أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، عن تقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار.
جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس السيسي في القمة الثلاثية بشأن تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والتي عقدت بعد ظهر اليوم بقصر الإليزيه في باريس بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
ولاقت تلك المبادرة ترحيبا كبيرا خاصة من الجانب الفلسطيني الذين أكدوا عن اعتزازهم بهذه المبادرة، وأنه ليس جديدا على الدولة المصرية تقديم الدعم الكبير لفلسطين، في تصريحات لقناة سي بي سي.
وقال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية خبير العلاقات الدولية، إن مبادرة إعمار غزة التي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي جاءت في وقت مناسب ولها دلالات عديدة.
وأضاف فهمي في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن تلك المبادرة من الرئيس السيسي تأتي تأييدا ودعما من القيادة المصرية للشعب الفلسطيني.
وتأتي تلك المبادرة استمرارا للدور الدبلوماسي القوي الذي تلعبه مصر خلال تلك الفترة سواء في القضية الفلسطينية أو في السودان من خلال قمة باريس.
وتأتي خطوة إعادة الإعمار لاستكمال ما بدأه الرئيس السيسي بشأن القضية الفلسطينية من خطوة طلب وقف إطلاق النار إلى فتح المعمر وأخيرا إعادة إعمار غزة.
وأكد فهمي أن المبادرة ستنجح وستكون موفقة من الجانب المصري الذي لا يتوقف عن دعم الشعب الفلسطيني.
موقف مصري قوي
ومن جانبه، أكد أحمد الدرهللي، القيادي بحركة فتح إقليم مصر، إن الدور المصري فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية معروف منذ القدم، وأن ما تم الإعلان عنه من تقديم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة يعبر عن موقف قوي من القيادة المصرية تجاه القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن ذلك ليس جديدًا على مصر تجاه القضية الفلسطينية.
وأضاف القيادي بحركة فتح، لـ"البوابة نيوز" أن مصر لا تزال تقوم بدور قوي في إحداث نوع من التهدئة وحقن دماء أبناء الشعب الفلسطيني منذ اللحظة الأولى لحصول العدوان الإسرائيلي على أبناء قطاع غزة في فلسطين.
أكبر دعم مالي عربيفيما قال رامي إبراهيم، الباحث في الشئون الدولية، إن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم مصر 500 مليون دولار، تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة، نتيجة الأحداث الأخيرة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار، تعتبر أكبر دعم مالي عربي قدم لقطاع غزة منذ نكبة 1948.
وأضاف الباحث في الشئون الدولية، أن الدعم المصري المقدم للقضية الفلسطينية بصفة عامة وقطاع غزة بصفة خاصة، يؤكد التحدي المصري الواضح والقوي لمحاولات تدمير البنية التحتية لفلسطين والتي تهدف من خلالها إسرائيل إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مؤكدًا إلى أن ما قدمته القاهرة يرسخ ويثبت أقادم الفلسطينيين على الأرض في مواجهة قوات الاحتلال.
وأوضح، أن مصر قدمت عشرات الآلاف من الشهداء من أجل القضية الفلسطينة على مدى الصراع العربي الإسرائيلي، وهي لم ولن تترك حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، مشيدًا بالتحركات المصرية من أجل تهدئة الأوضاع في قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي الغاشم.
وأكد إبراهيم، إن صمود الفلسطينيين على أرضهم ومقاومتهم لقوات الاحتلال الإسرائيلي عامل مهم جدًا في تحريك المجتمع الدولي لإيقاف جرائم الاحتلال وقطعان المستوطنين التي تقتحم المسجد الأقصى المبارك وتعمل على اغتصاب أراضي المواطنين.
وانتقد الباحث في الشئون الدولية، دور المجتمع الدولي المتخاذل في مواجهة اعتداءات إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال على المدنيين وقتل الأطفال والنساء ما يعد جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك واضح وصريح لميثاق حقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، محملًا الأمم المتحدة ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، المسئولية الكاملة والمباشرة عن التدهور الحاصل في الأوضاع بسبب جرائم كيان الاحتلال الممنهجة تجاه الشعب الفلسطيني.
الدبلوماسية المصرية
كما أكد الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن مصر دائما هي الأولى في المبادرات التي تخدم الشعب الفلسطيني، ومن يريد أن يستوعب كيفية القيام بعمل دبلوماسي يتعلم من مصر.
وقال صافي في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بتخصيص مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار، ليس بجديد على مواقف مصر العظيمة لصالح الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن ما يقوم به الرئيس السيسي منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، دليل قوي على قيادة وريادة مصر للمنطقة العربية، ومؤكدة على أن مصر دائما في المقدمة.
وأعرب عن سعادته البالغة بقرار الرئيس السيسي بشأن إعادة إعمار غزة، داعيا الجميع إلى أن يأخذ مصر كمثال لدعم القضية الفلسطينية.
وفيما يخص إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، أكد أن الاحتلال الإسرائيلي سيخضع في النهاية إلى هدنة طويلة المدى، بسبب ما يواجه من ويلات الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية.
وأضاف أن هذا العدوان أسفر عن خسائر فادحة في الاقتصاد لدى الاحتلال الإسرائيلي، وذلك مع حالة الشلل التامة في الأراضي المحتلة، وهو ما يؤكد على خضوعها في نهاية الأمر إلى اتفاق طويل المدى.
وتوقع أن تصل مصر في النهاية إلى اتفاق بين جميع الأطراف لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو ما اعتبره ليس بجديد على مصر.
