الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العيد فرحة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شرّعت الأعياد في الإسلام لحكمٍ سامية ولمقاصدٍ عالية، ومن هذه الحكم أنَّ تكون الأعياد فرصة للفرح والترويح عن النفس من هموم الحياة، وفرصة للتواصل وصلة الأرحام وتقوية الروابط الاجتماعية، ونشر المودَّة والرحمة بين المسلمين، وقال العلماء: “إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين”، وفرحة العيد فرحة شرعية أذن الله بها فقال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]؛ فالعيد فرحةٌ وشكر لله على تمام نعمته وفضله وتوفيقه لنا على إتمام العبادات من صيام وقيام؛ فالذين يصومون لهم الحق أنَّ يفرحوا بالعيد لأنهم أدوا فريضة الصوم، والفرحة بالعيد شعيرة من شعائر الإسلام ومظهر من أجل مظاهره، ينبغي على كل مسلم أن يستعشرها في قلبه، ولابدَّ من تعظيمها مصداقًا لقوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]، والفرحة بالعيد سنة نبوية؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للصائم فرحتان يفرحهما؛ إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه» [رواه البخاري]؛ أي: إنَّ الصائم يفرح مرتين، الفرحة الأولى "فرحةٌ عند فطره"، أي: عند انتهاء صومه وإفطاره، وإتمامه العبادة راجيًا من الله الثواب والفضل، والفرحة الثانية "وفرحةٌ عند لقاء ربه"، أي: عند موته، حيث ينال الأجر والثواب، ولو دققنا النظر لوجدنا أنَّ الإسلام جعل كل عيد يعقب فريضة فيها مشقة على النفس البشرية؛ فعيد الفطر يعقب فريضة الصوم، والصوم مشقة وطاعة والتزام، وعيد الأضحى يعقب فريضة الحج، التي تتطلب جهدا بدنيا ونفسيا وتضحية.
العيد فرحة وسعادة وسرور، ومنحةٌ ربانيةٌ يشعر فيه المؤمن بأنه أدى العبادات وفاز برضى الله تعالى؛ فتتصافى القلوب، وتتصافح الأيدي، ويعلو وجه المسلم البشاشة والبهجة والسرور، وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، في العيد أن يظهر الفرح والسرور، ويجتهد في إدخال الفرح في نفوس المسلمين خصوصًا الصبيان منهم والنساء؛ فالغاية العظمى من الأعياد إدخال السرور والبهجة على المسلمين رجالًا ونساءً وأطفالًا، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: «دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندي جاريتان تغنِّيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحوَّل وجهه، فدخل أبو بكر، فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند رسول الله ﷺ، فأقبل عليه رسول الله ﷺ، فقال: دعهما، فلمَّا غفل غمزتهما، فخرجتا، قالت: وكان يوم عيدٍ يلعب السودان بالدَّرق والحراب، فإمَّا سألت رسول الله ﷺ، وإمَّا قال: تشتهين تنظرين، فقالت: نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده، ويقول: دونكم بني أرفدة، حتى إذا مللت، قال: حسبك، قلت: نعم، قال: فاذهبي» [رواه البخاري]؛ فلقد أذن رسول الله ﷺ للحبشة أن يلعبوا في المسجد ولعائشة رضي الله عنها أن تستمتع بمشاهدة لعبهم.. تقبَّل الله منا ومنكم، وعيدكم مبارك، وكُلُّ عامٍ وأنتم بخيرٍ.