود شخصيات كبيرة وشهيرة وصفوة ووزراء يسكنون بها إلا أن هناك نقصا في الخدمات الحكومية والاهتمام بالشوارع والأمن بها، نحتاج إلى يد قوية تضبط حياتنا وليس أيادٍ مرتعشة لأن الأخيرة قال عنها الرئيس الراحل عبد الناصر، لا تقوى على البناء.