الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حارس عقار يقتل شابا بسبب «ركنة سيارة» ببولاق الدكرور.. والدة الضحية: المتهم تعدى على زوجي وحرمنى من ضنايا.. ولا شيء يعوضنى عن غيابه.. وأطالب بإعدامه حتى تهدأ نار قلبي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فتح الشاب «محمود» عينيه على الدنيا ليجد نفسه في أسرة بسيطة الحال، فالأب والأم يسعىان لتوفير متطلبات الحياة اليومية لأبنائهم، أملا في الوصول بفلذات أكبادهم لمستقبل باهر ينسيهم مرارة أيام الشقى خلال البحث عن لقمة العيش.
وعلي الرغم من حداثة سن الشاب، إلا أنه ارتدى ثوب الرجولة مبكرًا، وباتت الأسرة تعتمد عليه في إنهاء العديد من الأمور، فأصبحت الفرحة تتجول داخل جدران منزله مع التحاقه للعب كرة القدم بأحد النوادي، حتى حدث ما لم يكن في الحسبان حينما قرر حارس عقار عديم الرحمة قتل الشاب البسيط، فبدلا من ارتداء لبس العيد الذى كان متوجها لشرائه حمل إلى مثواه الأخير ملفوفا بالكفن، بعدما دافع عن والده إثر قيام المتهم بالتعدى عليه بالضرب بسبب «ركنة سيارة»، فانطلق الابن البار مدافعا عن الأب ليسدد له الجانى ٣ طعنات بسلاح أبيض، ليسقط على الأرض غارقا في دمائه في مشهد مأساوى أثار الأهالى بمنطقة بولاق الدكرور.

بصوت ممزوج بالأسى، بدأت السيدة «فاطمة» والدة الضحية تروى تفاصيل الجريمة، لـ«البوابة» قائلة: «إحنا ناس في حالنا وملناش خلافات مع حد، أنا وزوجى قضينا حياتنا من أجل تربية أبنائنا الثلاثة حيث رزقنا الله بولدين وبنت، كان أوسطهم محمود الله يرحمه».
وأكملت: «محمود كان فرحتى في الدنيا، والقاتل حرمنى من نور عيني، فكان يمثل لى كل شيء ولا أتحمل غيابه عنى نظرا لتعلقى الشديد به، وكان متفوقا في دراسته ويحلم أن يصبح لاعب كرة قدم مشهورا، والجميع يشهد له بالاحترام والأخلاق العالية، والدليل على ذلك حالة الغضب العارمة التى شهدتها المنطقة عقب مقتله على يد بلطجى عايش بفرض الإتاوة على الناس».
وتابعت: «عند بدء العشر الأواخر من شهر رمضان المنقضي، طلب محمود منى الذهاب لشراء ملابس العيد، وهو الذى تأخر بسبب خوفى عليه من الزحام وفيروس كورونا، حتى قرر يوم ٢٧ رمضان الذهاب رفقه أصدقائه « لما رجعت من الشغل كانت نحو الساعة ٤ مساء، طلب منى فلوس وقلى هنزل ياماما مع صحابى وفضل يضحك معاهم وبعدها ودعنى وقبل رأسى وأيدى ونزل كالمعتاد».
وأضافت: «بعد ما نزل مفيش دقيقة سمعت صوت صراخ قادم من الشارع، جريت على الشباك أشوف مين «لقيت ابنى ملقى على الأرض وغرقان في دمه»، جريت مسرعة نحو السلم ومعرفش نزلت إزاى وأنا وصلت لقيتهم بيحطوه في التوك توك وماشيين بيه، صرخت وسقطت على الأرض وسألت حصل إيه رد عليا زوجى قائلا: «أبو عبدالله حارس العقار ضرب محمود بالمطواة»، متابعة: «ابنى مات عقب وصوله المستشفى دمه اتصفى بعد ما المجرم سدد له ٣ طعنات».

تلتقط «فاطمة» أنفاسها، وتكمل حديثها ودموعها لا تتوقف، وكلماتها تتكرر «قتل ابنى.. وحرق قلبى عليه» لما سألت عن سبب الواقعة عرفت أن جوزى كان راجع من الشغل تعبان وبدل ما يركن سيارته في الجراج قال هركنها هنا شوية وبعد الفطار هنقلها»، ده شارع عمومى وجوزى كان جاى تعبان ولما وقف جرى عليه المتهم ومسك فيه رغم أنه بعيد عن العمارة اللى بيحرسها وجوزى بيديه ٢٠ جنيه لما يركن السيارة وهدد زوجى قائلا: «شيل عربيتك ده مكان فلان بيه.. ويلا بدل ما اكسرها لك، وخلال ذلك تصادف نزول محمود الله يرحمه ولما شاف الجانى ماسك والده جرى عليه ليدافع عن والده، ليقوم الجانى بإخراج سلاح أبيض من طيات ملابسه ويسدد له ٣ طعنات في مناطق متفرقة من الجسد.
الأم تكمل حديثها: «لا شىء يعوضنى غيابه، ودموعى لا تتوقف، فنحن لا نريد سوى العدل، الذى يوجب سرعة القصاص من القاتل ومحاسبته، حتى تهدأ نيران القلوب».
وناشدت والدة الضحية المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بالوقوف إلى جوارها، حتى تسترد حق نجلها، الذى قُتَل غدرًا، خاصة بعد محاولة المتهم وأسرته قلب القضية لمشاجرة حتى يأخذ حكما مخففا، مختتمة بقولها: «لن يريح قلبى سوى إعدام القاتل».